الاستنباط : هو ستخراج العلم من القرآن الكريم . والاستنباط هذا لايقوم به كل من هب ودب من الناس بل يجب أن يكون لديه العلم والكفاءة لذلك وإلا عم الخراب والدمار في الأرض بسبب تخرصات هولاء الناس الذين يدعون أنهم اهل الاستنباط من القرآن الكريم وهذا ما هو عليه الناس الآن أختلاف وسباب ومعارك مختلفة بسبب أدعائهم الاستنباط . وقد حدد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم من هم اهل الاستنباط الحقيقيون والذي اسند إليهم هذه المهمة فقال سبحانه وتعالى : )وَلَوْ
رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ منهم ) سورة النساء 83
قال اهل البيت عليهم السلام في هذه الاية ( عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن ابي عبد الله عليه السلام قال : قال الله عز وجل ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم ) وقال عز وجل ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) فرد الامر ، أمر الناس ، إلى أولي الامر منهم الذين امر الله بطاعتهم وبالرد إليهم . ) الكافي 1 :234/ 3
عن عبد الله بن عجلان ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ،
في قوله: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ
وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ) ، قال:
«هم الأئمة». )
وعن عبد الله بن جندب ، قال: كتب إلي أبو الحسن الرضا
(عليه السلام) «ذكرت- رحمك الله- هؤلاء القوم الذين وصفت أنهم كانوا بالأمس لكم
إخوانا ، والذي صاروا إليه من الخلاف لكم ، والعداوة لكم والبراءة منكم ، والذي تأفكوا به من حياة أبي (صلوات الله عليه
ورحمته)». تفسير العياشي 1: 260/205
و
ذكر في آخر الكتاب: «أن هؤلاء القوم سنح لهم شيطان اغترهم بالشبهة ، ولبس عليهم
أمر دينهم ، وذلك لما ظهرت فريتهم ، واتفقت كلمتهم ، وكذبوا على عالمهم ، وأرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم ،
فقالوا: لم ومن وكيف؟ فأتاهم الهلاك من مأمن احتياطهم ، وذلك بما كسبت أيديهم ،
(وَما
رَبُّكَ بِظَلَّامٍ
لِلْعَبِيدِ)ولم
يكن ذلك لهم ولا عليهم ، بل كان الفرض عليهم والواجب لهم من ذلك الوقوف عند
التحير ، ورد ما جهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه ، لأن الله يقول في محكم كتابه:
(وَلَوْ
رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)
يعني
آل محمد ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ، ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجة
لله على خلقه .) تفسير العياشي 1: 260/206
كل هذه الآيات القرانية والروايات الشريفة تثبت إن علم الاستنباط هو فقط للأئمة عليهم السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما على الناس إلا الأخذ منهم سواءا كانوا علماء أو عوام الناس أما أن يقوم أحدهم بأستنباط الاحكام الشرعية من تلقاء نفسه بدون أذن من الله سبحانه وتعالى فهذا ما يورث الاختلاف والكذب على الله تعالى في كثير من الاحيان .لأنه ياتي بأ حكام من جيبه الخاص مستخدما عقله الناقص والقياس والظنون . ومن المصادر أيضا: كتاب البرهان للبحراني تفسير آية 83 سورة النساء
أما وظيفة الفقيه فهي حفظ وفهم احكام القرآن الكريم التي وضحها النبي والائمة عليهم أفضل الصلاة والسلام وما تركوه من أحاديث وروايات وردت عن جدهم النبي الكريم وعنهم عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام .فعن الإمام الصادق (ع) قال : اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا ، فإنا لا نعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا ... وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 27 - ص 149
تعليقات
إرسال تعليق