إن الله سبحانه وتعالى خلق الأنسان من طين فقال ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) سورة المؤمنين وقال أيضا ( الذي أحسن كل شيء خلقه وبدا خلق الإنسان من طين ) سورة السجدة فإلإنسان بوجه عام خلق من الطين ولكن هذا الطين ليس طين واحد بل عدة طينات لذلك كل صاحب طينة ينجذب للمرء الذي خلق من نفس الطينة وهذا ما سنوضحه الآن بالأدلة النقلية عن أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام . فعن أبي جعفر (ع) قال: إن الله جل وعز خلقنا من أعلى عليين, وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه, وخلق أبدانهم من دون ذلك, وقلوبهم تهوي إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه, ثم تلا هذه الآية} كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون} وخلق عدونا من سجين, وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه, وأبدانهم من دون ذلك, فقلوبهم تهوي إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه, ثم تلا هذه الآية {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ). بصائر الدرجات ص١٥ .
طينة المؤمن وطينة الكافر :
وهذه رواية أخرى توضح ذلك ايضا عن أحمد بن محمد, عن محمد بن الحسن, عن محمد بن عيسى بن عبيد, عن محمد بن شعيب, عن عمران بن إسحاق الزعفراني, عن محمد بن مروان, عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله خلقنا من نور عظمته, ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش, فأسكن ذلك النور فيه, فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لاحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا, وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا و أبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة ولم يجعل الله لاحد في مثل الذي خلقهم منه نصيبا إلا للانبياء, ولذلك صرنا نحن وهم: الناس, وصار سائر الناس همج, للنار وإلى النار) الكافي ج١- ص٣٨٩
أما طينة الكفار أوالنواصب فقد خلقوا من طينة سجين والمؤمنين من طينة عليبن وهذا ما توضحه هذه الرواية فعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله عن رجل، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: إن الله عزوجل خلق النبيين من طينة عليين: قلوبهم وأبدانهم(1) وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة و [جعل] خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك وخلق الكفار من طينة سجين: قلوبهم وأبدانهم، فخلط بين الطينتين، فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة ومن ههنا يصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه(2) وقلوب الكافرين تحن إلى ماخلقوا منه(3) . الكافي ج2 ص2
وهذا ما يبرر ميل المؤمن الى النبي وأهل بيته الطيبين الطاهرين في كل شيء فمثلا الموالي الشيعي يوالي من يوالي محمد وآل محمد يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم فهو يحزن ويبكي على الامام الحسين عليه السلام على مر التاربخ أما الناصب فهو كافر يميل الى الذي من طينته وهو يزيد بن معاوية يدافع عنه ويبرر له أعماله بكل الوسائل الملتوية التي يؤمن بها على حساب النبي وأهل بيته الذين قال الله عنهم ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهرا ) . فمن يقول أحب النبي وأحب الحسين رضي الله عنه واحب علي رضي الله عنه ثم يتولى ويترضى على أعدائهم ويقول رضي الله عنهم كما يفعلون في كل زمانهم مع يزيد قاتل الحسين ومع معاوية الذي حارب الامام علي فهو النفاق بعينه وهو من الوسائل الملتوية والخديعة التي يقوم بها الانسان الكافر باطنا والمسلم ظاهرا وهولاء من طينة سجين .
خلاصة القول أوالخاتمة :
تعليقات
إرسال تعليق