علم الاصول الذي بين أيدينا والذي يدرس في الحوزات الدينية ويستخرج بواسطته الاحكام الشرعية منشأه من المخالفين لأهل البيت عليهم السلام فهم أول من صنف فيه لكي يصلوا الى الاحكام التي ليس فيها نص أو التي ليس لديهم علم بها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهي عبارة عن أصول نظريه في أغلبها أي من وضع رجال الدين أو الفقهاء أستخرجوها بأنفسهم من بنات أفكارهم وعلى أساسها يصلون الى أحكام الله كما يتوهمون ذلك عن طريق الظن وليس بالعلم اليقيني .
وقد أقر فقهاء المدرسة الإمامية الاثني عشرية ومن كلتا المدرستين الأصولية والأخبارية بأن علم الأصول من اختراع المخالفين و دخل إلى مدارس الإمامية بعد وقوع الغيبة وقد ذكر المحقق الشيخ يوسف البحراني - وهو من الأخباريين - ما هذا نصة : فقال ( لا ريب ان هذا العلم واختراع التصنيف فيه والتدوين لأصوله وقواعده ، إنما وقع اولا من العامة فإن من جملة من صنف فيه الشافعي وهو في عصر الأئمة - عليهم السلام - مع انه لم يرد عنهم - عليهم السلام - ما يشير إليه فضلا عن ان يدل عليه ولو كان حقأ كما يدعونه بل هو الأصل في الأحكام الشرعية كما يزعمونه ، لما غفل عنه الأئمة عليهم السلام مع حرصهم على هداية شيعتهم إلى كل نقير وقطمير كما لا يخفى على من تتبع أخبارهم إذ ما من حالة من حالات الإنسان ، في مأكله ومشربه وملبسه ونومه ويقظته ونكاحه ونحو ذلك من أحواله إلا وقد خرجت فيه السنن عنهم عليهم السلام حتى الخلاء ولو أراد إنسان ان يجمع ما ورد في باب الخلاء لكان كتابا على حدة ، فكيف يغفلون عن هذا العلم الذى هو بزعمهم مشتمل على القواعد الكلية والأصول الجلية ، والأحكام الشرعية وكذلك أصحابهم في زمانهم عليهم السلام مع رؤيتهم العامة عاكفين على تلك القواعد والأصول ) الحدائق الناظرة ج18 ص140
وذكر السيد محمد باقر الصدر - وهو من اعلام الأصوليين - في قوله : فأن التأريخ يشير إلى أن علم الأصول ترعرع وازدهر نسبيا في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الإمامي ، حتى إنه يقال : إن علم الأصول على الصعيد السني دخل في دور التصنيف في أواخر القرن الثاني إذ ألف في الأصول كل من الشافعي المتوفي _ سنة ( 182 هـ » ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة و( 189 هـ » بينما لا نجد التصنيف الواسع في علم الأصول على الصعيد الشيعي إلا في أعقاب الغيبة الصفرى أي _ مطلع القرن الرابع ) المعالم الجديدة للاصول للصدر ص45 .
وهذا يدل على ان الكثير من الشيعة الامامية بعد الغيبة الصغري دخلوا في متاهه ولا يعرفون من أين يأخذوا الاحكام التي لا يعرفونها كما كان أهل السنة قبلهم فدخلوا فيما دخلوا فيه وأخذوا منهم علم الاصول لكي يغطوا ما غطاه اهل السنة قبلهم من عجز في الوصول للاحكام الشرعية اليقينية بواسطة علم الاصول الظني .قال الله تعالى : {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ) وقال تعالى أيضا ( وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) .
وقد ورد عن الأئمة عليهم السلام روايات كثيرة تنهى عن الاخذ من المخالفين لهم أو اتباع طرائقهم في الوصول للاحكام الشرعية بدون علم يقيني بذلك ومنها ما ورد عن الامام موسى بن جعفر عليه السلام أنه قال ( لا تاخذن معالم دينك عن غير شيعتنا فإنك أن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا اماناتهم ....) بحار الانوار ج2ص82 . وعن المفضل بن عمر، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : كذب من زعم أنه من شيعتنا ، وهو متمسك بعروة غيرنا ) وسائل الشيعة ص117 باب الجمع بين الاحاديث .
وبذلك يتبين ان علم الاصول العقلية المنتشر حاليا والذي يدرس في الحوزات منشأه من العامة وقد شهد بذلك بعض الفقهاء ودللوا على ذلك بعدة شواهد نقلية وعقلية ومنهم السيد البحراني والسيد محمد باقر الصدر كما تقدم ،ونختم بالسيد نعمة الله الجزائري فقد قال : إن أكثر الأصحاب اتبعوا جماعة من مخالفينا من أهل الرأى والقياس ومن أهل علم الطبيعة والفلاسفه ونحوهم من الذين اعتمدوا على العقول واسدلالاتها وطرحوا ما جاء به الأنبياء عليهم السلام حيث لم يأت على وفق عقولهم ... والحاصل انهم ما اعتمدوا في شيء من أمورهم الا على العقل فتابعهم بعض أصحابنا وان لم يعترفوا بالمتابعة فقالوا انه إذا تعارض الدليل العقلي والنقلي طرحنا النقلي أو تأولناه إلى ما يرجع إلى العقل ومن هنا تراهم في مسائل الأصول يذهبون إلى أشياء أكثرها قامت الدلائل النقليه على خلافها لوجود ما تخيلوا أنه دليل عقلي ... واما مسانل الفروع فمدارها على طرح الدلائل النقلية والقول بما أدت إليه الاستحسانات العقليه واذا عملوا بالدلائل النقلية يذكرون أولا الدلائل العقليه ثم يجعلون دليل النقل مؤيدأ لها وعاضدأ اياها فيكون المدار والأصل إنما هو العقل .) الانوار النعمانية ج3 ص129
ومن مقالة السيد نعمة الله الجزائري يتبين مدى ما وصل إليه الدين من التخبض والعبث والتخريب على يد فقهاء الحوزة الاصوليين و السبب هو أستخدامهم للاصول التي أخذوها من المخالفين واليونان رغم تحذير الائمة عليهم السلام من ذلك فتاهوا وتخبضوا في الأرض كما تاهه غيرهم من قبل والله الهادي إلى سواء السبيل
ومن مقالة السيد نعمة الله الجزائري يتبين مدى ما وصل إليه الدين من التخبض والعبث والتخريب على يد فقهاء الحوزة الاصوليين و السبب هو أستخدامهم للاصول التي أخذوها من المخالفين واليونان رغم تحذير الائمة عليهم السلام من ذلك فتاهوا وتخبضوا في الأرض كما تاهه غيرهم من قبل والله الهادي إلى سواء السبيل
تعليقات
إرسال تعليق