القائمة الرئيسية

الصفحات

تفسير الحسنة بين السيئتين


تكلم أهل البيت عليهم السلام في معنى  الحسنة بين السيئتين والوسطية بين الاشياء و وضحوا ذلك من كتاب الله سبحانه وتعالى في تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً 67) سورة الفرقان . ولم يكتفوا بذلك بل أتوا بأمثلة أخرى من القرآن الكريم كقولة تعالى ( ولا تبسطها كل البسط ) وقولة (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغي بين ذلك سبيلا ) و الآن  هيا لنعرف ماذا قال أهل البيت عليهم السلام في ذلك ؟ : 

 الامام يشرح ذلك بيده :

 فقال عليه السلام عن محمد بن يعقوب: عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، في قوله تبارك وتعالى: (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) فبسط كفه ، وفرق أصابعه ، وحناها شيئا. وعن قوله: (وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ) فبسط راحته ، وقال: هكذا ، وقال: القوام ما يخرج من بين الأصابع ، ويبقى في الراحة منه شي‏ء .

الانفاق الوسطي على ما يستطيع  :

 وعنه: عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبي الحسن (عليه السلام) في قوله عز وجل: (وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) ، قال: «القوام هو المعروف ، (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ) على قدر عياله ، ومؤنتهم التي هي صلاح له ولهم و(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها

 عن عبدالرحمن ، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قوله:(يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) ، قال: «(الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) - قال: - نزلت هذه بعد هذه ، هي الوسط» .

الحسنة بين السيئتين وسط :

عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: «قوله: (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا) إذا أسرفوا سيئة ، وأقتروا سيئة ، (وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) حسنة ، فعليك بالحسنة بين السيئتين».

 عن الحلبي ، عن بعض أصحابنا ، عنه ، قال: قال أبوجعفر (عليه السلام) ، لأبي عبدالله (عليه السلام): «يا بني ، عليك بالحسنة بين السيئتين ، تمحوهما». قال: «وكيف ذلك ، يا أبه ؟» قال: «مثل قول الله: (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها) لا تجهر بصلاتك سيئة ولا تخافت بها سيئة (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا) حسنة ، ومثل قوله: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‏ عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ) ، ومثل قوله: (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا) إذا أسرفوا سيئة ، وأقتروا سيئة (وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً حسنة) ، فعليك بالحسنة بين السيئتين .
هذا من تفسير أهل البيت عليهم السلام من كتاب البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني ، تفسير سورة الفرقان آية سبعة وستين توضيح كامل وعلم زاخر لا ينطب من كلام الائمة الطاهرين أوصياء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهنيئا لمن تعلمه و وعاه .

تعليقات