القائمة الرئيسية

الصفحات

من هو الإمام المبين في الآية ؟


الإمام المبين هو الرجل المُعين من الله تعالى ليبين للناس دينهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآ له وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام . أما الذين يفسرونها بغير ذلك فهم يجانبون الحقيقة . لأن الإمام رجل وليس شيء آخر قال تعالى : (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ ) وقال ( إني جاعلك للناس إماما  ) أذا فالمقصود هنا رجل معصوم يبين الحق من الباطل وعنده علم كل شيء.


والذي يؤيد ذلك عدة روايات عن النبي وآله عليهم السلام ومنها ما ذكره ابن عباس عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، أنه قال: «أنا- والله- الإمام المبين ، أبين الحق من الباطل ، ورثته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)».


وعن ابن بابويه ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ ، قال: حدثنا عيسى بن محمد العلوي ، قال: حدثنا أحمد بن سلام الكوفي ، قال: حدثنا الحسين بن عبد الواحد ، قال: حدثنا حرب بن الحسن ، قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، »عن أبيه ، عن جده (عليهم السلام) ، قال: «لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله): (وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) قام أبو بكر وعمر من مجلسيهما ، فقالا: يا رسول الله ، هو التوراة؟ قال: لا. قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا. قالا: فهو القرآن؟ قال: لا- قال- فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هو هذا ، إنه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شي‏ْء .


وعن محمد بن العباس ، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله ابن عبد الرحمن الأصم ، عن عبد الله بن القاسم ، عن صالح بن سهل ، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقرأ: (وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) قال: «في أمير المؤمنين (عليه السلام)».


 عن أبي ذر ، في كتاب (مصباح الأنوار) ، قال: كنت سائرا في أغراض أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ مررنا بواد ونمله كالسيل سار ، فذهلت مما رأيت ، فقلت: الله أكبر ، جل محصيه. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا تقل ذلك- يا أبا ذر- ولكن قل: جل باريه ، فو الذي صورك أني احصي عددهم ، وأعلم الذكر من الأنثى  بإذن الله عز وجل». وعن عمار بن ياسر ، قال: كنت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض غزواته ، فمررنا بواد مملوء نملا ، فقلت: يا أمير المؤمنين ، ترى يكون أحد من خلق الله يعلم كم عدد هذا النمل؟ قال: «نعم- يا عمار- أنا أعرف‏


رجلا يعلم كم عدده ، وكم فيه ذكر ، وكم فيه أنثى». فقلت: من ذلك- يا مولاي- الرجل؟ فقال: «يا عمار ، أما قرأت في سورة يس: (وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)؟ فقلت: بلى ، يا مولاي. قال: «أنا ذلك الإمام المبين».


 وعن البرسي : عن ابن عباس ، قال: لما نزلت هذه الآية: (وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) ، قام رجلان ، فقالا: يا رسول الله ، أهو التوراة؟ قال: «لا». قالا: فهو الإنجيل؟ قال: «لا». قالا: فهو القرآن؟ قال: «لا». فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقال: «هذا هو الذي أحصى الله فيه علم كل شي‏ء ، وإن السعيد كل السعيد من أحب عليا في حياته ، وبعد وفاته ، وإن الشقي كل الشقي من أبغض هذا في حياته ، وبعد وفاته». ما ذكر من الروايات في تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني في تفسير سورة ياسين .


وفي تفسير القمي في قوله تعالى : « وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ » أي في كتاب مبين وهو محكم ، وذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه‌ السلام : أنا والله الإمام المبين أبين الحق من الباطل ـ ورثته من رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله ) مع إن لفظ الكتاب من بنات افكار القمي رحمه الله إلا أن هذا الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السلام لقول رسول الله صلى الله عليه وآله ( علي مع القران والقران مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض يوم القيامة ) وعنه عليه السلام عندما رفعت المصاحف : يَابنَ أبي سُفيانَ ، أنتَ تَدعوني إلَى العَمَلِ بِكِتابِ اللّه ِ وأنَا كِتابُهُ النّاطِقُ إنَّ هذا لَهُوَ العَجَبُ العَجيبُ وَالأَمرُ الغَريبُ . ) راجع : ج 6 ص 49 (علم القرآن) 


وفي معاني الأخبار ، بإسناده إلى أبي الجارود عن أبي جعفر جده عليه‌ السلام عن النبي صلى الله ‌وآله في حديث : أنه قال في علي  إنه الإمام ـ الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شيء .


أما الطباطبائي صاحب تفسير الميزان يفسرها كما يفسرها أهل السنة والجماعة بالكتاب أو اللوح المحفوظ ويرد على هاتين الروايتين ويقول (: الحديثان لو صحا لم يكونا من التفسير في شيء بل مضمونهما من بطن القرآن وإشاراته ، ولا مانع من أن يرزق الله عبدا وحده وأخلص العبودية له العلم بما في الكتاب المبين وهو عليه‌ السلام سيد الموحدين بعد النبي صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله. ) من تفسير الميزان .


أليس عجيب من صاحب تفسير الميزان يقول لو صحت الروايتين كأنه يشكك في صحتهما فبدلا من ذلك كان عليه ان يعرف إن كانت صحيحتين أم لا  أم يا ترى يشير إلى ضعف الروايتين حسب علم الرجال الذي يتبعونه على ما يبدو ، كما أنه يرفض أن يكون هذا تفسير . ويؤيد تفاسير أهل السنة ويترك تفسير أهل البيت ثم يتفضل ويقول لا مانع ...) أو  ربما يريد أن يُظهر بأن تفسيره هو أفضل من تفسير الطبرسي ، على كل حال . هذه اللهجة الغير مؤدبة من صاحب الميزان ما كان عليه أن يظهرها ، لكن ما خبأ الانسان شيء إلا ظهر من فلتات لسانه . والله الهادي إلى سواء السبيل .

 


تعليقات