وصية لقمان الحكيم لابنه عندما أراد السفر أوصاه فيها بعدة وصايا يستفاد منها أثناء السفر ليس فقد في الماضي بل حتى في الحاضر يمكن الاستفادة منها أيضا وذلك لأن لقمان كان حكيما وقد وصفه الله سبحانه وتعالى بذلك في كتابه الكريم فهي ليست من شخص عادي ، وكذلك وردت هذه الوصايا عن طريق الامام الصادق عليه السلام على لسان لقمان طبعا وقد وردت الرواية بهذا الشكل
روى سليمان بن داود المنقري ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «في وصية لقمان لابنه: يا بني ، سافر بسيفك ، وخفك ، وعمامتك ، وخبائك ، وسقائك ، وخيوطك ، ومخرزك ، وتزود معك من الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك ، وكن موافقا لأصحابك إلا في معصية الله عز وجل.
يا بني ، إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم ، وأكثر التبسم في وجوههم ، وكن كريما على زادك بينهم ، وإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوا بك فأعنهم ، وعليك بطول الصمت ، وكثرة الصلاة ، وسخاء النفس بما معك من دابة أو زاد أو ماء. وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم ، وأجهد رأيك لهم إذا استشاروك ، ثم لا تعزم حتى تتثبت وتنظر ، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك ، فإن من لم يمحض النصيحة من استشاره ، سلبه الله رأيه. وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ، وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم ، واسمع لمن هو أكبر منك سنا ، وإذا أمروك بأمر وسألوك شيئا فقل: نعم ، ولا تقل: لا ، فإن لا عي ولؤم. وإذا تحيرتم في الطريق فانزلوا ، وإذا شككتم في القصد فقفوا وتآمروا ، وإذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ، ولا تسترشدوه ، فإن الشخص الواحد في الفلاة مريب ، لعله يكون عين اللصوص ، أو يكون هو الشيطان الذي حيركم ، واحذروا الشخصين أيضا إلا أن تروا ما لا أرى ، فإن العاقل إذا أبصر بعينه شيئا عرف الحق منه ، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
يا بني ، إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشيء ، صلها واسترح منها فإنها دين ، وصل في جماعة ولو على رأس زج ، ولا تنامن على دابتك فإن ذلك سريع في دبرها ، وليس ذلك من فعل الحكماء ، إلا أن تكون في محمل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل ، وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك ، وابدأ بعلفها قبل نفسك فإنها نفسك. وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لونا ، وألينها تربة ، وأكثرها عشبا ، وإذا نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس ، وإذا أردت قضاء حاجتك فأبعد المذهب في الأرض ، فإذا ارتحلت فصل ركعتين ، ثم ودع الأرض التي حللت بها ، وسلم على أهلها ، فإن لكل بقعة أهلا من الملائكة ، وإن استطعت أن لا تأكل طعاما حتى تبدأ فتتصدق منه فافعل وعليك بقراءة كتاب الله ما دمت راكبا ، وعليك بالتسبيح ما دمت عاملا عملا ، وعليك بالدعاء ما دمت خاليا ، وإياك والسير في أول الليل إلى آخره ، وإياك ورفع الصوت في مسيرك».
وصايا جميلة فعلا جاءت من انسان حكيم إذا فعلها الانسان أثناء سفره خاصة عن طريق السيارة في البراري والمسافات الطويلة فإنها تنطبق عليها تماما سوى أن وسيلة المواصلات قديما هي الحيوان أما الآن فهي السيارة وحتى السيارة فهي تحتاج إلى رعاية كما قال لقمان لانها هي التي تحملك أثناء سفرك فهي مهمة في نفسك وبدونها قد تهلك وتقع في مصيبة لاسمح الله ولذا فهي وصايا تناسب هذا الزمان حتى وإن كانت بعض الوسائل مختلفة .
تعليقات
إرسال تعليق