القائمة الرئيسية

الصفحات

المدرسة الأصولية قد تحارب الامام المهدي


لقد وضح أهل البيت عليهم السلام من هم أعداء الامام المهدي عليه السلام فمنهم شيعة ومنهم المخالفين ومنهم اليهود والنصارى والحركات الاخرى وما يهمنا الآن توضيح من سيحاربه من الشيعة لأن أولئك الاعداء الآخرين مفروغ منهم وتحصيل حاصل ولكي نعرف من سيحاربه من الشيعة يجب علينا التعرف على اوصافهم وما هو الشئ الذي جعلهم يقفون في وجه امامهم المهدي عليه السلام 

من هم أعداء الامام المهدي من الشيعة :


 معرفة أعداء الامام المهدي من الشيعة لا تكون إلا عن طريق الاحاديث الواردة في حق الامام المهدي عليه السلام خاصة فيما يخص الملاحم والفتن والتي تدل بأن أصحاب المدرسة الأصولية من الشيعة وخاصة الفقهاء منهم سيقفون في وجه  الامام المهدي عليه السلام ويحاربونه ولعلل ابرز هذه الروايات الدالة على ذلك فيما ورد عن الامام الصادق عليه السلام حينما قال ( أعداؤه الفقهاء المُقلدون يدخلون تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه يبايعه العارفون بالله تعالى من اهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف الهي ) بشارة الاسلام297


من خلال هذه الرواية أعداء الامام المهدي هم الفقهاء الذين يقلدونهم الناس ويأخذون منهم الفتاوى وهذا لا يكون إلا في فقهاء المدرسة الاصولية ومقلديهم الذين يقدسونهم ويطيعونهم طاعة عمياء حتى فيما يخالف أوامر أهل البيت عليهم السلام سواءا كانوا  يعلمون عندما يبررون لهم ذلك أو لا يعلمون لأنهم نائمون في سبات عميق ولا يبحثون ولا يدققون حتى في ما يخص دينهم .

وفي رواية أخرى قال أبو عيد الله (ع) (يضع الجزية و يدعو الى الله بالسيف ويرفع المذاهب عن الارض فلا يبقى الا الدين الخالص لعداوة مقلدة العلماء اهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما يذهب إليه ائمتهم فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه)مجمع النورين ص344

وهنا في هذه الرواية يصف الامام الصادق الفقهاء الذين سيحاربون الامام المهدي بأنهم أهل الاجتهاد وهم فقهاء المدرسة الاصولية لأنهم يؤمنون بالاجتهاد في دين الله بواسطة العقل والقياس والاراء الظنية وسيرة العقلاء والمتشرعة إلى غير ذلك من الابداعات الاجتهادية لذلك من يقلدهم سوف يعادي الامام المهدي عليه السلام لأنه يرى ما يرى الفقيه الذي يقلده فهو مجرد تابع له لا يستطيع ان يخالفه في الدين حسب منهج التقليد الاعمى والامام المهدي يدعوا إلى الله وحده قال الإمام الصادق عليه السلام { ولا نقول برأينا ولا نقول إلا ما قال ربنا } وهذا يخالف منهج الاصول العقلية الذي يقول بالأراء والاجتهادات الشخصية

لذا سيسعى الامام لاعادة الناس إلى الدين الصحيح ويهدم علم الاصول العقلية الخاص بالمجتهدين  أهل القياسات والأرء الظنية فعن عبد الله بن عطاء قال سالت أبا جعفر ع فقلت إذا قام القائم ع بأي سيرة يسير في الناس فقال ( يهدم ما قبلة كما فعل رسول الله (ص) ويستأنف الإسلام جديد ) بحار الأنوار ج52ص354 أي يعيد الاسلام الصحيح من جديد
 .

وفي رواية أخرى فعن الباقر (ع) ( إذا قام القائم ( ع) سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وعلا ) (إرشاد المفيد ج2 ص384

ومن هنا يتوضح بأن من سيقاتل الامام المهدي في الكوفة ليسوا بسنة لأن سكانها شيعة وسيقولون للأمام المهدي عليه السلام ارجع يا أبن فاطمة لا حاجة لنا فيك . فهم يقولون ذلك حقيقة ، أو بالسان الحال لأنهم أستغنوا عن الامام بالاجتهاد وعلم الأصول العقلية الذي يعمل به الفقهاء فلا توجد معضلة أو مسألة إلا ويجيب عليها المرجع الفقيه بواسطة هذا العلم لذلك فالمقلدين سعداء رغم اختلاف الفقهاء فيما بينهم في الأحكام ، والفقهاء أيضا سعداء بذلك خاصة بالتقديس والطاعة العمياء والاموال التي تجمع إليهم وقد جائهم من ينغص عليهم سعادتهم فماذا سيعملون إلا الوقوف في وجه الامام ومحاربته  .

ولعل الذي يؤيد ذلك هذه الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال { فإذا خرج القائم من كربلاء وأرد النجف والناس حوله ، قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه ، فيقول من حوله من المنافقين : انه ليس من ولد فاطمة وإلا لرحمهم ، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة : فخرج منه من باب النخيلة محاذي قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فيقتلهم جميعاً فلا ينجي منهم احد } ( كتاب نور الأنوار المجلد الثالث ص- 345- )

من يتمعن هذه الرواية يعلم جيدا بأن الفقهاء سيضلون الناس ويمنعونهم من تصديق الامام المهدي عليه السلام حتى أنه عندما أراد ان يذهب إلى النجف وقف في وجهه الفقهاء والمعممين ومن تبعهم من الناس لكي يمنعونه من دخولها فيقاتلهم حتى يأتي على آخرهم فيقول المنافقين تأكيدا بأنه ليس الامام المهدي لو كان أبن فاطمة لرحمهم فيطيعهم الناس ويخرج إليه سبعون ألف من الكوفة فيقاتلهم الامام أيضا حتى يأتي على آخرهم والروايات في ذلك كثيرة ولكن تركناها مراعاة للاختصار

أسباب حربهم للامام المهدي عليه السلام 


كما وضحت في كلامي من قبل هناك اختلافات كثيرة بين الامام المهدي عليه السلام وبين المدرسة الاصولية التابعة للفقهاء والمدرسة الاصولية هي عبارة عن امتيازات يتمتع بها هولاء الفقهاء لذلك سيحاربون الامام المهدي بشتى الوسائل والطرق للحفاظ علىيها وهذه الامتيازات هي الاسباب التي ادت إلى حرب طاحنه بينهم وبيين الامام المهدي عليه السلام ومنها

1- اتخاذهم الاجتهاد في الدين كما يفعل المخالفين وقد نهى عنه الائمة عليهم السلام 
2- تشريعم للاحكام  بواسطة علم الاصول العقلية الظنية القائمة على الاراء والقياسات المختلفة والائمة يحرمون ذلك بشدة
3- تحلليهم لبعض القياسات التي نهى عنها الائمة عليهم السلام 
4- قولهم بوجوب تقليد غير المعصوم في الأمور الدينية فكأنه معصوم لا يخطئ وهذا مخالف للائمة عليهم السلام
5- اخذهم الخمس مع أن هناك روايات كثيرة تبيح الخمس للشيعة في زمن الغيبة ومنها تحليل الامام المهدي للخمس زمن الغيبة
6- مخالفتهم لمنهج اهل البيت عليهم السلام في قبول الروايات الوارده عن النبي وعنهم عليهم السلام والتعويض عنه بمنهج المخالفين مما أدى إلى تضييع روايات المعصومين وانصراف الناس عنها لأنهم يشككون فيها إلا ما صححه الاصوليون وهو قليل
7- اتخاذهم ألقاب الائمة عليهم السلام كآية الله وآية الله العظمي والتي وردت في تفسير اهل البيت بانها تخصهم 
8- يأخذون من المخالفين والائمة ينهون عن ذلك
9- تفسيرهم للقرآن الكريم بالرأي رغم نهي أهل البيت عليهم السلام عن ذلك وتركوا الرجوع الى تفاسير أهل البيت بسبب تضعيف جمهور الاصوليين للروايات الخاصة بتفسير القرآن لكريم ولكنهم اخذوا بتفسير المخالفين وألفوا فيه الكتب وهذا تناقض عجيب لأنهم جعلوا الحلال حراما والحرام حلالا عكس آهل البيت في كل شئ تقريبا سوى انهم شيعة بالاسم فقط مع بعض الشعائر واللطم والبكاء والسواد

الخلاصة : 


كل هذه اصبحت أمتيازات للفقهاء اخذوها شيئا فشيئا وأصبحوا مقدسين عند من يقلدهم وصاروا يطلقون عليهم نواب الامام المهدي عليه السلام رغم أختلافهم في المسألة الواحده فما بالك بالاحكام الشرعية الاخرى فهل في دين الله اختلاف ؟ والامام المهدي يأخذ من الله تعالى حكم واحد في المسالة الواحدة فكيف صار هذا الاختلاف عند النواب ؟ إلا إذا كانت النيابة مجرد إدعاء لتحقيق أمتيازات آكثر تجعلهم مقدسين عند الناس فلا ينتقدوهم ، ويقدمون لهم فروض الطاعة العمياء مما ستؤدي بهم لقتال الامام المهدي عليه السلام .

تعليقات