فسر الامام الصادق عليه السلام آية المشكاة من سورة النور وقال عليه السلام إنها نزلت في رسول الله وأمير المؤمنين والسيدة الزهراء والحسن والحسين والائمة بعدهم عليهم جميعا الصلاة والسلام وهذا التفسير منقول من كتاب البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني . وآية المشكاة هي قوله تعالى ( الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دوري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتوها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم ) صدق الله العلي العظيم .
ورد في تفسيرها عن الفضيل بن يسار ، قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): )اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ(؟ قال: «كذلك الله عز وجل». قال: قلت: ) مَثَلُ نُورِهِ (؟ قال: «محمد (صلى الله عليه وآله) قلت: ) كَمِشْكاةٍ (؟ قال: «صدر محمد (صلى الله عليه وآله). قلت: ) فِيها مِصْباحٌ (؟ قال: «فيه نور العلم ، يعني النبوة». قلت: ) الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (؟ قال: «علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) صدر إلى قلب علي (عليه السلام)». قلت: ) كَأَنَّها (؟ قال: «لأي شيء تقرأ كأنها؟» فقلت: فكيف ، جعلت فداك؟ قال: « كأنه كوكب دري ».
قلت: ) يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ(؟ قال: « ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، لا يهودي ولا نصراني». قلت: ) يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ ولَولَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ( قال: « يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد (عليهم السلام) من قبل أن ينطق به». قلت: ) نُورٌ عَلى نُورٍ (؟ قال: «الإمام في أثر الإمام»
وفي رواية أخرى عن صالح بن سهل الهمداني ، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله عز وجل: ) اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ ( يقول: «المشكاة: فاطمة (عليها السلام) ) فِيها مِصْباحٌ ( المصباح: الحسن والحسين (عليهما السلام) ) فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ( كأن فاطمة (عليها السلام) كوكب دري بين نساء أهل الأرض ، ) يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ( يوقد من إبراهيم (عليه وعلى نبينا وآله السلام) )لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ ( يعني لا يهودية ولا نصرانية ، ) يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ( يكاد العلم يتفجر منها ، ) ولَولَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ( إمام منها بعد إمام ، ) يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ( يهدي الله الأئمة (عليهم السلام) من يشاء أن يدخله في نور ولايتهم مخلصا ) ويَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ واللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
لذلك فالنبي وأهله بيته الاوصياء الطاهرين هم مثال لنور الله في الارض ومن لم يجعل الله له نور من هولاء جميعا يوم القيامة فما له من نور في ذلك اليوم والله ولي التوفيق .
تعليقات
إرسال تعليق