الحساب لأهل الاسلام من أصحاب المعاصي والذنوب والكبائر وليس لأهل الشرك الذين يجعلون مع الله أله آخر ولا للكفار بالله سبحانه وتعالى قال جل وعلا ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) فهم سيحشرون الى جهنم جماعات وأحزاب بدون حساب ولا موازين ولا دواوين تنشر وهذا ما ورد عن الامام علي بن الحسين عليه السلام عندما قال في رواية
عن محمد بن يعقوب ، عن سعيد بن المسيب ، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يعظ الناس ، ويزهدهم في الدنيا ، ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وحفظ عنه وكتب- وذكر الحديث إلى أن قال (عليه السلام): «ولقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم ، حيث قال: (وكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً) ، وإنما عنى بالقرية أهلها ، حيث يقول (وأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ) فقال الله عز وجل: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) يعني يهربون ، قال: (لا تَرْكُضُوا وارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ ومَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) ، فلما أتاهم العذاب (قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) وايم الله إن هذه موعظة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم.
ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب ، فقال الله عز وجل: (ولَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) . فإن قلتم- أيها الناس- إن الله عز وجل إنما عنى بهذا أهل الشرك ، فكيف ذلك وهويقول: (ونَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وكَفى بِنا حاسِبِينَ) ؟
اعلموا- عباد الله- أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ، ولا تنشر لهم الدواوين ، وإنما يحشرون إلى جهنم زمرا ، وإنما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإسلام ، فاتقوا الله ، عباد الله».
وبهذا أشار الامام عليه السلام إلى عدم التمادي في المعاصي والذنوب بحجة أن ما نزل في القرآن الكريم من زجر وتخويف وعذاب لمن يفعل ذلك إنما نزل في الكفار والمشركين فقط بل وضح بأن ذلك نزل في المسلمين ، أما الكفار والمشركين من غير المسلمين فهم سيحشرون الى جهنم زمرا لا حساب ولا موازين قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) حق تقاته بترك المعاصي والذنوب
تعليقات
إرسال تعليق