قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَعَنْهُمْ وَكانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً 94 - 99) سورة النساء
فمن هو المستضعفين في هذه الآية الكريمة ؟
أجاب اهل البيت عليهم السلام على هذا السؤال في تفسيرهم للقران الكريم ووضحوا ذلك اشد التوضيح في رواياتهم الخاصة بتفسير القران الكريم وقد اقتبسنا ذلك من تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني فمن أراد الزيادة فاليراجع تفسير سورة النساء آية 98 .
من هم المستضعفين :
عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن بعض أصحابه ، عن زرارة ، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن المستضعف؟ فقال: «هو الذي لا يهتدي حيلة إلى الكفر فيكفر ، ولا يهتدي سبيلا إلى الإيمان ، لا يستطيع أن يؤمن ولا يستطيع أن يكفر ، فهم الصبيان ، ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم».
عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل، عن زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: «المستضعفون: الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا- قال- لا يستطيعون حيلة إلى الإيمان ولا يكفرون ، الصبيان وأشباه عقول الصبيان من الرجال والنساء»
عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن زرارة ، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن المستضعف ، فقال: «هو الذي لا يستطيع حيلة يدفع بها عنه الكفر ، ولا يهتدي بها إلى سبيل الإيمان ، لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر- قال- والصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان»
عن زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: سألته عن قول الله: (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ) ، فقال: «هو الذي لا يستطيع الكفر فيكفر ، ولا يهتدي سبيل الإيمان ، ولا يستطيع أن يؤمن ، ولا يستطيع أن يكفر ، الصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم».
وعنه ، قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق ، عن عمر بن إسحاق ، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام): ما حد المستضعف الذي ذكره الله عز وجل؟ قال: «من لا يحسن سورة من سور القرآن ، وقد خلقه الله عز وجل خلقة ما ينبغي له أن لا يحسن».
كيف نميز المستضف :
ليس كل فقير او معدوم بين الناس بمستضعف بل لابد أن يكون ذلك في معرفته وتمييزه بين الحق والباطل أو ان تكون في هذه الخصلة ولكنه لا يريد ان يتعب نفسه ويتأكد من الحقيقية فهذا ليس يمستضعف وإن كان فقيرا معدوما وهذا ما وضحته الروايات الواردة عن الائمة عليهم السلام ومنها :
عن ابن بابويه ، قال: حدثني أبي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمهما الله) ، قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال: حدثنا نضر بن شعيب ، عن عبد الغفار الجازي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، أنه ذكر أن المستضعفين ضروب يخالف بعضهم بعضا ، ومن لم يكن من أهل القبلة ناصبا فهو مستضعف.
وعنه: عن أبيه ، قال: حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن عثمان بن عيسى ، عن موسى بن بكر ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: سألته عن المستضعفين.
فقال: «البلهاء في خدرها ، والخادمة تقول لها: صلي ، فتصلي لا تدري إلا ما قلت لها ، والجليب الذي لا يدري إلا ما قلت له ، والكبير الفاني ، والصبي الصغير ، هؤلاء المستضعفون ، فأما رجل شديد العنق جدل خصم ، يتولى الشراء والبيع ، لا تستطيع أن تغبنه في شيء ، تقول: هذا مستضعف؟ لا ، ولا كرامة».
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف». أي من يميز ويحكم ويصنف ويقرأ ويكتب فكيف يكون مستضف .
المستضعفين لاينالون منازل الابرار :
وعنه: عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن دراج ، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني ربما ذكرت هؤلاء المستضعفين ، فأقول: نحن وهم في منازل الجنة. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «لا يفعل الله ذلك بكم أبدا»
وعنه ، قال: حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمهما الله) ، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة سالم بن مكرم الجمال ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز وجل: (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا).
فقال: «لا يستطيعون حيلة إلى النصب فينصبوا ، ولا يهتدون سبيل أهل الحق فيدخلوا فيه ، وهؤلاء يدخلون الجنة بأعمال حسنة ، وباجتناب المحارم التي نهى الله عز وجل عنها ، ولا ينالون منازل الأبرار» .
الخاتمة :
وبذلك بين الأئمة عليهم السلام من هم المستضعفين وكيف نميز بينهم وهم الصبيان والنساء البله ومن عقولهم كعقول الصبيان ولا حيلة لهم في شئ ومن لا بستطيعون التمييز بين الحق والباطل ومن ليس بناصبيا ينكر أهل فضل البيت أو يفضل عليهم أحد من الناس فهو مستضعف فهولاء اثتثناهم الله من العذاب ولكن لا ينالون منازل الابرار العارفين الحق بتمامه ومتبعيه .
تعليقات
إرسال تعليق