الرواية التي ذكرها :
نقد الرواية من عدة وجوه :
1- من ناحية السند غير صحيحة لأن الراوي هو عمر بن يحيى بن نافع الثقفي وهو متروك الحديث عند علماء الجرح والتعديل لأنه كذاب أو يأخذ عن الكذبة كما أن اساتذته أكثرهم متهمين بالكذب فكيف صاحب الكتاب ينقل هذه الرواية في كتابه دون تحقيق وهناك رواية أخرى تحمل نفس هذا المعنى وجدتها خلال البحث نقلت عن طريق محمد بن سليمان الكوفي وبحثت عن مصداقية في الحديث فوجدته مجهول الحال فكيف نقبل رواية من رجل مجهول لم يعرف ما هو حاله .
2- لقد روى هذه الرواية كل من ابن أبي الحديد والزمخشري و سبط بن الجوزي وهم من أهل العامة وقد قال الأئمة عليهم السلام إن الحديث الذي يأتي عن طريق العامة مخالفا لما أتى عن طريق الشيعة لا يؤخذ به بتاتا لقول الأئمة كما في الحديث ( عن الصادق عليه السلام ( ... دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلافهم ) الكافي ج1ص
3- ورد عن الأئمة الكرام في التبيان في تفسير القرآن، الشيخ الطوسي، الجزء1، ص: 5 ( ما جاءكم من خبر يخالف القران فاضربوا به عرض الحائط . وفي رواية عن أيوب بن الحر قال : سمعت أبو عبدالله عليه السلام يقول : كل شئ مردود الى الكتاب والسنة وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف ) وسائل الشيعة ج27 ص والرواية محل البحث تخالف القران في قوله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت وطهركم تطهيرا ) وقد أجمع المسلمون أن هذه الآيه نزلت في الخمسة أصحاب الكساء النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، فكيف للحسن الذي طهره الله من كل دنس أن يعتدي على حقوق الآخرين وينهبها دون أستئذان أو علم أمير المؤمنين عليه السلام . لعمري من صدق هذه الرواية فقد خالف القران و هو لا يعلم إذا كان جاهلا وكافرا إذا كان يعلم .
4 - إن هذه الرواية تخالف الآيات القرآنية و المتواتر من الروايات التي تدل على عصمة الأئمة من أرتكاب الذنوب والخطايا فكيف للحسن عليه السلام أرتكاب هذا الخطأ الكبير كأنه من غير المعصومين عن الامام الصادق عليه السلام قال :( نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض ) الكافي ج1 ص169
5 - إن هذه الرواية تظهر الامام الحسن بأنه جاهل لا يعلم الأحكام الشرعية و لا يفرق بين ما هو حق أو باطل وقد قال رسول الله فيه و في أخية الحسين ( الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ) وقال ( الحسن و الحسين إمامان قاما أو قعدا ) رواه الصدوق في علل الشرائع ج1ص211 . والإمام هو العالم بالدين والدنيا شهد لهم النبي بذلك فمن يعترض فإنما يعترض على النبي صلى الله عليه وآله .
تعليقات
إرسال تعليق