قال تعالى في سورة التكاثر آية ثمانية ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) وقد قال آل محمد عليهم الصلاة والسلام في الكثير من الروايات بأن النعيم هو ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام والأوصياء من بعده وسوف نقوم بأستعراض هذه الروايات لمعرفة العلم الآلهي الذي لا يوجد إلا عند جدهم النبي الكريم وابيهم علي عليه السلام وقد توارثه من وصي إلى وصي .
والنعيم على أي حال عند آل محمد ليس هو الطعام والشراب والراحة والنوم لأن الله لا يمن على الناس بأن أطعمهم وسقاهم فإن ذلك يستقبحه الناس مع بعضهم البعض فكيف لله أن يفعل ذلك سبحانه وتعالى عما يصفون وإنما النعيم ولاية محمد وآل محمد وهذا ما سوف يسأل عنه الناس يوم القيامة وهذا ما سوف توضحه هذه الروايات .
النعيم ليس الطعام والشراب
عن أبي حفص الصائغ ، عن الإمام جعفر بن محمد (عليهما السلام) ، أنه قال: «(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) والله ما هو الطعام والشراب ، ولكن ولايتنا أهل البيت».
وفي حديث طويل ..قال أبو حنيفة للامام الصادق عليه السلام : أخبرني- جعلت فداك- عن قول الله عز وجل: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) ، قال: «فما عندك يا أبا حنيفة؟» قال: الأمن في السرب ، وصحة البدن ، والقوت الحاضر. فقال: «يا أبا حنيفة ، لئن وقفك الله وأوقفك يوم القيامة حتى يسألك عن [كل] أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك» ، قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: «النعيم نحن الذين أنقذ [الله] الناس بنا من الضلالة وبصرهم بنا من العمى ، وعلمهم بنا من الجهل».
وفي رواية أخرى أكثر وضوحا
عن جميل ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: قلت: قول الله: (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)؟ قال: «تسأل هذه الأمة عما أنعم الله عليها برسوله (صلى الله عليه وآله) ، ثم بأهل بيته (عليهم السلام)».
وهذه الرواية أكثر وضوحا وتفصيلا
حدثنا محمد بن يحيى الصولي ، قال: حدثنا أبو ذكوان القاسم بن إسماعيل بسر من رأى سنة خمس وثمانين ومائتين ، قال: حدثني إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب بالأهواز سنة سبع وعشرين ومائتين ، قال: كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فقال: «ليس في الدنيا نعيم حقيقي». فقال [له] بعض الفقهاء ممن بحضرته: قول الله عز وجل: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) أما هذا النعيم في الدنيا وهو الماء البارد؟ فقال له الرضا (عليه السلام)- وعلا صوته-: «كذا فسرتموه أنتم ، وجعلتموه على ضروب فقالت طائفة: هو الماء البارد ، وقال غيرهم: هو الطعام الطيب ، وقال آخرون: هو النوم الطيب.
و لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام): أن أقوالكم هذه ذكرت عنده ، في قول الله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) فغضب (عليه السلام) ، وقال: إن الله تعالى لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به ، ولا يمن بذلك عليهم ، والامتنان مستقبح من المخلوقين ، فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى به للمخلوقين ؟! ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا ، يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة ، لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول ، ولقد حدثني بذلك أبي ، عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه (عليهم السلام) ، أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي ، إن أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنك ولي المؤمنين ، بما جعله الله وجعلته لك ، فمن أقر بذلك وكان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له».
وهذه الرواية كافية للتوضيح ومع ذلك هناك روايات كثيرة غير هذه الرواية ولكنها تؤدي نفس المعنى فلا داعي لكتابتها حتى لا يكون المقال طويلا ومن أراد التزود أكثر من الروايات فعليه أن يرجع إلى كتاب البرهان في تفسير القران للسيد هاشم البحراني تفسير سورة التكاثر .
تعليقات
إرسال تعليق