القائمة الرئيسية

الصفحات

التعدي على حق الله تعالى


الله سبحانه وتعالى هو خالق الانسان و خالق كل شئ لذلك أوجب على الناس العبادة قال تعالى ( وما خلقت الأنس والجن إلا ليعبدون ) ومن مظاهر العبادة له سبحانه و تعالى الألتزام باحكامه قال تعالى ( ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون ) وفي آية أخرى الظالمون وفي آية أخرى الكافرون .ولكي لا يكون للناس على الله حجة يوم القيامة أرسل أليهم الرسل وانزل الكتب وكان آخرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانزل عليه القرآن فيه أحكام كل شئ قال تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) ولكن يحتاج إلى تبيان فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يبين ذلك للناس وقبل وفاته أمره الله تعالى أن يخبر الناس بالرجوع إلى عترته الطاهرة لكي تبين لهم ما خفي عليهم من الاحكام بعد وفاته  

قال رسول الله ( يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي) فكلما مات امام من عترته الطاهرة جاء أمام آخر لذلك فمن تعدى على هذه الحدود التي حددها الله تعالى وهي القرآن الكريم والعترة الطاهرة التى تمثل السنة الحقيقية للنبي صلى الله عليه وآله فهو بذاك تعدى على حق الله تعالى في حكم الأنسان على وجه الارض .

التكبر على حكم الله تعالى :


وبما ان الأئمة عليهم السلام معينين من الله تعالى ورسوله لأنهم خزائن علمه وأحكامه تكبر عليهم الناس وحسدوهم وحاربوهم واغتصبوا حقهم ولم يعترفوا لهم  بفضل وحاولوا بشى الطرق صرف الناس عنهم قال تعالى ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) فستحدثوا ما يسمى بالاجتهاد القائم على الأراء الظنية للمجتهد حتى لا يحتاجوا للأئمة عليهم السلام  وبذلك تكبروا وتعدوا على حق الله تعالى في حكم الأرض بتعديهم على خلفاءه الذين أمر بالتمسك بهم بعد القرآن الكريم  .قال تعالى ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ) والآيات في تفسير أهل البيت هم الأئمة عليهم السلام

استحداث الاصول العقلية وعلم الرجال :


وبسبب تكبرهم على خلفاء الله في الارض لم يستطيعوا استخراج الاحكام المستجده او التي خفيت عليهم فا ستحدثوا الاصول العقلية  من قياس واجماع واستحسان وأراء ظنية مختلفة  ثم بعد تطاول الزمان وطياع الحديث بسبب عدم تدوينه في العهد الاول أنتشر الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله فاستحدثوا علم الرجال ليحلوا به المشكلة التي وضعوا فيها أنفسهم فأصبحت الاحكام ستخرج بالاصول العقلية القائمة على النتائج الظنية وأصبح الكل يفتي بهواه فيما يستجد من الوقائع .

وفي وصف هذه الحال قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له : أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، يتولى فيها رجال رجالا ، فلو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى ، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك أستحوذ الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى ) .الكافي ج1 ص54

التحذير من الاجتهاد :

 ولأن الاجتهاد هو الوسيلة التي حارب بها الحكام أو المخالفين أهل البيت عليهم السلام حذر منه الأئمة عليهم السلام وعلموا شيعتهم وأخبروهم بأنهم إذا وقعوا في الاجتهاد سيقعون في المتاهة والضلال فعن أبي بصير قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنة فننظر فيها؟ فقال: لا، أما إنك إن أصبت لم تؤجر، وإن أخطأت كذبت على الله عز وجل.) الكافي ج1 ص56  فهنا أبي بصير يطلب النظر بالاجتهاد فيحذره الامام من ذلك ويبين له السبب . وهو الكذب على الله عز وجل وهو شئ خطير عاقبته الهلاك ودخول النار .

 وعن محمد بن عيسى، عن يونس، عن قتيبة قال: سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟ فقال له: مه ما أجبتك فيه من شئ فهو عن رسول الله صلى الله عليه وآله لسنا من: " أرأيت" في شئ. )الكافي ج1 ص58 
أي لما كان مراده أخبرني عن رأيك الذي تختاره بالاجتهاد القائم على النظريات التي تؤدي الى الظن ولكن نهاه الامام عليه السلام عن هذا الظن وبين له أنهم لا يقولون شيئا إلا بالجزم واليقين وبما وصل إليهم من سيد المرسلين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. وليس بالاجتهاد فإن الأئمة عليهم السلام لا يقولون برأيهم 


وعن مسعدة بن صدقة قال حدثني جعفر، عن أبيه عليهما السلام أن عليا صلوات الله عليه قال: من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس، ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس، قال: وقال أبوجعفر عليه السلام: من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث احل وحرم فيما لا يعلم.)  ج1 ص58

ونحن نعلم أن الاجتهاد هو الوصول للحكم عن طريق تحصيل الظن وهو رأي المجتهد وليس العلم اليقيني فإذا حلل وحرم بلا يقين فهو ينافس الله في ذلك ويتعدى على حقه سبحانه .



وعن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط، عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر عليه السلام ما حق الله على العباد؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عندما لا يعلمون.) الكافي ج1 ص43 

وهذا يدل على النهي عن الاجتهاد الذي من لوازمه رأي المجتهد وظنونه . وأمر الامام بالتوقف يعني لا تجتهدوا فالأحكام هي حق الله عزوجل ومن أجتهد من نفسه وحكم فقد تعدى على حق الله سبحانه وتعالى .



وعن إسحاق بن عبدالله، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله خص عباده بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتى يعلموا ولا يردوا ما لم يعلموا وقال عزوجل: " ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق "(1) وقال:: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ) الكافي ج1 ص34 

ولا يردوا ما لم يعلموا : أي لا يجتهدوا فيما لم يعلموا فيقولون فيه بالاجتهاد بالرأي والقياس والظنون والمصلحة آلخ أما إذا علموا علم اليقين من الله ورسوله والائمة الطاهرين فيقولوا

وعن حمزة بن الطيار أنه عرض على أبي عبد الله عليه السلام بعض خطب أبيه حتى بلغ موضعا منها قال كف واسكت ثم قال أبو عبد الله عليه السلام إنه لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ويجلوا عنكم فيه العمى ويعرفوكم فيه الحق قال تعالى : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) المحاسن 215 / 102

فهنا يامر الامام بعدم الاجتهاد بالرأي ويأمر بالكف والتثبت والرد إلى الأئمة عليهم السلام لكي يبينوا لهم ما التبس عليهم  وهذا يدل على أنه لا يوجد إجتهاد في عهد الأئمة عليهم السلام  فلو كان موجود عندهم لما أمروا بالكف والتثبت سواءا كانت المسافه  بعيدة أو لم تكن بعيدة ، فمن قال أن الاجتهاد موجود فهو يدلس على الناس ويخدعهم .

وعن أحمد قال في وصية المفضل بن عمر : قال أبو عبدالله عليه السلام من شك أو ظن فأقام على أحدهما فقط حبط عمله إن حجة الله هي الحجة الواضحة ) وسائل الشيعة ص156 وهنا يبين الامام ان الاحكام التي تقام على الظن كما في الاجتهاد اليوم فيأخذ بها المجتهد ويجعل الناس يقلدونه فيها لا تفيدهم بشئ لأنها أحكام قائمة على الظن لذلك قال الامام عليه السلام فقط حبط عمله لأن حكم الله لا بد أن يكون يقيني وهذا لا يأتي إلا من القرآن وسنة النبي وآله الطاهرين وهذه هي الحجة الواضحة 



الخلاصة :


وبهذا يتبن أن الاجتهاد هو السلاح الذي حارب به أبليس حينما أجتهد وقاس نفسه بآدام وتوصل الى انه الافضل حسب ما يتبادر الى عقله ظاهريا  وبالاجتهاد أيضا واجهوا الانبياء والاوصياء ومنهم الائمة عليهم السلام وصرفوا الناس عنهم واليوم كثير من فقهاء الشيعة يعمل بالاجتهادات الظنية ويصدون الناس عن احاديث و روايات أهل البيت عليهم السلام بحجج أجتهادية واهية كعلم الرجال وعدم الفهم والقياس وعلم الاصول وغيرها من البدع الاصولية العقلية وبهذه التشريعات والقول بلا علم  تعدوا على حق الله عز وجل كغيرهم ممن سبقهم والله الهادي إلى سواء السبيل .



تعليقات