القائمة الرئيسية

الصفحات


أن النسيان والسهو من صفات المخلوقين قال تعالى ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) والله تعالى لا ينسى ولا يسهو قال تعالى ( وما كان ربك نسيا ) وأما الايات التي يذكر فيها النسيان لله تعالى كقوله تعالى ( (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) فهي ليست بالمعنى المتعارف عليه في الاذهان وقد فسر أهل البيت عليهم السلام معنى ذلك في تفسيرهم وقد ورد ذلك في الروايات التالية كما يلي

عن ابن بابويه ، قال: حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني (رحمه الله) ، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان ، قال: حدثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم ، عن الحسن بن قاسم الرقام ، عن القاسم بن مسلم ، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم ، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ).

فقال: «إن الله تبارك وتعالى لا ينسى ولا يسهو ، وإنما ينسى ويسهوالمخلوق المحدث ، ألا تسمعه عز وجل يقول: (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم ، كما قال الله عز وجل: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)، وقوله عز وجل: (فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا) ، أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا».

  وعنه: بإسناده عن أبي معمر السعداني ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، قال: «قوله: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) إنما يعني أنهم نسوا الله في دار الدنيا فلم يعملوا بطاعته فنسيهم في الآخرة ، أي لم يجعل لهم في ثوابه شيئا فصاروا منسيين من الجنة ».

 العياشي: عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) (نَسُوا اللَّهَ) قال: قال: «تركوا طاعة الله». (فَنَسِيَهُمْ) قال: «فتركهم».

عن أبي معمر السعدي ، قال: قال علي (عليه السلام) في قول الله: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ). قال: «فإنما يعني أنهم نسوا الله في دار الدنيا فلم يعملوا له بالطاعة ، ولم يؤمنوا به وبرسوله (فَنَسِيَهُمْ) في الآخرة أي لم‏ يجعل لهم في ثوابه نصيبا ، فصاروا منسيين من الخير».

وبهذا وضح أهل البيت عليهم السلام معنى النسيان الذي ذكره الله تعالى في الآيات الآنفة الذكر قال تعالى ( لا تاخذه سنة ولا نوم ) وهذا التفسير منقول من كتاب البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني تفسير سورة التوبة لمن أراد الاستزاده والعلم 

تعليقات