القائمة الرئيسية

الصفحات

التدين بأراء الرجال



دين الأراء مشكلة يعاني منها الاسلام لذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم  ( الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء ) يعود غريبا لأن الناس ابتعدوا عن الدين الحقيقي بسبب أراء العلماء المتخبطة بوجه عام وأصبح يطاع فلان وفلان في كل زمان ومكان على حساب الدين الاسلامي الصحيح حتى لم يبقى منه إلا اسمه ، عن الامام الصادق عليه السلام قال  عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال : سياتي على الناس زمان  لا يبقى من القرآن إلا رسمه  ، ومن الاسلام إلا اسمه ‘ يسمون به وهم أبعد الناس عنه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإلييهم تعود ) وهذا كله بسبب الأراء التي أتخذها الناس دينا فاصبحوا في ضلال . 

اليوم يا أعزائي لفت انتباهي حديث عن الامام جعفر الصادق عليه السلام وهو من الائمة الأوصياء عليهم الصلاة والسلام والحديث بهذه الصيغة روي عن أبي عبد الله عليه السلام  يقول :( إنا لو كنا نفتى الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ولكنها آثار من رسول الله صلى الله عليه وآله واصول علم نتوارثها كابر عن كابر نكتنزها كما يكتنز الناس ذهبهم وفضتهم ) بصائر الدرجات ص285 بسند صحيح . وقال الامام الباقر عليه السلام  ( لو إنا حدثنا برأينا هلكنا ، كما ضل من كان قبلنا ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه صلى الله عليه وآله فبينها لنا ) بحار الانوار  ج2 ص179 وهذا كلام الامام الصادق عليه السلام  يقول إنه لا يفتي برأيه ولو كان يفعل ذلك لهلك وإنما هو علم رسول الله مخزون عندهم يتوارثنوه من إمام الى إمام  . وكذلك حديث والده الباقر عليه السلام  يحمل نفس المعنى لذلك أمر رسول الله بتباعهم وطاعتهم .

أما علماء اليوم يفتي برأيه وهو يضحك ولا يهتم  بالعواقب سواءا على نفسه أو على أتباعه وإن ضلوا  أهم شئ أن يفتي برأييه ويثبت جدارته وعظمته بين الناس (المغفلين) طبعا ويضيع بعد ذلك الإسلام بين الأراء المتضاربة والعقول الناقصة عبر الازمنة المتمادية والدهور المتعاقبة حتى صار الإسلام غريبا بين الناس ودين الأراء هو الغالب عندهم  قال الامام علي عليه السلام ( من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ومن أخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل ) تصحيح الاعتقاد للمفيد ص72 .

وخلاصة القول إن التدين بأفواه الرجال بدون بينة من الكتاب والسنة المطهرة للنبي وآله الطاهرين يؤدي للضلال ، لذلك على الناس التفقه في الدين حتى يستطيعوا التمييز بين ما هو رأي وبين ما هو من الكتاب والسنة ، فالتفقه في الدين واجب على الجميع - ( يمكنك الرجوع لهذا المقال ) على الاقل في ما تبتلي به من الأمور الحياتية ولا تمشي وراء الرجال كالأعمى تصدقهم في كل شئ فتكون من الهالكين

تعليقات