ومن طريق أهل السنة والجماعة أيضا قول بن حجر في كتابه الصواعق ( الآية الثامنة قولة تعالى :[ وإني لغفار لمن تاب وعمل صالحا ثم أهتدى ] ( قال ) قال ثابت البنائي اهتدى إلى ولاية اهل بيته (ص) ( قال ) وجاء ذلك عن أبي جعفر الباقر أيضا ، ثم روى ابن حجر أحاديث في نجاة من اهتدى إليهم عليهم السلام ، و قد أشار بما نقله عن الباقر إلى قول الباقر للحارث بن يحي : يا حارث ألا ترى كيف اشترط الله ولم تنفع إنسانا التوبة و لا الإيمان ولا العمل الصالح حتى يهتدي إلى ولايتنا ، ثم روى عليه السلام بسنده إلى جده أمير المؤمنين قال : والله لو تاب رجل وآمن و عمل صالحا ولم يهتد إلى ولايتنا و معرفة حقنا ما أغنى ذلك عنه شيئا . أه . وأخر ابو نعيم الحافظ عن عون بن جحيفة عن أبيه عن علي نحوه . وأخرج الحاكم عن كل من الباقر والصادق وثابت البنائي وأنس بن مالك مثله (الصواعق المحرقة لأبن حجر العسقلاني الفصل الأول من الباب الحادي عشر )
ثم أهتدى إلى ولاية الائمة ( ع )
قال الله تعالى (وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى 82) هذه الأية الكريمة وردة في سورة طه تم أقتباس تفسيرها من كتاب البرهان في تفسير القران للسيد هاشم البحراني وقد فسرها الأئمة عليهم السلام بالاهتداء إلى ولايتهم إمام بعد إمام لأنهم الأوصياء المعصومين الهادين إلى الله سبحانه وتعالى وهم الذين قال النبي صلى الله عليه آله وسلم فيهم ( تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) فهم اهل القرآن وترجمانه .
الفقهاء المجتهدون يصدون عن دين الله :
الفقهاء المجتهدون أهل الظن يصدون الناس عن دين الله سبحانه وتعالى لأنهم يصرفون الناس عن العلماء الحقيقيون وهم الأوصياء من آل محمد عليهم الصلاة والسلام ، فهولاء الفقهاء أصحاب الظن والاجتهاد يجعلون الناس في ضلال عندما يتبعوهم ويأخذون منهم الأراء ففي رواية عن محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، جميعا ، عن أبي جميلة ، عن خالد بن عمار ، عن سدير ، قال: سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) وهو داخل وأنا خارج ، وأخذ بيدي ، ثم استقبل البيت ، فقال: «يا سدير ، إنما أُمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار ، فيطوفوا بها ، ثم يأتونا فيُعلمونا ولايتهم لنا ، وهو قول الله تعالى: (وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى)- ثم أومأ بيده إلى صدره- إلى ولايتنا». ثم قال: «يا سدير ، فأريك الصادين عن دين الله» ثم نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري في ذلك الزمان ، وهم حلق في المسجد ، فقال: هؤلاء الصادون عن دين الله بلا هدى من الله ، ولا كتاب منير ، إن هؤلاء الأخابيث لو جلسوا في بيوتهم ، فجال الناس ، فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن الله تبارك وتعالى ، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، حتى يأتونا ، فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى ، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله)».
عن محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسى ، عن صفوان ، عن يعقوب بن شعيب ، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: (وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى). قال: «من تاب من ظلم ، وآمن من كفر ، وعمل صالحا ، ثم اهتدى إلى ولايتنا» وأومأ بيده إلى صدره.
علي عليه السلام يهتدي به الناس :
عن ابن بابويه ، قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه محمد بن خالد البرقي ، قال: حدثنا سهل بن المرزبان الفارسي ، قال: حدثنا محمد بن منصور ، عن عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن الفيض بن المختار ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد ابن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده (عليهم السلام) ، قال: «خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وهو راكب ، وخرج علي (عليه السلام) وهو يمشي ، فقال له: يا أبا الحسن ، إما أن تركب ، وإما أن تنصرف - وذكر الحديث إلى أن قال فيه- والله يا علي ، ما خلقت إلا لتعبد ربك ، و لتُعرف بك معالم الدين ، ويصلح بك دارس السبيل ، ولقد ضل من ضل عنك ، ولن يهتدي إلى الله عز وجل من لم يهتد إليك وإلى ولايتك ، وهو قول ربي عز وجل: (وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) يعني إلى ولايتك». وقد ذكر الحديث بتمامه في سورة المائدة ، في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ).
الولاية شرط لقبول التوبة والعمل الصالح :
وعن علي بن إبراهيم ، قال: حدثنا أحمد بن علي ، قال: حدثنا الحسن بن عبد الله ، عن السندي بن محمد ، عن أبان ، عن الحارث بن يحيى ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله: (وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى). قال: «ألا ترى كيف اشترط ، ولم تنفعه التوبة ولا الإيمان والعمل الصالح حتى اهتدى. والله ، لوجهد أن يعمل بعمل ، ما قبل منه حتى يهتدي». قال: قلت: إلى من ، جعلني الله فداك؟ قال: «إلينا».
وعن محمد بن العباس ، قال: حدثنا علي بن العباس البجلي ، قال: حدثنا عباد بن يعقوب ، عن علي بن هاشم ، عن جابر بن الحر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالى: (وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) ، قال: «إلى ولايتنا».
وعن وعنه ، قال: حدثنا الحسين بن عامر ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن المنخل ، عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز وجل: (وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) ، قال: «إلى ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)».
وعن الشيخ في (أماليه) قال: أخبرنا أبوعمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي ، قال: أخبرنا أحمد ، قال: أخبرنا الحسن بن علي بن بزيع ، قال: حدثنا القاسم بن الضحاك ، قال: أخبرنا شهر بن حوشب أخوالعوام ، عن أبي سعيد الهمداني ، عن أبي جعفر (عليه السلام): (إِلَّا مَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً) . قال: «والله ، لوأنه تاب وآمن وعمل صالحا ، ولم يهتد إلى ولايتنا ومودتنا ومعرفة فضلنا ، ما أغنى ذلك عنه شيئا».
وعن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى- فيما أعلم- عن يعقوب بن شعيب ، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى). قال: «إلى ولايتنا والله ، أما ترى كيف اشترط الله عز وجل».
وعن أبوعلي الطبرسي: قال أبوجعفر الباقر (عليه السلام): «ثم اهتدى إلى ولايتنا أهل البيت. فوالله ، لوأن رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ، ثم مات ولم يجيء بولايتنا ، لأكبه الله في النار على وجهه».[ ومن السنة رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده ، وأورده العياشي في (تفسيره) من عدة طرق .
وعن ابن بابويه: بالإسناد عن سليمان ، عن داود بن كثير الرقي ، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ، فقلت له: جعلت فداك ، قوله تعالى: (وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) فما هذا الاهتداء بعد التوبة والإيمان والعمل الصالح؟ قال: فقال: «معرفة الأئمة- والله- إمام بعد إمام».
الخاتمة :
وبهذا فإن الولاية شرط مهم في القبول قال تعالى ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) وقد نزلت هذه الآية في علىي عليه السلام و ولايتة بعد النبي صلى الله عليه وآله كما تقول الكثير من الروايات والاحاديث عند المسلمين عامة لذلك فالولاية من القرآن الكريم والله الهادي إلى سواء السبيل .
تعليقات
إرسال تعليق