يقول الكثير من الناس عندما نقوم بنقد أحد رجال الدين الكبار الذين يقومون بالإفتاء للناس إن هذا أجتهاد ولاتستطيع أن تجزم أنه على خطأ ( وانا أرد عليهم وأقول : ولا تستطيع أن تجزم أنه على صح ومع ذلك تعملون ما يقول دائما سواء أصاب أو اخطأ ) وطبعا ذلك الكلام يصدر من أتباع هذا الرجل أو ذاك ، وانا أستغرب من هولاء الناس حقيقة فقد لغوا عقولهم تماما وتركوا التفكير فكأن رجل الدين الذي يتبعونه نبي لا يخطأ أو رجل وصى عليه النبي صلى الله عليه وآله فلا مجال حتى لنتقاده وهو خط أحمر كما يقول هولاء الاتباع المغفلين .
الاجتهاد يؤدي للأخطاء :
طاعة رجل الدين لمجرد أنه رجل دين مجتهد أو مشهور ولا يجب أنتقاده هذا منتهى التخلف والاستحمار وهناك الكثير من الأدلة تنتقد هذا التفكير سواء من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة عن النبي وآله الطاهرين ، ومنها قوله تعالى ( اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله ) يقول الامام الصادق عن هذه الآية : والله ماصلوا لهم ولا صاموا ولكنهم أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم وهم لا يشعرون ) كتاب الكافي ج1 باب النهي عن التقليد .
الامام ابو عبد الله عليه السلام يحذر من ان تنصب رجلا دون الحجة وتصدقه في كل ما قال بحجة أن هذا مجتهد في الدين فقد قال الامام : مخاطبا أبو حمزة أياك والرياسة وإياك ان تطأ عقاب الرجال .
قلت : جعلت فداك أما الرياسة فقد عرفتها وأما أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال .
فقال لي : ليس حيث تذهب ، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال ) وسائل الشيعة ج27 ص126
الاجتهاد بالرأي والمقاييس غير جائز :
وفي حديث آخر يثبت أيضا أن الاجتهاد في الدين غير معصوم وغير مجاز من الائمة عليهم السلام هو حينما أمروا أصحابهم ممن أجازوا لهم الافتاء في المناطق البعيدة عنهم بعدم الاجتهاد فيما لم يعلموه منهم عليهم السلام وهذا ما ورد عن أبي بصير حينما قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنة فننظر فيها ؟ فقال لا ، إما أنك أن أصبت لم تؤجر ، وإن أخطات كذبت على الله عز وجل ) الكافي ج11 ص37 باب الرأي والبدع ومقايسس .
يقول المازندراني مفسرا هذه الرواية ... عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنة فننظر في تلك الاشياء ونستخرج حكمها بقياسها على غيرها مما يناسبها ؟ فقال : لا أي لا تنظروا فيها بقياس أو رأي ، ( أما أنك أن أصبت لم تؤجر ) ليس لك أجر فيما أصبت من الحكم لأن الاجر انما هو لاصابة حكم الله بطريق مخصوص قرره للوصول إليه فلو وصل إليه أحد لا من هذا الطريق ليس له استحقاق ذلك الأجر ، نظير ذلك من قال : كل من دخل علي من هذا الباب فله درهم ، فلو دخل عليه أحد من غير هذا الباب ليس له استحقاق خذ الدرهم بل يستحق العقوبة للدخول عليه بغير إذن . ويقول أيضا في ( وإن أخطات كذبت على الله عز وجل ) فعليك العقوبة بعتبار الكذب على الله أولا ، وباعتبار العمل ثانيا ، وبعتبار تحمل وزر من اتبعك .
الخلاصة :
أليست هذه الايات والاحاديث تدل على أن المجتهد يخطأ ولهذا فالاجتهاد ليس مقدس وليس معصوم لذا ممكن إنتقاده إذا أخطأ لأن القرآن الكريم والنبي والأئمة بينوا لنا إن من يجتهد برأيه في الدين يخطأ .لأن الدين لا يؤخذ إلا من كتاب الله وسنة النبي وأهل بيته الطاهرين ، ليس من الاجتهاد بالأراء والمقاييس والاصول العقلية التي تخطأ وتضلل الناس قال تعالى ( فمن أظلم ممن أفترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )
تعليقات
إرسال تعليق