الغاوون في القران الكريم في سورة الشعراء في قوله تعالى: ( فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ- إلى قوله تعالى- فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 94- 102)
وهم على ما يبدو العلماء والفقهاء المضلين عندما يتماوتون في حركتهم ويدعون العلم والدين وهم في الحقيقة يخدعون الناس بالضلالات والفتاوي المنحرفه عن الشريعة الآلهيه وقد وصف الله من تبعهم بالغاوون لأنهم يقولون كلاما ويعملون بعكسه أو لا ينفذونه كأن يقولون نحن ننفذ شرع الله تعالى لله ومن لا ينفذ فقد عصى الله سبحانه وتعالى وهو في الواقع ليس من عند الله ولا من الشريعه وأنما من ذلك الفقيه وقد وصف الله الفقهاء الضالين بالشعراء كما في تفسير الامام الصادق عليه السلام حينما قال سبحانه ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) يمكنك الاضطلاع على هذا الموضوع من هنا.
وقد توعد الله من تبعهم بالعقاب الشديد مثلهم تماما . فيحاولون الفكاك ويقولون لرب العالمين أنهم قد خدعونا فعذرنا في ذلك ولكن هيهات فلا تفيد المعذرة بعد أن وقفوا معهم ونصروهم في ضلالهم وقد فسر الإمام الصادق هذه الآية فقال في بعض الروايات
عن يحيى الحلبي ، عن أبي سعيد المكاري ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز وجل: )فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ ( ، قال: «هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ، ثم خالفوه إلى غيره ) طبعا الناس تهلك في الدين عندما ينحرفون عن الصواب بسبب العلماء الضالين الذين يتبعونهم بدون التثبت من أقوالهم وأفعالهم .
وفي رواية أخرى عن محمد بن سالم ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: )وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ(. قال: «يعني المشركين الذين اقتدى بهم هؤلاء ، واتبعوهم على شركهم ، وهم قوم محمد (صلى الله عليه وآله) ، ليس فيهم من اليهود والنصارى أحد ، وتصديق ذلك ، قول الله عز وجل: ) كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ( كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ( ) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ( ليس فيهم اليهود الذين قالوا: عزير ابن الله ، ولا النصارى الذين قالوا: المسيح ابن الله ، سيدخل الله اليهود والنصارى النار ، ويدخل كل قوم بأعمالهم.
وقولهم: )وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ( إذ دعونا إلى سبيلهم ، ذلك قول الله عز وجل فيهم حين جمعهم إلى النار: ) قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ( ، وقوله: )كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً ( برىء بعضهم من بعض ، ولعن بعضهم بعضا ، يريد بعضهم أن يحج بعضا رجاء الفل] ، فيفلتوا من عظيم ما نزل بهم ، وليس بأوان بلوى ، ولا اختبار ، ولا قبول معذرة ، ولات حين نجاة».
لذلك فعلى الناس التثبت والتحقيق في دينهم ولا يتبعون العلماء عميانا دون التثبت من أقوالهم وأفعالهم فالتفقه في الدين واجب على الجميع وإلا فالمسآئلة ستطالهم إذا أنحرف أحد العلماء المفتين وتبعوه كالعميان دون الثبت والبحث في الدين .
تعليقات
إرسال تعليق