قال تعالى : قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) الحجرات 14 فما هو الفرق بين الايمان والاسلام الذي تشير إليه الآية الكريمة ؟ لمعرفة هذا الفرق ذهبنا لتفسير اهل البيت عليهم السلام الموجود في البرهان في تفسير القران سورة الحجرات للسيد هاشم البحراني فقالوا عليهم السلام في ذلك ما يلي .
الفرق بينهما كما بينه اهل البيت :
1- عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: سمعته يقول: (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) ، فمن زعم أنهم آمنوا فقد كذب ، ومن زعم أنهم لم يسلموا فقد كذب».
2- عن جميل بن دراج ، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) ، فقال لي: «ألا ترى أن الإيمان غير الإسلام».
3- عن بن أيمن عن القاسم الصيرفي شريك المفضل ، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «الإسلام يحقن به الدم ، وتؤدي به الأمانة ، وتستحل به الفروج ، والثواب على الإيمان».
4- عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن عمير عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما (عليهما السلام) ، قال: «الإيمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل».
5- عن الحكم بن أيمن عن القاسم الصيرفي شريك المفضل ، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «الإسلام يحقن به الدم ، وتؤدى به الأمانة ، وتستحل به الفروج ، والثواب على الإيمان».
6- عن سماعة ، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن الإسلام والإيمان ، أ هما مختلفان؟ فقال: «إن الإيمان يشارك الإسلام ، والإسلام لا يشارك الإيمان» . فقلت: فصفهما لي ، فقال: «الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله ، والتصديق برسول الله (صلى الله عليه وآله) ، به حقنت الدماء ، وعليه جرت المناكح والمواريث ، وعلى ظاهره جماعة الناس ، والإيمان: الهدى ، وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام ، وما ظهر من العمل [به] والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة. إن الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر ، والإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن وإن اجتمعا في القول والصفة».
7- عن فضيل بن يسار ، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن الإيمان يشارك الإسلام ، ولا يشاركه الإسلام ، إن الإيمان ما وقر في القلوب ، والإسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدماء ، والإيمان يشرك الإسلام ، والإسلام لا يشرك الإيمان».
8- عن أبي الصباح الكناني ، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيهما أفضل الإيمان أوالإسلام؟ فإن من قبلنا يقولون: إن الإسلام أفضل من الإيمان؟ فقال: «الايمان أرفع من الإسلام». قلت: فأوجدني ذلك قال: «ما تقول فيمن أحدث في المسجد الحرام متعمدا؟» قال: قلت يضرب ضربا شديدا. قال: «أصبت». قال: «فما تقول فيمن أحدث في الكعبة متعمدا؟». قلت: يقتل. قال: «أصبت ، ألا ترى أن الكعبة أفضل من المسجد ، وأن الكعبة تشرك المسجد ، والمسجد لا يشرك الكعبة؟ وكذلك الإيمان يشرك الإسلام ، والإسلام لا يشرك الإيمان».
9- عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: سمعته يقول: «الايمان: ما استقر في القلب وأفضى به إلى الله عز وجل ، وصدقه العمل بالطاعة لله عز وجل ، والتسليم لأمره ، والإسلام: [ما ظهر من قول أوفعل ، وهوالذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها ، وبه حقنت الدماء ، وعليه جرت المواريث وجاز النكاح واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج ، فخرجوا بذلك من الكفر وأضيفوا إلى الإيمان ، الإسلام] لا يشرك الايمان ، والإيمان يشرك الإسلام ، وهما في القول والعمل ، يجتمعان ، كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة ، وكذلك الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان ، وقد قال الله عز وجل: «(قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) فقول الله عز وجل أصدق القول».
قلت: فهل للمؤمن من فضل على المسلم في شيء من الفضائل والأحكام والحدود وغير ذلك؟ فقال: [لا] هما يجريان في ذلك مجرى واحدا ، ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما ، وما يتقربان به إلى الله» ..
قلت: أليس الله عز وجل يقول: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها)، وزعمت أنهم مجتمعون على الصلاة والزكاة ، والصوم ، والحج مع المؤمن؟ قال: «أليس قد قال الله عز وجل: (فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً)».
فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله عز وجل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعين ضعفا ، فهذا فضل المؤمن ، ويزيده في حسناته على قدر صحة إيمانه أضعافا كثيرة ، ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير».
قلت: أ رأيت من دخل في الإسلام أليس هو داخلا في الإيمان؟ فقال: «لا ، ولكنه [قد] أضيف إلى الإيمان وخرج من الكفر. وسأضرب لك مثلا تعقل به فضل الإيمان على الإسلام: أ رأيت لوأبصرت رجلا في المسجد ، أ كنت شاهدا أنك رأيته في الكعبة»؟ قلت: لا يجوز لي ذلك ، قال: «فلو أبصرت رجلا في الكعبة ، أ كنت شاهدا أنه دخل المسجد الحرام؟» قلت: نعم. قال: «وكيف ذلك؟». قلت: إنه لا يصل إلى دخول الكعبة حتى يدخل المسجد الحرام ، فقال: «أصبت وأحسنت». ثم قال: «كذلك الإسلام والإيمان».
10- وعنه ، قال: أخبرني سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلي من أصفهان ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ، ومعاذ بن المثنى ، قالا: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي ، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي (عليهم السلام) ، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان». وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم ( الايمان قول وعمل )
11- عن سفيان بن السمط ، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإسلام والإيمان ، ما الفرق بينهما؟ فلم يجبه ، [ثم سأله فلم يجبه] ثم التقيا في الطريق وقد أزف من الرجل الرحيل ، فقال له أبوعبد الله (عليه السلام): «كأنه قد أزف منك رحيل؟» فقال: نعم ، فقال: «فالقني في البيت». فلقيه ، فسأله عن الإسلام والإيمان ، ما الفرق بينهما؟ فقال: «الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس ، شهادة أن لا إله إلا الله [وحده لا شريك له] وأن محمدا عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصيام شهر رمضان ، فهذا الإسلام». وقال: «الإيمان: معرف؟ هذا الأمر مع هذا ، فإن أقر بها ولم يعرف هذا الأمر ، كان مسلما وكان ضالا».
هذه هي الفروق بين الايمان والاسلام من خلال روايات النبي وأهل بيته الطاهرين بينوها ووضحوها بمختلف الشروح والامثال فالاسلام هو ماعليه مختلف الفرق من الاقرار بالشهادة والحج والصوم والصلاة والزكاة ، أما الايمان فهو أرفع درجة وهو ماجاء به الرسول كاملا قولا وفعلا غير منقوص حينما قال ( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ) وقال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) .
تعليقات
إرسال تعليق