الفرق بين المنهج الاصولي الشيعي و المنهج الاصولي السني فرق طفيف فهما منهج واحد ومتشابهين في كل شئ تقريبا سوى بعض الفروقات البسيطة التي فبركها فقهاء الشيعة الاصوليين حتى لا يقول الناس بأنهم أخذوا من العامة أو لكي يكذبون على أنفسهم ويقولون بأن هذه الأصول والأدوات الاجتهادية نحن من ألفناها ولكن التاريخ يقول غير ذلك . والآن سوف نأتي إلى أوجه الشبه بينهما في المصادر والأدوات التي يعتمدون عليها في التشريع
القرآن الكريم:
لا خلاف في ذلك جميع المسلمين يعتبرون القرآن الكريم المصدر الأول في التشريع الاسلامي مهما أختلفت مذاهبهم وتوجهاتهم ولكنهم يفسرون القرآن وفق هواهم لأنه حمال أوجه لكي يخدم مصالحهم قال تعالى ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) والراسخون في العلم يعلمون تأويله وهم أهل البيت عليهم السلام ولكن كبارعلماء الشيعة الاصولية ضعفوا الكثير من تفاسيرهم واتجهوا إلى تفاسير العامة يتدارسونها أو إلى تفسير القرآن بأرائهم
السنة المحمدية :
لا خلاف بينهما ولكن الشيعة الإمامية يعتبرون أهل البيت عليهم السلام من السنة المباركة لأنهم الأمناء على سنة جدهم عليه الصلاة والسلام كما هو أخبر بذلك في الحديث المتواتر عند المسلمين والذي قال فيه ( تَركتُ فِيكم الثَّقلين، ما إن تمسَّكتُم بهما، لن تضلُّوا: كِتابَ اللهِ، وعِترتي أهلَ بيتي ) ولكن علماء الشيعة الاصولية ضعفوا غالبية تراثهم عن طريق منهج علم الرجال الاصولي الذي أخذوه من العامة لذلك لجأوا إلى عقولهم وأدواتهم الاجتهادية عوضا عن ذلك
الإجماع :
يوجد عند الشيعة والسنة والكل يدعي الإجماع وهو في الحقيقة مستحيل فلا يوجد شئ في التفريعات أجتمعوا عليه ولكن فقهاء الشيعة الاصوليون يدعون أن لإمام المهدي عليه السلام يدخل في هذا الإجماع لذلك أصبح حجة ولكن دخول الإمام المهدي في هذا الإجماع مجرد إدعاء لا يوجد عليه دليل سوى التوهم والظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا .
العقل :
موجود عند الشيعة وبعض السنة كالمعتزلة ومن ضمن أدوات العقل ما يستخدمه أهل السنة بوجه عام ويعترونه من مصادر التشريع عندهم وحتى الشيعة الاصولية يستخدمون هذه الأدوات في الكثير من الاحيان وهي كما يلي :
القياس : يوجد عند السنة ويعتبر مصدر رئيسي عندهم بعد الاجماع ‘ وهوعند الشيعة الاصولية أيضا ولكن يعتبرونه مصدر ثانوي ويعملون فيه بقياسات معينة فقط مثل قياس منصوص العلة وقياس الأولى وقياس تنقيح المناط والقياسات المنطقية ولا يستخدم القياس بوجه عام سواءا عند الشيعة أو السنة إلا بإعمال العقل
الاستحسان : موجود عند السنة بهذا الاسم وموجود عند الشيعة الاصولية بمسميات أخرى مثل الذوق الفقهي أو المذاق الفقهي أو الفقهاتية أو مذاق الشارع الخ وبعض الأحيان يسمونه بأسمه كما هو عند السنة
الاستصحاب : موجود عند السنة والشيعة على حد سواء
سيرة المتشرعة : يسمى بهذا الاسم عند الفقهاء الاصوليين الشيعة وعند السنة يسمى شرع من قبلنا
العرف : يوجد عند السنة بهذا الاسم وعند الشيعة الاصولية يسمونه بناء العقلاء أو سيرة العقلاء وقد يسمونه العرف في أحيان أخرى
المصالح المرسلة : وتسمى عند السنة بهذا الاسم وعند الشيعة الاصولية تسمى قاعدة التزاحم
علم رجال الحديث : موجود عند السنة في البداية ثم أخذه الشيعة الاصولية منهم بعد ذلك .
وسبب هذا التشابه الكبير في المصادر التشرعية بعد القرآن والسنة هو قيام الشيعة الاصولية بعد غياب الإمام المهدي عليه السلام بالأخذ من أهل السنة على استحياء ثم تعودوا على ذلك ولكن قاموا بتغيير بعض المسميات وأضافوا لها بعض التغييرات البسيطة في أحيان أخرى لكي لا ينتبه عامة الشيعة لذلك أو لكي لا يقول أهل السنة بأنهم أخذوا من عندنا
والدليل على ذلك أن أهل السنة بعد وفاة الرسول انقطع الفيض الألهي عنهم لما تركوا الأوصياء عليهم السلام واستعاضوا عنهم بأجتهادات وأصول مختلفة وصنفوا فيها خلال الثلاث قرون الاولى . أما الشيعة كانوا يأخذون من الأوصياء عليهم السلام خلال هذه المدة وبعد غبية الإمام المهدي عليه السلام غاب عنهم هذا الفيض الألهي . فعملوا بالآثار والروايات ما شاء الله ثم أحتاجوا فأخذوا أدوات وأصول المخالفين الاقدم منهم في هذا المجال وعملوا بها لسد هذه الحاجات مع بعض التغييرات البسيطة حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن
تعليقات
إرسال تعليق