القائمة الرئيسية

الصفحات

بيتان رثاء لدعبل الخزاعي

بيتان لدعبل الخزاعي معجب بهما و أذكرهما دائما وهما في رثاء سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام يبين فيهما خراب الأمة و تخاذلها عن نصرة الحسين وعدم الأكتراث لما أصابه في كربلاء على أيدي جلاوزة بني أمية الملاعين و هي حادثة مؤلمة رُفع فيها رأس الحسين بن عليّ (سبط النبي محمد صلى الله عليه وآله ، وابن فاطمة)، بعد استشهاده في كربلاء، على قناة طويلة و داروا به من بلد إلى بلد مع أطفال وبنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال دعبل الخزاعي في ذلك قصيدة منها هذه الابيات .


رَأسُ اِبنِ بِنتِ مُحَمَّدٍ و وصيه
يا لِلرِجــــــالِ عَلى قَناةٍ يُرفَعُ

وَالمُسلِمـــونَ بِمَنظَرٍ وَبِمَسمَعٍ
لا جـــازِعٌ مِن ذا وَلا مُتَخَشِّعُ

معاني مفردات مهمة :

ابن بنت محمد :  يقصد الحسين بن علي عليهما السلام .
وصيّه : يشير إلى علي بن أبي طالب، باعتبار مكانته وقربه من النبي صلى الله عليه و آله و سلم .

قناة : الرمح.

لا جازعٌ : لا خائف ولا مضطرب.

ولا متخشّع :  لا متأثر ولا خاشع حزين.


التفسير التفصيلي :


البيت الأول
رأس ابن بنت محمد ووصيّه يا للرجال على قناة يُرفع
يقول الشاعر متعجباً مستنكراً:
كيف يُرفع رأس الحسين، حفيد النبي،
وهو أيضاً ابن وصيّ النبي (أي عليّ)،
على رمح أمام الناس؟
وهذا التعجب يحمل حزنًا ودهشة على ما آل إليه الوضع، وكأنه يستنجد بالرجال: يا للرجال! أليس فيهم من يتحرك؟

البيت الثاني
والمسلمون بمنظر وبمسمع لا جازعٌ من ذا ولا متخشّع
يستمر الشاعر في اللوم:
والمسلمون يرون ويسمعون ما يحدث للحسين.
ومع ذلك، لا أحد جازع (خائف أو منكر)،
ولا متخشّع (متأثر من هول الموقف).
وكأنه يصف غياب النصرة والغيرة، وذهاب الرحمة.


الخلاصة :

البيتان يحملان رثاءً شديدًا واستنكارًا على ما حدث للحسين الذي قال فيه رسول الله : حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسين ) والتعجب من سكوت المسلمين مع أن المصيبة تتعلق بأعظم بيت في الأمة: بيت النبي صلى الله عليه وآله و سلم وهذا يبين ما وصل إليه المسلمون من ضعف شديد في الإيمان أو ذل ومهانة على يد طغاة بني أمية

تعليقات