القائمة الرئيسية

الصفحات

دراسة حول أم المؤمنين خديجة (ع )

مرقد السيدة خديجة
 
هناك قضيتان حول السيدة خديجة عليها السلام مختلف فيهما وهما زواجها قبل النبي صلى الله عليه وآله وعمرها عندما تزوجته عليه الصلاة والسلام . فقد أختلف المؤرخون في ذلك ولكن الأقوى والأصح غير الذي نعرفه عنها ودرسناه  في المدارس في ما مضى  وفي هاتين القضيتين بالتحديد وهذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى في هذا المقال .

 
السيدة خديجة كانت بكرا عندما تزوجها رسول الله :
 
فقد ذكر البلاذري في أنساب الأشراف الجزء الثاني صفحة 35 تلميحًا لا تصريحا أن السيدة خديجة كانت بكرا عند زواجها من محمد عليه الصلاة والسلام . وقال العصامي في كتابه سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي صفحة 185: وكانت قد ذكرت وهي بكر لورقة بن نوفل فلم يقض بينهما نكاح . وهذا الكلام قبل فترة وجيزة من زواجها من النبي وهذا يدل على أنها لم تتزوج غيره عليه الصلاة والسلام  .
 
وذكر أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة الجزء الأول صفحة 178 أن خديجة كانت "امرأة باكرة" عندما خرج النبي بتجارتها إلى الشام، وهذه إشارة إلى أنها لم تتزوج من أحدٍ قبله .وبهذا يتضح أن خديجة كانت بكرا ولم تتزوج قبل النبي صلى الله عليه وآله .
 
عمر السيدة خديجة عندما تزوجت من النبي :
 
تعلمنا في المدارس أن عمر السيدة خديجة  40 سنة عندما تزوجها النبي الذي كان عمره 25 سنة . ولكن الحقيقة هي غير ذلك وهذا ما يذكره جملة من المؤرخين فقد روى الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين عليه السلام الجزء الأول صفحة 36، والحاكم في المستدرك على الصحيحين  جزء 11 صفحة 157أن خديجة كان عمرها يوم تزوّج بها محمد صلى الله عليه وآله ثمان وعشرين سنة  وعن ابن عباس في كتاب كشف الغمة للإربلي الجزءالثاني  صفحة 135 أنه تزوجها وهى ابنة ثمان وعشرين سنة .
 
ونقل ابن كثير: في كتابيه  البداية والنهاية الجزء الثاني ص 360، والسيرة النبوية الجزء الاول ص 265." قوله وهكذا نقل البيهقي عن الحاكم أنه كان عمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين تزوج خديجة خمسا وعشرين سنة وكان عمرها إذ ذاك خمسا وثلاثين - وقيل خمسا وعشرين سنة".
 
وبهذا يكون ما صححه البيهقي أنها توفيت وعمرها خمسون سنة يرجح الروايات القائلة أنها تزوجت من محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعمرها خمس وعشرون سنة، أي خمسة عشر سنة قبل البعثة وعشر سنوات بعد البعثة، وبهذا يكون عمرها مكافئا لعمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
 
عملية حسابية تبين الحقيقة :
 
ولعل الذي يرجح ذلك مولد السيدة فاطمة عليها السلام في السنة الخامسة من البعثة أي كان عمر النبي صلى الله عليه وآله حينها  45 سنة وإذا كانت السيدة خديجة أكبر من النبي ب 15 سنة كما يقولون فهذا يعني أن عمرها عندما ولدت السيدة فاطمة عليها السلام 60 سنة ، فكيف تلد السيدة خديجة في هذا السن المتأخر إلا إذا كان هناك معجزة كما حصل لزوجة زكريا عليه السلام وهذا لم يثبت في التاريخ . 
 
وبعد كل ما ذكرناه نتوصل إلى حقيقة مفادها أن السيدة خديجة تزوجت النبي وكان عمرها  مكافئا لعمر النبي صلى عليه وآله وهو 25 سنة وعندما ولدت السيدة فاطمة عليها السلام كان عمرها 45 سنة وفي هذا السن الولادة طبيعية لا غرابة فيها لأنها لم تصل إلى سن اليأٍس بعد .

تعليقات