ملخص تفسير سورة الزخرف من كتاب البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني الذي يفسر القرآن الكريم عن طريق تفسير النبي وآله الطاهرين وهو ما يسمى التفسير بالمأثور عنهم عليهم الصلاة السلام وقد لخصنا تفسير هذه السورة بدون الاخلال بتفسير آل محمد عليهم الصلاة والسلام ومن أراد الاتطلاع أكثر يستطيع الرجوع إلى تفسير هذه السورة من الكتاب نفسه وقد قال أهل البيت عليهم السلام في فضل هذه السوره وتفسيرها ما يلي :
فضل سورة الزخرف :
1 - ابن بابويه: بإسناده ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: «من أدمن قراءة حم الزخرف ، آمنه الله في قبره من هوام الأرض ، وضغطة القبر ، حتى يقف بين يدي الله عز وجل ، ثم جاءت حتى تدخله الجنة (بأمر الله تبارك وتعالى)».
2 - ومن (خواص القرآن): روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، أنه قال: «من قرأ هذه السورة كان ممن يقال له يوم القيامة: يا عباد الله ، لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون. ومن كتبها وشربها لم يحتج إلى دواء يصيبه لمرض ، وإذا رش بمائها مصروع أفاق من صرعته ، واحترق شيطانه ، بإذن الله تعالى».
وفي تفسير هذه السورة قالوا :
قوله تعالى:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ 1- 4)
تقدم معنى حم في أول سورة المؤمن.
1 - علي بن إبراهيم: حم حروف من اسم الله الأعظم (وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) يعني القرآن الواضح (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
قال قوله تعالى: (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) مكتوب في الفاتحة ، في قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) ، قال أبو عبد الله (عليه السلام): «هو أمير المؤمنين (صلوات الله عليه
قوله تعالى:
(أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً- إلى قوله تعالى- وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ 5- 12)
1 - علي بن إبراهيم: قوله تعالى: (أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً) استفهام ، أي ندعكم مهملين لا نحتج عليكم برسول أو بإمام أو بحجج ، وقوله تعالى: (وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ وَما يَأْتِيهِمْ) إلى قوله تعالى: (أَشَدَّ مِنْهُمْ يعني من قريش بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ) ، وقوله تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً) أي مستقرا (وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا) أي طرقا (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) أي كي تهتدون.
ثم احتج على الدهرية ، فقال: (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ).
وقوله تعالى: (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ) هو معطوف على قوله تعالى: (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ)
قوله تعالى:
(لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ 13- 14)
1 - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير ، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: «نعم».
قلت: ما هو؟ قال: «يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل و مال ، وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه ، ومنه قوله عز وجل: (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) ، ومنه قوله تعالى: (رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) ، وقوله تعالى: (رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) »
قوله تعالى:
(وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً- إلى قوله تعالى- إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ 15- 20)
1 - علي بن إبراهيم: قوله تعالى: (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) ، قال: قالت قريش: إن الملائكة هم بنات الله ، ثم قال على حد الاستفهام: (أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا) يعني إذا ولدت لهم البنات (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) وهو معطوف على قوله تعالى: (وَ يَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ).
وقوله تعالى: (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ) أي ينشؤ في الذهب (وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ) ، قال: إن موسى (عليه السلام) أعطاه الله من القوة أن أرى فرعون صورته على فرش من ذهب رطب ، عليه ثياب من ذهب رطب ، فقال فرعون: (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ أي ينشؤ في الذهب وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ) ، قال: لا يبين الكلام ، ولا يتبين من الناس ، ولو كان نبيا لكان خلاف الناس.
وقوله تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) معطوف على ما قالت قريش: إن الملائكة بنات الله في قوله تعالى: (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) ، فرد الله عليهم ، فقال تعالى: (أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) قوله تعالى: (إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) أي يحتجون بلا علم
قوله تعالى:
(بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ- إلى قوله تعالى- فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ 22-27)
1 - علي بن إبراهيم: قوله تعالى: (بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) أي على مذهب (وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ) فقال الله عز وجل: قل يا محمد: (أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) ثم قال عز وجل: (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي أي خلقتني فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) أي يبين لي ويثبتني.
قوله تعالى:
(وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ 28)
1 - ابن بابويه ، قال: حدثنا محمد بن أحمد السناني (رضي الله عنه) ، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) ، قال: «هي الإمامة ، جعلها الله عز وجل في عقب الحسين (عليه السلام) ، باقية إلى يوم القيامة».
قوله تعالى:
(وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ- إلى قولهتعالى- وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ 31- 32)
1 - علي بن إبراهيم ، قال: حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «أنه عروة بن مسعود الثقفي ، وكان عاقلا لبيبا ، وهو الذي أنزل الله تعالى فيه: (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)».
2 - علي بن إبراهيم: ثم حكى الله عز وجل قول قريش: (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ) يعني هلا نزل القرآن (عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) ؟ وهو عروة بن مسعود ، والقريتين: مكة والطائف ، وكان جزاهم بما يحتمل الديات ، وكان عم المغيرة بن شعبة ، فرد الله عليهم ، فقال: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ) ، يعني النبوة والقرآن حين قالوا: لم لم ينزل على عروة بن مسعود ، ثم قال تعالى: (نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ يعني في المال والبنين لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
وهذا من أعظم دلالة الله على التوحيد ، لأنه خالف بين ملكهم كهيئاتهم و تشابههم ودلالاتهم وإراداتهم وأهوائهم ، ليستعين بعضهم على بعض ، لأن أحدهم لا يقوم بنفسه لنفسه ، والملوك والخلفاء لا يستغنون عن الناس ، وبهذا قامت الدنيا والخلق المأمورون المنهيون المكلفون ، ولو احتاج كل إنسان أن يكون بناء لنفسه وخياطا لنفسه وحجاما لنفسه وجميع الصناعات التي يحتاج إليها ، لما قام العالم طرفة عين ، لأنه لو طلب كل إنسان العلم ، ما دامت الدنيا ، ولكنه عز وجل خالف بين هيئاتهم ، وذلك من أعظم الدلالة على التوحيد.
قوله تعالى:
(وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ- إلى قوله تعالى- فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ 33- 36)
1 - علي بن إبراهيم ، قال: قوله تعالى: (وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً) أي على مذهب واحد (لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ) ، قال: المعارج التي يظهرون بها (وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَ سُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ وَزُخْرُفاً) البيت المزخرف بالذهب. قال: فقال الصادق (عليه السلام): «لو فعل الله ذلك لما آمن أحد ، و لكنه جعل في المؤمنين أغنياء ، وفي الكافرين فقراء ، وجعل في الكافرين أغنياء ، وفي المؤمنين فقراء ، ثم امتحنهم بالأمر والنهي والصبر والرضا». قال: قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ) أي يعمى (نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ).
قوله تعالى:
(حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ 38-39
1 - عن جابر ، عن
أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: «ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم ، إنكم في
العذاب مشتركون».
2
- كتاب
(صفة الجنة والنار): عن سعيد بن جناح ، قال: حدثني عوف بن
عبد الله الأزدي ، عن جابر ابن يزيد الجعفي ،
عن أبي جعفر (عليه السلام)- في حديث يذكر فيه حال
الكافرين يوم القيامة- قال: «ثم يدفع- يعني الكافر- في صدره دفعة ، فيهوي على رأسه
سبعين ألف عام حتى يواقع الحطمة ، فإذا واقعها دقت عليه وعلى شيطانه ، وجاذبه
الشيطان بالسلسلة ، كلما رفع رأسه ونظر إلى قبح وجهه ، كلح في وجهه ، قال: فيقول:
(يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ
الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) ، ويحك
كما أغويتني احمل عني من عذاب الله من شيء. فيقول: يا شقي ، كيف أحمل عنك من عذاب
الله من شيء ، وأنا وأنت في العذاب مشتركون».
قوله تعالى:
(فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ 41)
1 - علي بن إبراهيم ، قال: حدثني أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «فإما نذهبن بك يا محمد من مكة إلى المدينة ، فإنا رادوك إليها ومنتقمون منهم بعلي بن أبي طالب (عليه السلام)».
قوله تعالى:
(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ- إلى قوله تعالى- وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ .
1- ورواه علي بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمد ، عن علي بن هلال ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز وجل: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ): ، فقال: «في علي بن أبي طالب (عليه السلام)»».
2 - علي بن إبراهيم ، قال: حدثنا محمد بن جعفر ، قال: حدثنا يحيى بن زكريا ، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: قلت له: قوله تعالى: (وَاِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) ؟ فقال: «الذكر: القرآن ، و نحن قومه ، ونحن مسئولون».
3 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن عجلان ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ). قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الذكر أنا ، والأئمة أهل الذكر».
وقوله عز وجل: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) ، قال أبو جعفر (عليه السلام): «نحن قومه ، ونحن المسؤولون
قوله تعالى:
(وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ 45)
1 - ورواه علي بن إبراهيم ، قال: حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي الربيع قال: حججت مع أبي جعفر (عليه السلام) ، في السنة التي حج فيها هشام بن عبد الملك ، وكان معه نافع بن الأزرق مولى عمر بن الخطاب- وذكر الحديث إلا أن في آخر رواية علي بن إبراهيم-: «ثم تقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي بالقوم ، فأنزل الله عليه: (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) ، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): على ماذا تشهدون؟ وما كنتم تعبدون؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك رسول الله ، أخذت على ذلك عهودنا ومواثيقنا». قال نافع: صدقت يا ابن رسول الله يا أبا جعفر ، أنتم والله أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخلفاؤه في التوراة ، وأسماؤكم في الإنجيل والزبور وفي الفرقان] ، وأنتم أحق بالأمر من غيربكم.
قوله تعالى:
(وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها 48)
1 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، في (كامل الزيارات) ، قال: حدثني عن عبد الله بن بكر الأرجاني ، قال: صحبت أبا عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة من المدينة ، فنزلنا منزلا يقال له: عسفان ، ثم مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق وحش ، فقلت له: يا ابن رسول ، ما أوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق مثل هذا. فقال لي: «يا ابن بكر ، أ تدري أي جبل هذا؟» قلت: لا. قال: «هذا جبل يقال له الكمد ، وهو على واد من أودية جهنم ، وفيه قتلة أبي الحسين (عليه السلام) ، استودعهم الله فيه ، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم وما يخرج من جب الخزي ، وما يخرج من الفلق ، وما يخرج من أثام ، وما يخرج من طينة خبال ، وما يخرج من جهنم ، وما يخرج من لظى ، وما يخرج من الحطمة ، وما يخرج من سقر ، وما يخرج من الجحيم ، وما يخرج من الهاوية ، وما يخرج من السعير ، وما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به إلا رأيتهما يستغيثان وإني لأنظر إلى قتلة أبي ، وأقول لهما: إنما هؤلاء فعلوا ما أسستما ، لم ترحمونا إذ وليتم ، وقتلتمونا وحرمتمونا ، ووثبتم على حقنا ، واستبددتم بالأمر دوننا ، فلا رحم الله من يرحمكما ، ذوقا وبال ما قدمتما ، وما الله بظلام للعبيد. وأشدهما تضرعا واستكانة الثاني ، فربما وقفت عليهما ليتسلى عني بعض ما في قلبي ، وربما طويت الجبل الذي هما فيه وهو جبل الكمد».
قال: قلت له: جعلت فداك ، فإذا طويت الجبل ، فما تسمع؟ قال: «أسمع أصواتهما يناديان: عرج علينا نكلمك ، فإنا نتوب واسمع من الجبل صارخا يصرخ بي: أجبهما وقل لهما: اخسؤوا فيها ولا تكلمون».
قال: قلت له: جعلت فداك ، ومن معهم؟ قال: «كل فرعون عتا على الله وحكى الله عنه فعاله ، وكل من علم العباد الكفر».
قلت: من هم؟ قال: «نحو بولس الذي علم اليهود أن يد الله مغلولة ، ونحو نسطور الذي علم النصارى أن عيسى المسيح ابن الله ، وقال: إنه ثالث ثلاثة ونحو فرعون موسى الذي قال: أنا ربكم الأعلى ونمرود الذي قال: قهرت أهل الأرض ، وقتلت من في السماء وقاتل أمير المؤمنين وقاتل فاطمة ومحسن ، وقاتل الحسن والحسين (عليهم السلام) ، وأما معاوية وعمرو بن العاص فهما يطمعان في الخلاص ومعهم كل من نصب لنا العداوة ، وأعان علينا بلسانه ويده وماله».
وقلت له: جعلت فداك ، فأنت تسمع هذا كله ولا تفزع؟ قال: «يا ابن بكر ، إن قلوبنا غير قلوب الناس ، (إنا مطيعون مصفون مصطفون ، نرى ما لا يرى الناس ، ونسمع ما لا يسمع الناس) ، وإن الملائكة تنزل علينا في رحالنا ، و تتقلب على فرشنا ، وتشهد طعامنا ، وتحضر موتنا ، وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون ، وتصلي معنا ، وتدعو لنا ، وتلقي علينا أجنحتها ، وتتقلب على أجنحتها صبياننا ، وتمنع الدواب أن تصل إلينا ، وتأتينا مما في الأرضين من كل نبات في زمانه ، وتسقينا من ماء كل أرض ، نجد ذلك في آنيتنا ، وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة إلا وهي تنبهنا لها ، وما من ليلة تأتي علينا إلا وأخبار كل أرض عندنا ، وما يحدث فيها ، وأخبار الجن وأخبار (أهل) الهواء من الملائكة ، وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره مقامه إلا أتتنا بخبره وكيف سيرته في الذين قبله ، وما من أرض من ستة أرضين إلى أرض السابعة إلا ونحن نؤتى بخبرها».
فقلت له: جعلت فداك أين ينتهي هذا الجبل؟ قال: «إلى الأرض السادسة ، و فيها جهنم على واد من أوديتها ، عليه حفظة أكثر من نجوم السماء وقطر المطر ، وعدد ما في البحار ، وعدد الثرى ، وقد وكل كل ملك منهم بشيء ، وهو مقيم عليه لا يفارقه».
قلت: جعلت فداك ، إليكم جميعا يلقون الأخبار؟ قال: «لا ، إنما يلقى ذلك إلى صاحب الأمر ، وإنا لنحمل ما لا يقدر العباد على حمله ، ولا على الحكومة فيه ، فمن لم يقبل حكومتنا أجبرته الملائكة على قولنا ، وأمرت الذين يحفظون ناحيته أن يقسروه على قولنا ، فإن كان من الجن أهل الخلاف والكفر أوثقته وعذبته حتى يصير إلى ما حكمنا به».
قلت له: جعلت فداك ، فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب؟ قال: «يا ابن بكر ، فكيف يكون حجة على ما بين قطريها ، وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم و كيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه وكيف يكون مؤديا عن الله وشاهدا على الخلق و هو لا يراهم؟ وكيف يكون حجة عليهم و هو محجوب عنهم ، وقد حيل بينهم و بينه أن يقوم بأمر الله فيهم والله يقول: (وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) يعني به من على الأرض ، والحجة من بعد النبي (صلى الله عليه وآله) يقوم مقام النبي (صلى الله عليه وآله) ، وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الامة ، والآخذ بحقوق الناس ، والقائم بأمر الله ، والمنصف لبعضهم من بعض ، فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله تعالى ، وهو يقول: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) ، فأي آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق؟ وقال تعالى: (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) فأي آية أكبر منا».
قوله تعالى:
(وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ- إلى قوله تعالى- إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ 49- 54)
1 - قال علي بن إبراهيم: ثم حكى قول فرعون وأصحابه لموسى (عليه السلام) ، فقال: (وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ) أي يا أيها العالم (ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ) ثم قال فرعون: (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) يعني موسى (وَلا يَكادُ يُبِين) ، قال: لم يبن الكلام ، ثم قال: (فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ) أي هلا القي عليه أسورة (مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ)؟ يعني مقارنين (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ لما دعاهم فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ
قوله تعالى:
(فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ 55)
1 - محمد بن يعقوب:عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز وجل: (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) فقال: «إن الله عز و جل لا يأسف كأسفنا ، ولكنه خلق أولياء لنفسه ، يأسفون ويرضون ، وهم مخلوقون مربوبون ، فجعل رضاهم رضا نفسه ، وسخطهم سخط نفسه ، لأنه جعلهم الدعاة إليه ، والأدلاء عليه ، فلذلك صاروا كذلك ، وليس أن ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه ، لكن هذا معنى ما قال من ذلك ، وقد قال: من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها. وقال: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ) ، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ).
فكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك ، وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك ، ولو كان يصل إلى الله الأسف والضجر ، وهو الذي خلقهما وأنشأهما ، لجاز لقائل هذا أن يقول: إن الخالق يبيد يوما ، لأنه إذا دخله الغضب والضجر ، دخله التغيير ، وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة ، ثم لم يعرف المكون من المكون ، ولا القادر من المقدور عليه ، ولا الخالق من المخلوق ، تعالى الله عن هذا (القول) علوا كبيرا ، بل هو الخالق للأشياء لا لحاجة ، فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه ، فافهم إن شاء الله تعالى».
ورواه ابن بابويه ، عن أبيه ، قال: حدثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) ، وذكر مثله ، والتغيير في يسير من الألفاظ لا يضر المعنى.
قوله تعالى:
(وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ- إلى قوله تعالى- يَخْلُفُونَ 57- 60
1- حدثنا علي بن حسان الواسطي ، قال: حدثنا علي بن الحسين العبدي ، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ، في دعاء يوم الغدير: « (ربنا) فقد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا (صلى الله عليه وآله) عبدك و رسولك إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي أنعمت عليه وجعلته مثلا لبني إسرائيل ، إنه أمير المؤمنين ومولاهم ووليهم إلى يوم القيامة ، يوم الدين فإنك قلت: (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي .
2- عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال: قال لي علي (عليه السلام): «مثلي في هذه الأمة مثل عيسى ابن مريم ، أحبه قوم فغالوا في حبه فهلكوا ، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا ، و اقتصد فيه قوم فنجوا» .
قوله تعالى:
(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها- إلى قوله تعالى- عَدُوٌّ مُبِينٌ 61- 62)
1- عن زرارة بن أعين ، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) ، قال: «عنى بذلك أمير المؤمنين (عليه السلام)». وقال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي ، أنت علم هذه الامة ، فمن اتبعك نجا ، ومن تخلف عنك هلك وهوى».
قوله تعالى:
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ66)
1 - محمد بن العباس ، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمد ، عن إسماعيل بن يسار ، عن علي بن جعفر الحضرمي ، عن زرارة بن أعين ، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً) ، قال: «هي ساعة القائم (عليه السلام) ، تأتيهم بغتة .
قوله تعالى:
(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ 67)
1 - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)- في حديث أبي بصير- قال له: «يا أبا محمد (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) ، والله ما أراد بهذا غيركم .
قوله تعالى:
(الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ- إلى قوله تعالى- وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ 69- 75)
1-عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «إن الرجل في الجنة يبقى على مائدته أيام الدنيا ، ويأكل في أكلة واحدة بمقدار أكله في الدنيا».
ثم ذكر الله عز وجل ما أعده لأعداء آل محمد (عليهم السلام) ، فقال: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) أي آيسون من الخير ، فذلك قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «وأما أهل المعصية فخلدهم في النار ، وأوثق منهم الأقدام ، وغل منهم الأيدي إلى الأعناق ، وألبس أجسادهم سرابيل القطران ، وقطعت لهم منها ثياب من مقطعات النيران ، هم في عذاب قد اشتد حره ، ونار قد أطبق على أهلها ، لا تفتح عنهم أبدا ، ولا يدخلهم ريح أبدا ، ولا ينقضي لهم غم أبدا ، العذاب أبدا شديد ، والعقاب أبدا جديد ، لا الدار زائلة فتفنى ، ولا آجال القوم تقضى».
قوله تعالى:
(وَما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ 76)
1 - محمد بن العباس ، قال: حدثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السياري ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز وجل: (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) ،قال: «وما ظلمناهم بتركهم ولاية أهل بيتك ، ولكن كانوا هم الظالمين» .
قوله تعالى:
(وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ 77 لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ 78)
1 - علي بن إبراهيم: ثم حكى نداء أهل النار ، فقال: (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) ، قال: أي نموت ، فيقول مالك: (إِنَّكُمْ ماكِثُونَ).
ثم قال الله تعالى: (لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ) يعني بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) (وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ) يعني لولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ، و الدليل على أن الحق ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) يعني ولاية علي (عليه السلام) (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ آل محمد حقهم ناراً) .
قوله تعالى:
(أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ 79- 80)
1 - علي بن إبراهيم ، قال: ثم ذكر على إثر هذا خبرهم ، وما تعاهدوا عليه في الكعبة ، أن لا يردوا الأمر في أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) إلى قوله تعالى (لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ).
2 - محمد بن يعقوب: عن علي ، عن علي بن الحسين ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: قلت: قوله تعالى: (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)؟ قال: و هاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم ، قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب ، إلا يوم قتل الحسين (عليه السلام) ، وذلك كان سابقا في علم الله عز وجل الذي أعلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، إذا كتب الكتاب قتل الحسين (عليه السلام) ، وخرج الملك من بني هاشم ، فقد كان ذلك كله .
قوله تعالى:
(قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ 81)
1 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن علي الحلبي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «إن الله جل وعز لما أراد أن يخلق آدم (عليه السلام) أرسل الماء على الطين ، ثم قبض قبضة فعركها ، ثم فرقها فرقتين بيده ، ثم ذرأهم فإذا هم يدبون. ثم رفع لهم نارا ، فأمر أهل الشمال أن يدخلوها ، فذهبوا إليها فهابوها و لم يدخلوها ، ثم أمر أهل اليمين أن يدخلوها ، فذهبوا فدخلوها. فأمر الله عز و جل النار فكانت عليهم بردا و سلاما ، فلما رأى ذلك أهل الشمال. قالوا: ربنا أقلنا فأقالهم ، ثم قال لهم: ادخلوها فذهبوا فقاموا عليها ولم يدخلوها ، فأعادهم طينا و خلق منها آدم (عليه السلام)».
2- وقال أبو عبد الله (عليه السلام): «فلن يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ، و لا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء». قال:
«فيرون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أول من دخل تلك النار ، فذلك قوله جل وعز: (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ)» .
قوله تعالى:
(سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ 82)
1- عن حنان بن سدير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)- في حديث طويل قال (عليه السلام) فيه-: «فمن اختلاف صفات العرش ، أنه قال تبارك وتعالى: (رَبِّ الْعَرْشِ) رب الوحدانية (عَمَّا يَصِفُونَ) ، وقوم وصفوه بيدين ، فقالوا: (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ) ، وقوم و صفوه بالرجلين ، فقالوا: وضع رجله على صخرة بيت المقدس ، فمنها ارتقى إلى السماء ، ووصفوه بالأنامل ، فقالوا: إن محمدا (صلى الله عليه وآله) قال: إني وجدت برد أنامله على قلبي ، فلمثل هذه الصفات قال: (رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) ، يقول: رب المثل الأعلى عما به مثلوه ، ولله المثل الأعلى الذي لا يشبهه شيء ، ولا يوصف ، ولا يتوهم ، فذلك المثل الأعلى».
قوله تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ 84)
1 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، قال: قال أبو شاكر الديصاني: إن في القرآن آية هي قولنا. قلت: ما هي؟ فقال: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) فلم أدر بما أجيبه ، فحججت ، فخبرت أبا عبد الله (عليه السلام) ، قال: «هذا كلام زنديق خبيث ، إذا رجعت إليه فقل له: ما اسمك بالكوفة؟ فإنه يقول: فلان ، فقل له: ما اسمك بالبصرة؟ فإنه يقول: فلان ، فقل: كذلك الله ربنا في السماء إله ، وفي البحار إله ، وفي الأرض إله ، وفي القفار إله ، وفي كل مكان إله» ، قال: فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته ، فقال: هذه نقلت من الحجاز .
قوله تعالى:
(وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ- إلى قوله تعالى- فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ 86- 89)
1 - محمد بن يعقوب: عن أبي عبد الله (عليه السلام)- في حديث- قال فيه: «فلما بعث الله عز وجل محمدا (صلى الله عليه وآله) سلم له العقب من المستحفظين ، وكذبه بنو إسرائيل ، ودعا إلى الله عز وجل ، وجاهد في سبيله ، ثم أنزل الله جل ذكره عليه أن أعلن فضل وصيك فقال: إن العرب قوم جفاة ، لم يكن فيهم كتاب ، ولم يبعث إليهم نبي ، ولا يعرفون نبوة الأنبياء ، ولا شرفهم ، ولا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي. فقال الله جل ذكره: (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) ، (وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) ، فذكر من فضل وصيه ذكرا ، فوقع النفاق في قلوبهم ، فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك ، فقال الله جل ذكره: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) ، (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) » ، ولكنهم يجحدون بغير حجة لهم»
المصدر : البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحلراني
تعليقات
إرسال تعليق