القائمة الرئيسية

الصفحات


يدعي العامة أن الإمام علي عليه السلام زوج بنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب ويتخذونه دليل على أن الإمام علي عليه السلام كان يحب عمر بن الخطاب ويراه خليفة شرعي لذلك زوجه بنته ،  لذلك سنوضح سوء الفهم الذي يتخذه العامة دليلا  فيما يلي 


أولا : لا يدل الزواج رجل خبيث من طيبة على أنه إنسان عادل شديد الايمان والدليل على ذلك زواج آسيا بنت مزاحم سيدة نساء العالمين في زمانها من فرعون الملك الطاغية في ذاك الزمان .


وكذلك المرأة الكافرة أو الخائنة لما تزوجت من نبي سواء كان  نوح عليه السلام  أو لوط عليه السلام لا يدل ذلك على أنهما صالحتين طيبتين قال تعالى ( وضرب الله مثلا للذين كفروا أمراة نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ) 
.

ثانيا : لم يثبت زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت الامام علي عليه السلام لأضطراب الروايات وضعف اسانيدها عند أهل السنة والجماعة لعدة عوامل منها


1- إن عمر  عنده  زوجة تكنى  م كلثوم بنت عمرو بن جرول الخزاعية وأنحبت له ولد أسمه زيد  فاشتبه على القوم وألصقوا ذلك بأم كلثوم بنت الامام علي بن أبي طالب و اسمها زينب الصغرى  ( ذكرها الواقدي أنها من زوجات عمر في سياق حديثه عن الأحداث التي أعقبت صلح الحديبية، والتي من ضمنها أحكام الزواج والطلاق المتعلقة بالمسلمين والمشركين .

2 - أن عمر بن الخطاب خطب أم كلثوم بنت أبي بكر أخت عائشة  لكنها رفضته  لأنه في اخلاقه غلطة. وقد اشتبه أيضا على القوم في ذلك و ربما  بتعمد ألصقوا هذه الخطبة بالسيدة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب عليه السلام . (الاستيعاب ج4 ص1807)


3 - أم كلثوم هي زينب الصغرى  بنت علي بن أبي طالب و كانت صغيرة لم تتجاوز الـ (10) سنوات وقيل (4) سنوات  و عمر  كان بعمر (56) سنة مما يقلل فرص ذلك الزواج، فقد ولدت سنة (6 هـ)، وهو ولد (40 ق. هـ) وقتل سنة (23هـ فكيف لحق على الزواج منها .


4 - إن راوي هذه الحادثة النلفقة هو الزبير بن بكار  وكان  ناصبيا يبغض علي بن أبي طالب و يفتري عليه الأكاذيب وقد صنفه الحافظ بن علي السليماني في كتابه في قائمة الضعفاء ، و صنفه ياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء من الكذابين والضعفاء .

5 - إن الشيخ المفيد قال إن إن الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين (عليه السلام) ابنته من عمر غير ثابت، وطريقه من الزبير بن بكار، ولم يكن موثوقا به في النقل، وكان متهما فيما يذكره، وكان يبغض أمير المؤمنين (عليه السلام)، وغير مأمون فيما يدعيه على بني هاشم .


6 - إن سرد الحادثة دنيء كدنائة راويها ابن بكار فقد رويت تماهياً مع نفس الراوي الدنيئة وأخلاقه الوضيعة، لما فيها من انتقاص أخلاقي وديني لأمير المؤمنين (عليه السلام) وابنته الجليلة بكيفية عرضها على عمر لتزويجها منه والتي يأبى المسلم السوي من سماعها  أي هذه الطريقة  لا يفعلها  المسلم العادي فكيف بأمير المؤمنين الذي تربى على يد رسول الله عليه صلى الله عليه وآله وسلم .


7 -  بعض المؤرخين تخبطوا بجهلهم فزوجوها حتى للأموات ، كما في الطبقات الكبرى (ج8 ص463)، والبداية والنهاية (ج5 ص 309 )


الخاتمة :


إن زواج  المرأة الطيبة من رجل خبيث أو العكس لا يدل على نزاهة الطرف الآخر كما بينا ذلك في مثال أمرأة النبي نوح و لوط عليهما السلام  فهو شيء لا يعتد به . وبينا إن زواج السيدة أم كلثوم غير صحيح ولا واقعي بسبب الالتباس و اضطراب الرواية وضعف سندها  من ناحية و من ناحية أخرى ما ورد في متنها من أنتقاص لعلي عليه السلام وابنته الطاهرة والتي تزوجها رجل واحد فقط وهو ابن عمها عون بن جعفر بن أبي طالب ولم تتزوج أحد غيره لا قبله ولا بعده والله الهادي إلى سواء السبيل .

أنت الان في اول موضوع

تعليقات