القائمة الرئيسية

الصفحات

البحتري والتشيع لآل محمد عليهم السلام

منظر

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين
أعزائي سنتحدث اليوم عن عقيدة شاعر كبير من الشعراء العرب في الماضي وهو ابو عبادة الوليد بن عبيد الطائي . الملقب بالبحتري . أما عقيدته فقد قال البعض أنه سني المذهب بسبب مدحه للعباسيين وولائه لهم . ولكن الواقع يخالف ذلك لوجود أدلة تثبت تشيع البحتري ومن هذه الأدلة .


مانقله صاحب أعيان الشيعة عن عبد الجليل الرازي استاذ ابن شهرا شوب المازندراني : البحتري من الشعراء الشيعة وكان خصيصا بدعبل الخزاعي ومن أصدقائه كما في كتاب القنوع وغيره , ذكر ذلك في ترجمة البحتري. وخلوص دعبل في التشيع مشهور وإكرام أبي تمام ( وكان شيعيا ) للبحتري أيضا . ويظهر من الشيخ أبي عبد الله أحمد بن عياش في كتابه مقتضب الأثر في أمامة الأثنى عشر أن البحتري وأبي الغوث الطهوي كانا من الشيعة الاثنى عشرية , لكن البحتري يمدح الملوك وأبي الغوث يمدح آل الرسول . وذكر قصيدة لأبي الغوث في مدح الأئمة من آل محمد الاثنى عشر قال كان البحتري ينشدها وتلك القصيدة لا يمكن أن ينشدها إلا من كان من الامامية وهي


                         ينابيع علم الله أطـــــــــــواد دينــه     فهل من نفـــــــاد إن علمت الأطواد
                         نجوم متى نجم خبا مثــــــــــله بدا    فصلى على الخابي المهيمن والباري
                        هم حجج الله اثنتي عشـــرة متى       عددت فثاني عشـــرهم خلف الهادي

واذا عدنا الى شعره وجدنا اشارات تدل على تشيعه رغم الاضهاد الشديد للشيعة من قبل بني العباس . فعلى الرغم من جور العباسيين وعسفهم فالبحتري لم يدع متنفسا يستطيع التعبير فيه عن عقيدته المكبوتة إلا وأفاد منه . فهو يهجو علي بن الجهم الشاعر لا شئ إلا لأنه كان ناصبيا يعادي آل البيت

                       أذا ذكـــــرت قريش للمعـــــــــالي          فلا في العيــــــــر أنت ولا النفيـــر
                       وما رغثانك الجهـــــــــــم بن بدر          من الأقمـــــــــار ثم ولا البــــــدور
                       لأية حــــــــــــالة تهجــــــــو عليا          بما لققت من كـــــــــــــــذب وزور

وعلي بن الجهم هذا من ندماء المتوكل الذي كان البحتري أثيرا لديه وصاحب حظوة عنده وأعتى ملوك بني العباس على الشيعة . والذي حرك البحتري على هجاء هذا الشاعر رغم حظوته عند المتوكل هو التشيع .

ومما يمكن أن يستدل به على تشيع البحتري أيضا موقفه من المنتصر بن المتوكل . والمعروف عن المنتصر انه كان شيعيا ينكر على ابيه سب علي عليه السلام . حتى ان بعض ندماء المتوكل كان يبالغ في سب علي عليه السلام فيغضب المنتصر لذلك ويهدده ويقول للمتوكل : ان عليا هو كبير بيتنا وشيخ بني هاشم فإن كنت لابد ثالبه فتول ذلك بنفسك ولا تجعل لهولاء سبيلا الى ذلك .
ومع أن البحتري بقي وفيا للمتوكل حتى بعد وفاته ومع ان المنتصر قام بقتل والده فإن البحتري مدح المنتصر بقصيدة واحدة هي أقرب ما تكون في مدح العلويين منه في مدح هذا الملك العباسي لا لشئ إلا لأنه أعاد بعضا من حقوق العلويين إليهم ورفع عنهم الاضهاد الذي كان مسلطا عليهم ايام المتوكل . ومما قاله

                     رددت المظـــــــــــالم واسترجعت            يداك الحقـــــــــــــوق لمن قد قهر
                     وآل أبي طالـــــــــــــــــــب بعدما             أذيع بســــــــــــربهم  فابـــــــذعر
                     وصلت شـــــــــــــوابك ارحامهم             وقد أوشك الحبـــــــــل أن ينفطر
إلى أن يقول
                   يشاد بتقــــربكم في الكتــــــــــاب             وتتلى فضـــــــــــــائلكم في السور
                    وأن عليا لأولى بكــــــــــــــــــــم              وأزكى يدا عنـــــــــدكم من عمر

أما تألمه على المتوكل بعد موته مع نصبه فلاحسانه العظيم إليه وعدم عراقة الشعراء في الدين أو ربما تكون تقية .

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. حياك الله أختي العراقية وشكرا لك جزيلا على هذه الزيارة الطيبة المزينة بالورد والرياحيين .

    حييت زحفك عن بعد فحييني * يادجلة الخير يا ام البساتين

    ردحذف
  2. صلى الله على محمد واله

    ردحذف

إرسال تعليق