الافتاء بالأراء : هو القول على الله سبحانه وتعالى بغير علم ، فالعادة أن رجل الدين يستحي أن يقول لا أعلم فيقول أو يفتي برأية . وقد نهي الله سبحانه وتعالى عن هذا الفعل فقال تعالى ( ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ) الاعراف 169 وقاله تعالى ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ) يونس 40 . فهو نوع من الكذب على الله سبحانه وتعالى وذلك لأنهم يفتون في الدين بما لا يعلمون فكأنهم يقولون بشكل غير مباشر هذا دين الله هذه هي الشريعة بينما هم أفتوا برأيهم بدون علم كما أنهم لا يقلولون لا نعلم وهذا هو التكبر الذي يقود الانسان الى الهلكة لأنه يفتي برأية حتى لا يقول الناس بأنه لا يعلم فيؤثر ذلك على منزلته بينهم ولكنه للأسف وقع في ورطة أعظم من ذلك وهي الطرد من رحمة الله .
وهناك أحاديث كثيرة تحذر من القول في الدين بغير علم ومنها :
1- عن مفضل بن يزيد: قال: قال [لي] أبوعبدالله عليه السلام: أنهاك عن خصلتين فيهما هلاك الرجال: أنهاك أن تدين الله بالباطل، وتفتي الناس بما لا تعلم.) فالامام الصادق قال فيها هلاك الرجال يعني هلاكهم في الدين .
2- عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك: إياك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعل ) وهنا يحذر الامام الصادق عليه السلام من الافتاء بالرأي والقول في الدين بدون علم حتى لو أستحى رجل الدين فعليه أن لا يكذب ويقول اعلم وهو لا يعلم فإن فيها الهلاك فهو خطر داهم وعظيم ولا يغتر بان الله قد اجل عقابه .
3- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس بغير علم وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك.
عقاب من افتى بغير علم :
4- عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه. ) من قال بغير علم طرده الله من رحمته ولعنته الملائكة وصار عليه ذنب من عمل فتواه فمن هذا المكرود الذي سيتحمل كل هذا فيالا حماقة من أفتى برأية .
ماذا يفعل الذي لا يعلم إذا سئل :
5- وما الضير ان يقول الانسان لاعلم حتى لو كان رجل دين كبير مثلا فإن الانسان لا يعلم كل شئ في الدين وإلا صار نبيا أو امام معصوم مؤيد ومسدد من الله سبحانه وتعالى فهو بذلك يضع نفسه بهذه المنزله عندما يعلم كل شئ في الدين عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: للعالم إذا سئل عن شئ وهو لا يعلمه أن يقول: الله أعلم، وليس لغير العالم أن يقول ذلك.
وفي حديث آخر قال أبو عبد الله عليهم السلام ( إذا سئل الرجل منكم عما لا يعلم فليقل لا ادري ولا يقل: الله أعلم، فيوقع في قلب صاحبه شكا و إذا قال المسؤول: لا أدري فلا يتهمه السائل. )
6 - عن أبان، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر عليه السلام ما حق الله على العباد؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عندما لا يعلمون. ) فالتوقف خير من الدخول في المهالك .
مصادر الاحاديث من كتاب الكافي للكليني باب النهي عن القول بغير علم
تعليقات
إرسال تعليق