عندما كنت في الجامعة أردت العودة إلى بلدتي فستقليت حافلة أستغرقت أكثر من أربع ساعات مشيا في الطريق خلال هذه المدة شغل السائق شريط كاسيت للرادود باسم الكربلائي الذي يتميز بالصوت الجميل وكان يردد قصيدة الجواهري آمنت بالحسين عليه السلام بصوت شجي جميل رغم خطاءه اللغوية التي عرفتها عندما قرأت القصيدة فيما بعد .
كانت قصيدة رائعة وصوت جميل وكنت أسمعها بأنصات طوال الطريق وكان باسم يصرخ بأعلى صوته ويقول للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري . فحفظت اسم الجواهري في ذاكرتي وعندما عدت للجامعة كنت أتردد دائما على مكتبة الجامعة وهي مكتبة كبيرة و فخمة تتكون من ستة طوابق أذهب إلى إليها للدراسة والتزود من المعرفة والأدب وفيها أتسلى بقراءة الشعروالأدب لذلك أذهب إلى دواليب الشعر و الأدب أتصفح فيها الكتب .
وبينما أنا كذلك لمحت اسم الجواهري على أحدى الكتب فتذكرت القصيدة الجميلة التى ألقاها باسم الكربلائي ، وأخذت الكتاب أتصفح فيه قليلا ثم جلست على الطاولة لأتعرف على هذا الشاعر صاحب القصيدة الجميله آمنت بالحسين عليه السلام ولكن للأسف جاء وقت المغرب وعلي أن أغادر المكتبة .
ولكن عزمت على أستعارة الكتاب في اليوم التالي وفعلا أستعرته وصار الكتاب يشغلني كثيرا فقد كنت أتسلى به طوال الليل حتى أنتهيت من قراءته وكنت متأسفا لذلك فقد كنت أتمنى أن يكون الكتاب أكبر حجما حتى أتسلى به طويلا ولكن لكل شيئ نهاية .
أعجبني الجواهري كثيرا وحفظت الكثير من أشعاره وأصبحت متعصبا له وأدافع عنه وعن أراءه الأدبية حتى أصار أصدقائي وزملائي في الجامعة ينادونني بالجواهري خاصة أنني كنت أنظم الشعر في ذلك الزمان . ومع أنني كنت أهوى الشعر والأدب قبل الجواهري ولكن كان له الأثر الكبير في زيادة حبي للشعر والأدب فيما بعد فقد كنت اعتبره المتنبي في هذا الزمان.
اذا ابحث جيدا عن الجواهري وعن عقيدته وعن انحرافه
ردحذف