مولده ونشاته :
الامام علي الهادي : هو علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسيى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين سيد الشهداء بن علي بن ابي طالب عليهم السلام وامهم فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ولد في المدينة 2 رجب سنة 214 هجري . أمه أم ولد يقال لها سمانه ومن ألقابه النقي و القائم والفقيه و الأمين و الطيب ويقال له أبو الحسن الثالث أقام مع ابيه ست سنوات ومدة امامته من بعده ثلاثون سنة وتسعة أشهر ومدة اقامته في سامراء عشرون سنة و توفى فيها و دفن في داره وعاصر عدة خلفاء من بني العباس وهم المعتصم والواثق والمستعين والمعتز و المعتمد الذي دس السم للامام عليه السلام حتى مات شهيدا في الثالث من رجب عام 254 هجري في سامراء . وخلف من الاولاد الامام الحسن العسكري والحسين ومحمد وجعفر الذي قالوا عنه أنه كذاب.توصية الامام محمد الجواد لولده علي بالامامة من بعده :
عن حمدان بن سليمان عن صقر بن دلف قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا يقول : إن الامام من بعدي ابني علي أمره أمري وقوله قولي و طاعته طاعتي والأمامة بعده في أبنه الحسن .)كمال الدين ج2 ص 50
و في رواية اسماعيل بن مهران قال : لما خرج ابو جعفر عليه السلام من المدينة الى بغداد في الدفعة الاولى من خرجتيه قلت له عند خروجه جعلت فداك إني أخاف عليك في هذ الوجه فإلى من الأمر بعدك فكر بوجهه إلى ضاحكا وقال الغيبة حيث ظننت في هذه السنة فلما استدعي به الى المعتصم صرت إليه فقلت له فداك فأنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك فبكى حتى اخضلت لحيته ثم إلتفت إلى فقال عنده هذه يخاف عليّ - أي هذه المرة سأقتل شهيدا- فالأمر من بعدي إلى أبني علي .) الإرشاد المفيد ص 308 ويكفي ما اوردناه في الوصية
كراماته واخلاقه ومعاجزه عليه السلام :
هذه بعض الروايات عن اخلاق وكرامات الامام علي الهادي عليه السلام ماخوذة من بعض الكتب ومنها رواية ابي هاشم الجعفري الذي قال : كنت بالمدينة حتى مر بها قائد يقال له بغا أيام الواثق في طلب الاعراب فقال أبو الحسن اخرجوا بنا حتى ننظر إلى تعبئة هذا التركي فخرجنا فوقفنا فمرت بنا تعبئته فمر التركي فكلمه أبو الحسن عليه السلام بالتركية فنزل عن فرسه فقبل حافر دابته قال فحلفت التركي وقلت له ما قال لك الرجل قال هذا نبي قلت ليس هذا بنبي قال دعاني بإسم سميت به في صغري في بلاد الترك ما عليمه أحد إلا الساعة ) اعلام الورى ص343
وفي رواية صالح بن سعيد قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام فقلت جعلت فداك في كل الامور أرادوا إضفاء نورك واتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الاشنع خان الصعاليك فقال هاهنا انت يا ابن سعيد ثم أوما بيده فقال انظر فنظرت فإذا بروضات أنفات و روضات ناضرات فيهن خيرات عطرات و ولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون وأطيار وظباء وانهار تفور فحار بصري و التمع وحسرت عيني فقال حيث كنا فهذا لنا عتيد ولسنا في خان الصعاليك )
وفي رواية ابي هاشم الجعفري قال : خرجت مع أبي الحسن عليه السلام إلى ظاهر سم من رأى يتلقى بعض القدمين فأبطئو فطرح لابي الحسن عليه السلام غاشية السرج فجلس عليها و نزلت عن دابتي وجلست بين يديه وهو يحدثني فشكوت إليه قصر يدي وضيق حالتي فاهوى بيده إلى رمل كان عليه جالسا فناولني منه كفا وقال اتسع بهذا يا أبا هاشم واكتم ما رأيت فخباته معي و رجعنا فابصرته فإذا يتقد كالنيران ذهبا أحمر فدعوت صانعا إلى منزلي وقلت له أسبك لي هذه هذه السبيكة فسبكها وقال : ما رأيت ذهبا اجود من هذا وهو كهيئة الرمل فمن اين لك هذا فما رأيت اعجب منه . قلت : كان عندي قديما .
ما حدث في وفاة الهادي عليه السلام :
توفى يوم الاثنين الثالث من رجب سنة 254 هـ ودفن في داره بسر من راى عن عمر يناهز 42 سنة . وذكر ذلك اليعقوبي في تاريخه فقال : انه اجتمع الناس في دار الهادي و خارجها وعندما لم تتسع الدار لإقامة الصلاة على جثمانه تقرر ان يخرجوا بالجثمان الشريف إلى الشارع المعروف بشارع أبي أحمد وهو من اطول الشوارع سامراء واعرضها حتى يتسع المكان لاداء الصلاة . وكان ابو احمد بن هارون الرشيد ، المبعوث من قبل المعتز العباسي للصلاة على جثمانه لما راى اجتماع الناس وضجتهم امر برد النعش إلى الدار حتى يدفن هناك . وهذه لمحة بسيطة عن حياة الهادي عليه السلام .
تعليقات
إرسال تعليق