القائمة الرئيسية

الصفحات

مفهوم التقليد عند الشيعة والعامة


الكثير لا يفهم معنى التقليد ويظنونه أخذ الفتوى من العلماء فقط ولكن ليس هذا هو المفهوم الكامل له فإنك تسطيع أن تأخذ  الفتوى من العالم الفلاني مع المطالبة بدليل أو معرفة الدليل من الكتاب والسنة وحينها لايكون هذا تقليدا ، وأما أن تأخذ منه الفتوى بدون المطالبة بدليل أو بدون دليل من الكتاب والسنة فهذا هو التقليد وهو قبيح في الزمن الماضي وقد عرفه الكثير من العلماء سواءا من السنه أو من الشيعة بهذه الحقيقيه ومن هولاء العلماء الذين وضحوا مفهمومه 

مفهوم التقليد الحقيقي :


تعريف الشريف المرتضى من الامامية فقال :( قبول قول الغير من غير حجة أوشبه ) رسائل المرتضى ج2 - ص265
تعريف الشيخ الطوسي مؤسس الحوزة العلمية في النجف من الامامية : ( التقليد إن أريد به قبول قول الغير من غير حجة - وهو حقيقة التقليد - فذلك قبيح في العقول ) الاقتصاد للشيخ الطوسي ص10
تعريق ابن حجر العسقلاني من اهل العامة : ( أخذ قول الغير بغير حجة ) فتح الباري لابن حجر ج13 ص295
تعريف الآمدي من اهل العامة : ( التقليد عبارة عن العمل بقول الغير من غير حجة ملزمة ، وهو مأخوذ من تقليده بالقلادة وجعلها في عنقه ) الاحكام للامدي 222
تعريف العلامة الحلي من الامامية : يقول ( هو العمل بقول الغير من غير حجة معلومة ) أي من دون دليل معروف من الكتاب والسنة . العلامة الحلي، نهاية الأحكام، ج 1، ص 398.
تعريف من اهل العامة الإسفراييني؛ حيث عرَّف التقليد بأنه: قبول قول القائل بلا حجة[1]، وبهذا عرَّفه الجويني في الورقات[2]، وأبو منصور البغدادي، إلا أنه أضاف قوله: بلا حجة تظهر على قوله[3]
[1]البحر المحيط (6/ 207) وذكره في التلخيص دون نسبة لأحد (3/ 424).
[2] انظر: الورقات (مع قرة العين ص82).
[3] البحر المحيط (6/ 270).

وعند علماء الاصول من العامة أيضا : يعرفونه في كتبهم ، بما كان في عرف الفقهاء فيقولون : هو قبول قول الغير من غير حجة ولا دليل ،ويستعملونه في مسائل الاجتهاد والإفتاء .
وهذا موجود في روضة الناظر ،لابن قدامه (ح3،ص: 1016-1021) ، و المذكرة ، لشنقيطي (373-374) ، وأصول الفقه لشمس الدين المقدسي (ج4 ،ص 1539-1544)

وقال صاحب المعالم من الامامية: « إنّه العمل بقول الغير من غير حجّة » معالم الدين في الأُصول ، ص 236 أي من غير دليل
وعرفه بعض العلماء الامامية فقالوا ( هو أخذ قول الغير ورأيه للعمل به في الفرعيات، أو للالتزام في الاعتقاديات تعبدا بلا مطالبة دليل على رأيه.) من كتاب القران والعقيدة للسيد مسلم الحلي ص308
وعرفه حسن القمي من الامامية ( الظاهر أنّ التقليد في الأحكام هو قبول فتوى المجتهد من دون مطالبة الدليل بالعمل بفتواه أو تعلّم فتواه مع الالتزام به. 

وعرفه القفَّال الشاشيمن العامة حيث عرف التقليد بأنه: قبول قول القائل، ولا يدري من أين يقول ما يقول[1].
• وعرفه النسفي بأنه: اتباع الرجل غيره فيما سمعه منه، على تقدير أنه محق، بلا نظر وتأمل في الدليل[2]، وبمثل هذا عرفه صاحب الغنية[3].
وعلى هذه الطريقة سار الجرجاني في أحد تعريفيه
[1] البحر المحيط (6/ 270) سلاسل الذهب (439 - 440) وذكره في التلخيص (3/ 423) والبرهان (2/ 888) دون أن ينسبه لأحد.
[2] كشف الأسرار على المنار (2/ 172 - 173).
[3] انظر: الغنية (197).

تعريفات لمعنى التقليد الاصطلاحي من كتب العامة وعلمائهم أيضا :

(1) قال ابن حزم :(التقليد: مااعتقده المرء بغير برهان صح عنده، ) (الإحكام) 6 / 60. 
(2) وقال ابن عبدالبر : (التقليد عند جماعة العلماء غير الاتباع، لأن الاتباع: هو أن تتبع القائل على مابان لك من فضل قوله وصحة مذهبه. والتقليد: أن تقول بقوله وأنت لاتعرفه ولا وجه القول ولامعناه) (جامع بيان العلم) 2/37.
وقال ابن عبدالبر أيضا :(قال أبو عبدالله بن خويز منداد البصري المالكي: التقليد معناه في الشرع: الرجوع إلي قول لاحجة لقائله عليه، . والاتباع: ماثبت عليه حجة. وقال في موضع آخر من كتابه: كل من اتبعت قوله من غير أن يجب عليك قوله لدليل يوجب ذلك فأنت مُقلّده، (جامع بيان العلم) 2/117. 
(3) وقال الخطيب البغدادي :(التقليد هو قبول القول من غير دليل) (الفقيه والمتفقه) 2/66.
(4) وقال القاضي عبدالوهاب المالكي:(التقليد هو اتباع القول لأن قائلا قال به من غير علم بصحته من فساده) نقله السيوطي في كتابه (الرد على من أخلد إلى الأرض) ط دار الكتب العلمية 1403هـ، صـ 125.
(5) وقال أبو حامد الغزالي :(التقليد هو قبول قول ٍ بلا حجة، وليس ذلك طريقا إلى العلم لافي الأصول ولا في الفروع) (المستصفى) جـ 2 صـ 387. 

أمير المؤمنين يتكلم عن التقليد :


عن أبي جعفر عليه السلام خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس فقال ( أيها الناس أنما بدأ وقوع الفتن أهواء تتبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، يقلد فيها رجال رجالا ، ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى ، ولو أن الحق خلص لم يكن أختلاف ، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك أستحوذ الشيطان على أوليائه ، ونجى الذين سبقت لهم من الله الحسنى ) بحار الانوار للعلامة المجلسي ج2 - ص315 -316

وبهذا الحديث نكون قد وضحنا المفهموم الحقيقي للتقليد عند القدماء أما الآن فيعرفونه تعريفات أخرى ولا يذكرون تعريفه كاملا كما هو على حقيقته والله الهادي الى سواء السبيل .  

تعليقات