القائمة الرئيسية

الصفحات


شرك الطاعة : هو طاعة المخلوق في معصية الله تعالى بعلم أو بدون علم و يقع في هذا الشرك الكثير من الناس لذلك قال الله تعالى في كتابه الكريم (وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ 106) كطاعة الانسان للشيطان عندما يأمره بالمعاصي فقد أشرك ، وكطاعة العوام للعلماء المزيفين الذين يفتون من عند أنفسهم بلا دليل من القرآن والسنة فقط أشركوا ، وكطاعة الانسان للسلاطين في معصية الله فقد أشرك ، وعندما يتبع الأنسان الهوى فقد أشرك بالله تعالى أيضا وقد وضح أهل البيت عليهم السلام كثير من الأمثلة على هذا الشرك فقالوا في أحاديثهم 

عن طاعة الشيطان فيما لا يعلم : والشيطان قد يكون من الأنس أو من الجن وليس الشيطان أبليس فقط فكل من يأمر بمعصية لله تعالى شيطان فقد ورد في حديث عن محمد بن يعقوب: عن أبي بصير ، وإسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: ( وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ) ، قال: «يطيع الشيطان من حيث لا يعلم ، فيشرك».

ويطلق على هذا النوع شرك طاعة وليس شرك عبادة فقد ورد عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن بكير ، عن ضريس ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ) ، قال: «شرك طاعة ، وليس شرك عبادة».

أرتكاب الأنسان المعاصي من شرك الطاعة في قول الله تعالى: ( وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ). قال: الامام عليه السلام «شرك طاعة وليس شرك عبادة ، والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة ، أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا بالله في الطاعة لغيره ، وليس بإشراك عبادة ، أن يعبدوا غير الله».

 وفي حديث آخر عن زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: « شرك طاعة وليس بشرك عبادة ، والمعاصي التي‏ يرتكبون مما أوجب الله عليها النار ، شرك طاعة ، أطاعوا الشيطان وأشركوا بالله في طاعته ، ولم يكن بشرك عبادة ، فيعبدون مع الله غيره».

والحلف بغير الله شرك لأن الأمام صنفها من ضمن الشرك المقصود في هذه الآية فقد ورد في العياشي: عن زرارة ، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: ( وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ) قال: «من ذلك قول الرجل: لا ، وحياتك».

تصديق الكهان ومن يدعون الغيب من الشرك المشمول بهذه الآية فعن يعقوب بن شعيب ، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): ( وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ) ، قال: «كانوا يقولون: نمطر بنوء كذا ، وبنوء كذا لا نمطر . ومنهم أنهم كانوا يأتون الكهان فيصدقونهم بما يقولون».

قول الرجل لولا الله وفلان أو لولا فلان من الشرك طاعة المشمول بهذه الآية فعن زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «شرك طاعة ، قول الرجل: لا والله وفلان. ولولا الله فلان ، والمعصية منه». ومنه ما ورد عن أبوبصير ، عن أبي إسحاق ، قال: هو قول الرجل: لولا الله وأنت ما فعل بي كذا وكذا ، وأشباه ذلك. 

وفي حديث آخر إذا أراد أن لا يشرك بالله في قوله يقول لولا أن الله من على بفلان لهلكت أو لولا أن الله كف عني الأذي بهذا الرجل لهلكت فعن مالك بن عطية ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله:  ( وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ) قال: «هوالرجل يقول: لولا فلان لهلكت ، ولولا فلان لأصبت كذا وكذا ، ولولا فلان لضاع عيالي ، ألا ترى أنه قد جعل لله شريكا في ملكه ، يرزقه ويدفع عنه». قال: قلت: فيقول: لولا أن الله من علي بفلان لهلكت؟ قال: «نعم ، لا بأس بهذا».

وحكمه لا يصل إلى حد الكفر بالله تعالى وهو مغفور إذا تاب الانسان منه واستغفر الله تعالى كما في المعاصي والذنوب فهي من شرك الطاعة ولكن الله يتوب على من تاب واستغفر إذا قام بشروط التوبة فعن محمد بن الفضيل ، عن الرضا (عليه السلام) ، قال: «شرك لا يبلغ به الكفر» ). والكفر هو الجحود والانكار لفضل الله تعالى 

 فعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «شرك طاعة وليس شرك عبادة في المعاصي التي يرتكبون ، فهي شرك طاعة ، أطاعوا فيها الشيطان ، فأشركوا في الله في طاعة غيره ، وليس بإشراك عبادة أن يعبدوا غيره».

الذين يضعون أسماء لله في غير مواضعها الحقيقية يشركون به وهم لا يعلمون وقد يعلمون ولكن يفعلون ذلك جهلا ونسيانا، عن حنان بن سدير ، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العرش والكرسي ، وذكر الحديث إلى أن قال: «وله الأسماء الحسنى التي لا يسمى بها غيره ، وهي التي وصفها في الكتاب ، فقال: )فَادْعُوهُ بِها وذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) جهلا بغير علم ، فالذي يلحد في أسمائه بغير علم ، يشرك وهولا يعلم ، ويكفر به وهويظن أنه يحسن ، فذلك قال: ) وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ) فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم ، فيضعونها بغير مواضعها».

وبهذا تعرفنا على الشرك المشمول بقول الله تعالى ( وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ) وهي مستقاة من علم الأئمة الكرام أوصياء النبي الكريم صلى الله عليه وأله نقلناها لكم من كتاب البرهان في تفسير القران للسيد هاشم البحراني من سورة يوسف عليه السلام تفسير آية 106 ومن أراد الاطلاع فعليه الرجوع لهذا الكتاب والله الهادي إلى سواء السبيل .

تعليقات