للامام علي عليه السلام رواية يصف فيها خزعبلات اهل الاجتهاد وما يسببونه من دمار وضلال لمن يتبعهم ويقلدهم من الناس لأنهم يحللون ويحرمون من أرائهم القائمة على النظريات وما ينتج عنها من احكام ظنية والنظريات أعزائي القراء هي عبارة عن أصول عقلية مبتدعه يعتمدها المجتهد ويبني عليها أحكامه الاجتهادية وإليكم ما قال الامام علي عليه السلام عن أهل الاجتهاد .
الرواية في أهل الاجتهاد أصحاب الرأي :
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن من أبغض الخلق إلى الله عزوجل لرجلين: رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل، مشعوف بكلام بدعة، قد لهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن افتتن به، ضال عن هدي من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته، حمال خطايا غيره، رهن بخطيئته.
ورجل قمش رجلا في جهال الناس، عان بأغباش الفتنة، قد سماه أشباه الناس عالما ولم يغن فيه يوما سالما، بكر فاستكثر، ما قل منه خير مما كثر، حتى إذا ارتوى من آجن واكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره، وإن خالف قاضيا سبقه، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده، كفعله بمن كان قبله، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه، ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شئ مما أنكر، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا، إن قاس شيئا بشئ لم يكذب نظره وإن أظلم عليه أمر اكتتم به، لما يعلم من جهل نفسه، لكيلا يقال له: لا يعلم، ثم جسر فقضى، فهو مفتاح عشوات ، ركاب شبهات، خباط جهالات، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم تبكي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء، يستحل بقضائه الفرج الحرام، ويحرم بقضائه الفرج الحلال، لا ملئ بإصدار ما عليه ورد ، ولا هو أهل لما منه فرط، من ادعائه علم الحق .) الكافي ج1 ص55
توضيح الرواية :
نعلم أن الاجتهاد هو بذل الوسع عن طريق نظريات عقليه لتحصيل الحكم الظني . وعن هذا قال أمير المؤمنين ان ابغض الخلق الى الله رجلين : رجل الاول متنسكا حاد عن الحق يحب البدعه في الدين وهي التي ليست من الله تعالى بل من هوى نفسه فهو بلوى وضلال لمن أتبعه وسار على طريقته وقلده سواءا في حياته او مماته
والرجل الثاني أشتغل في جمع النظريات العقلية وما تحتويه من الشبهات من هنا وهناك من أول حياته إلى نهايتها لكي يستخرج على اساسها احكاما من أراءه الظنية فاستكثر من هذه الفتنه ما شاء الله وعبر عنها الامام بأرتوى من آجن واكتنز من غير طائل أي ما تعلمه وجمعه منها لا يفيده في الوصول لحكم الله عز وجل بل دخل في متاهة هو في غنى عنها ولكن جهلة الناس وهم الغالبية عتبروه عالما كبيرا فقلدوه
فجلس للقضاء لكي يفتي في الناس ويحكم بينهم وقد يخالف في الحكم من هو قبله بسبب تعدد الأراء والنظريات العقلية فإذا جاءت له معضلة كبيرة تحتاج إلى حكم لا يعلمه جمع له حشوا من رأيه أي لجأ الى النظرياته العقلية وهيأ لها حكما من بنات أفكاره الظنية فحكم به
فهو كمن لبس الشبهات والشبه : هي ما يشبه الحق وليس بحق فيقع فيها المجتهد فكأنه وقع في حبائل الشيطان فليس لديه يقين فيما حكم به فهو في شك هل صحيح أم خطأ . فلا سبيل لديه غير قياس شئ على شئ لكي يصدق ما حكم . فإذا ضاق عليه الوصول للحكم في أمر ما أكتتم ولم يخبر به احدا لأنه يعلم بأنه جاهل ولا يريد أن يعلم بجهله الناس فيسخروا منه فيتجرأ ويقضى برأيه ويفتح على الناس الخبط في ظلمات الشبهات أي يجعلهم في ضلال فهو لا يقول لاعلم فيسلم ولا يتعلم ويحفظ الروايات بشكل قاطع فيغنم من هذ العلم
يذري الروايات ذرو الريح في الهشيم أي لا يبدي اهتماما عظيما بالروايات ولا يحفظها فهو كما الريح في حمل الهشيم وتبديده لا تبالى بتمزيقه واختلال نسقه كذلك هذا الجاهل يفعل بالروايات ما تفعل الريح بالهشيم تبكي منه المواريث مما حكم فيها بغير الحق ويستحل بحكمه الظني الفرج الحرام ويحرم بحكمه الفرج الحلال وتبكي من حكمه الدماء ومع ذلك يدعي علم الحق بدون حياء من الله ورسوله
الخلاصة :
يتبين ان الرواية تحكي عن ما هو حاصل اليوم فالمجتهد يطبق نظريات عقليه مبتدعه ( شبهات ) اعتمد عليها في الوصول للحكم الظاهري الظني الذي استنبطه من بنات افكاره وهو ما يسمى بالرأي ولكن لا نقول إن كل ما يقوله الفقهاء من احكام غير صحيح ولكن مخلوط شئ من القرآن والسنة ومن افكارهم وشي من افكارهم فقط وهذا وذاك ما وصفه الامام علي عليه السلام والشئ الصحيح هو الذي من القرآن وسنة النبي وآله الطاهرين والله الهادي الى سواء السبيل .
تعليقات
إرسال تعليق