القائمة الرئيسية

الصفحات

التقليد سرقة لمقام المعصوم (ع)



‫‪التقليد في الواقع هو سرقة ومصادرة لحق الله تعالى وقد جعله الله للنبي وأهل بيته الطاهرين عليهم الصلاة والسلام لا لكي يقولون بأرائهم وإنما لأنهم يقولون عن الله عز وجل . قال تعالى ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) وقال تعالى أيضا ( ولو تقول علينا بعض الاقاويل . لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين .) كل هذا يدل على ان التقليد للمعصوم والمعين من الله سبحانه وتعالى فقط فلا سبيل إلى ذلك إلا بالتعدي والسرقة وهذا ما فعله أهل الاجتهاد والتقليد ، وقد تحدث بعض العلماء بما يشبه ذلك على أستحياء ، وأيضا أعترف بعض المجتهدين بذلك في الكتب ولكن الناس لا يقرؤون ومن ذلك .

‫ماذﻜره المحقق البحراني ﻋن السيد ﻨﻌﻤﺔ اﷲ الجزائري ﻓﻲ ﻤﻘدﻤﺎت ﺸرﺤﻪ‬ ﻋﻠﻰ التهذيب أﻨﻪ ﻗﺎل ﺒﺄن الحق ﻫو إﺘﺒﺎع أﺨﺒﺎر أﻫل البيت ﴿ﻋﻠﻴﻬم السلام﴾‬ التي وردت ﻓﻲ الكتب اﻻرﺒﻌﺔ وكذلك ﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﻋﻴون أﺨﺒﺎر الرضا ‪ ،‬واﻷﻤﺎلي ‪ ،‬وﻜﺘﺎب اﻻﺤﺘﺠﺎج ‪ ،‬وﻨﺤوﻫﺎ ﻤن ﻜﺘب الحديث ﺜم ﻗﺎل ‪﴿ :‬ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻤراﺠﻌﺔ ﻫذﻩ الكتب وأﺨذ اﻷﺤﻜﺎم ﻤﻨﻬﺎ وﻻ ﻴﻘﻠد العلماء ﻓﻲ ﻓﺘﺎوﻴﻬم﴾‬ الحدائق الناضرة للبحراني ج1 ص25

‫وقد حاول المجتهدين أﺜﺒﺎت ﺤﺠﻴﺔ‬ ‫التقليد ﺒﺈﻴﺠﺎد المداﺨل والمناقذ للدخول الى ﻫذا الباب ﻤن ﺠﻬﺔ القدماء ﻓﻠم‬ ‫ﻴﺴﺘطﻴﻌوا اﺜﺒﺎت ذلك إلى ان اﻋﺘرﻓوا ﻓﻲ ﻜﺘﺒﻬم وﻤن ﺨﻼل ﻜﻼﻤﻬم ان ﻻ دليل ‬ﻋﻠﻰ ﻤﺒدأ التقليد ﻏﻴر الدليل العقلي وﻫذا ﻤﺎ ﻨﻼﺤظﻪ ﻓﻲ ﻗول السيد الخوئي ﻓﻲ‬ ﻜﺘﺎب اﻹﺠﺘﻬﺎد والتقليد الذي ﻜﺘﺒﻪ ﺘﻠﻤﻴذﻩ الشيخ ﻋﻠﻲ الغروي ﺤﻴث ﺘﺤدث ﻋن‬ ‫دليل التقليد ﻗﺎﺌﻼً ‪ ﴿ :‬ﺜم إن التكلم ﻓﻲ ﻤﻔﻬوم التقليد ﻻ ﻴﻜﺎد أن ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻪ‬ ﺜﻤرة ﻓﻘﻬﻴﺔ اللهم إﻻ ﻓﻲ النذر ‪ .‬وذلك لعدم ورودﻩ ﻓﻲ ﺸﻲء ﻤن الروايات ‪ .‬ﻨﻌم‬ ورد ﻓﻲ رواﻴﺔ اﻻﺤﺘﺠﺎج ﻓﺄﻤﺎ ﻤن ﻜﺎن ﻤن الفقهاء ﺼﺎﺌﻨﺎ لنفسه ‪ ،‬ﺤﺎﻓظﺎ لدﻴﻨﻪ‬ ﻤﺨﺎلفا ﻋﻠﻰ ﻫواﻩ ‪ .‬ﻤطﻴﻌﺎ ﻷﻤر ﻤوﻻﻩ ﻓﻠﻠﻌوام أن ﻴﻘﻠدوﻩ إﻻ إﻨﻬﺎ رواﻴﺔ ﻤرﺴﻠﺔ‬ ﻏﻴر ﻗﺎﺒﻠﺔ للاﻋﺘﻤﺎد﴾‬ كتاب الاجتهاد والتقليد للخوئي ص81

‫وﻗﺎل الشيخ ﻤﺤﻤد ﻤﻬدي ﺸﻤس الدين ‪﴿ :‬أن ﻤﺼطﻠﺢ التقليد وﻤﺼطﻠﺢ‬ ﻤرﺠﻌﻴﺔ ‪ .‬ﻫذان المصطلحان وﻤﺎ ﻴرادﻓﻬﻤﺎ وﻴﻨﺎﺴﺒﻬﻤﺎ ﻏﻴر ﻤوﺠودﻴن ﻓﻲ أي‬ ﻨص ﺸرﻋﻲ ٕواﻨﻤﺎ ﻫﻤﺎ ﻤﺴﺘﺤدﺜﺎن وليس لهما أﺴﺎس وﻤن ﺤﻴث ﻜوﻨﻬﻤﺎ ﺘﻌﺒﻴران‬ ﻴدﻻن ﻋﻠﻰ ﻤؤﺴﺴﺔ ﻫﻲ ﻤؤﺴﺴﺔ التقليد وﻤرﺠﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﻤرﺠﻌﻴﺔ التقليد ليس‬ لهما ﻓﻲ اﻷﺨﺒﺎر واﻻﺜﺎر ﻓﻀﻼً ﻋن الكتاب الكرﻴم ﻻ ﻋﻴﻨﺎ وﻻ أﺜر ‪ ...‬ﻜل ﻤﺎ‬ ‫ﻤوﺠود ﺒﺎلنسبة لمادة ﻗﻠد ﻤوﺠود ﻓﻲ ﺨﺒر ﻀﻌﻴف ﻻ ﻗﻴﻤﺔ له ﻤن الناحية اﻹﺴﺘﻨﺒﺎطﻴﺔ إطﻼﻗﺎً وﻫو المرﺴل الشهير ﻋن أﺒﻲ الحسن ﻋن أﺒﻲ ﻤﺤﻤد‬ العسكري ﴿ع﴾ وﻤﺘداولة ﻋﻠﻰ ألسنة الناس ‪﴿ :‬ﻤن ﻜﺎن ﻤن الفقهاء ﺼﺎﺌﻨﺎ‬ لنفسه مخالفا لهواﻩ ﻤطﻴﻌﺎ ﻻﻤر ﻤوﻻﻩ ﻓﻠﻠﻌوام أن ﻴﻘﻠدوﻩ ‪ ﴾ ...‬الفقيه ﻻ ﻴﺘﻤﺘﻊ‬ بأية قداسة على الاطلاق وليس مؤهلا لان يكون متبوعا على الأطلاق ولذلك مفهوم التقليد مفهوم دخيل أنا أعتبره مفهوم دخيل ) الاجتهاد والتقليد في الفقه الاسلامي ص142 

وبذلك يتبين أن التقليد سرقة لمقام المعصوم عليه السلام وهذا واضح في رواية محمد بن خالد عن اخيه قال قال : أبو عبد الله عليه السلام : أياك والرياسة فما طلبها أحد إلا هلك فقلت : قد هلكنا إذا ليس أحد منا إلا هو يحب أن يذكر ويقصد ويؤخذ عنه فقال : ليس حيث تذهب إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال وتدعو  الناس إلى قوله ) وهذا هو عين التقليد في الدين المعمول به الآن فالمجتهد يدعو الناس إلى نفسه كي يقلدوه والمقلدين له أو المناصرين له يدعون الناس الى قوله أليست هذه سرقة لمقام المعصوم عليه السلام ؟ لذا فانتبهوا أيها الناس قبل فوات الأوان والله الهادي الى سواء السبيل .

تعليقات