أثبت كثير من المفسرين السنة والشبعة أنها نزلت في النبي وعلي وفاطمة والحسن و الحسين صلى الله عليهم وسلم و قد ذكر الله تعالى علي عليه السلام بأنه نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذه حقيقة ساطعة في سبب نزول هذه الآية ثم يأتي بعض المعاندين يتنكرون لكلام الله تعالى وتفاسي علمائهم فما بال أغلبهم يجعلون الحق مع طليق أطلقه النبي بعد أن عادى الإسلام وشبع من الكفر وأسلم نفاقا خوفا من السيف . فما هي آية المباهلة ؟ و ما سبب نزولها ؟ وماهي المصادر السنية تكلمت عنها ؟ وما هي دلالتها في علي عليه السلام ؟ سنوجز ذلك فيما يلي
اية المباهلة وسبب نزولها :
قال نعالى : حَآجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَ نِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )
نزلت الآيات في وفد نجران العاقب والسيد ومن معهما قالوا لرسول الله : هل رأيت ولداً من غير ذكر فنزلت : (إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم...) الآيات فقرأها عليهم، فلمّا دعاهم رسول الله إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك، فلمّا رجعوا إلى رجالهم قال لهم الاسقف : انظروا محمّد في غد فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فباهلوه فإنّه على غير شيء.
فلمّا كان الغد جاء النّبي (صلى الله عليه وآله) آخذاً بيدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) والحسن (عليه السلام)والحسين (عليه السلام) بين يديه يمشيان وفاطمة (عليها السلام) تمشي خلفه، وخرج النصارى يتقدمهم اسقفهم. فلمّا رأى النّبي (صلى الله عليه وآله) قد أقبل بمن معه فسأل عنهم فقيل له : هذا ابن عمّه وزوج ابنته وأحب الخلق إليه، وهذان ابنا بنته من علي وهذه الجارية بنته فاطمة أعزّ الناس عليه وأقربهم إلى قلبه، وتقدّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجثا على ركبتيه. قال أبو حارثة الاسقف جثا والله كما جثا الأنبياء للمباهلة.
فرجع ولم يقدم على المباهلة، فقال السيد : اُذن يا أبا حارثة للمباهلة ! فقال : لا. إنّي لأرى رجلاً جريئاً على المباهلة وأنا أخاف أن يكون صادقاً ولئن كان صادقاً لم يحل والله علينا حول وفي الدنيا نصراني يطعم الماء.
فقال الاسقف : يا أبا القاسم ! إنا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الفي حلة من حلل الاواقي قسمة كلّ حلة أربعون درهماً فما زاد أونقص فعلى حساب ذلك أو على عارية ثلاثين درعاً وثلاثين رمىً وثلاثين فرساً إن كان باليمن كيد، ورسول الله ضامن حتّى يؤديها وكتب لهم بذلك كتاباً.
وروي أن الاسقف قال لهم : إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لازاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة( مجمع البيان )
مصادرها في كتب أهل السنة والجماعة :
1- صحيح مسلم : كتاب الفضائل باب فضائل علي بن أبي طالب ج٢ ص٣٦٠ ط عيسى الحلبي
2- صحيح الترمذي : ج٤ ص٢٩٣ ح ٣٠٨٥ - ج٥ ص٣٠١ ج٣٠١ ح ٣٨٠٨
3- المستدرك على الصحيحين : للحاكم ج٣ ص١٥٠
4- مسند أحمد بن حنبل : ج١ ص١٨٥ ط الميمنيه
5- تفسير الطبري : ج٣ ص٢٩٩ و ٣٣٠ و٣٠١
7- الكشاف للزمخشري ج١ ص٣٨٦- ٣٧٠
8- تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص١٧
9- الدر المنثور للسيوطي ج٢ ص٣٨-٣٩
10- الصواعق المحرقه لابن حجر العسقلاني ص٧٢ وص ١١٩
وغيرها الكثير من المصادر وكتب أهل السنة والجماعة ذكروا سبب نزول هذه الآية التي وصف الله فيها الامام علي عليه السلام بأنه نفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
دلالات آية المباهلة في أفضلية الإمام علي عليه السلام :
1- إن الله تعالى وصف الامام علي عليه السلام بنفس النبي صلى الله عليه وآله .
2- إن الامام علي شبيه النبي في نفسه أخلاقه، إيمانه ، كلامه، قضاءه، حكمه فما يفعله الامام علي بعد وفاة الرسول سيفعله الرسول لو كان حيا .
3- لذا من يبغض عليا فهو منافق فمن بغضه فهو في الواقع يبغض النبي لأنه نفسه كما وصفه الله في القران الكريم وهذا يؤيد الحديث : لا يحبك ياعلي إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) صحيح مسلم ص78
4- ولذا أيضا كان النبي يقول ( من سب عليا فقد سبني )( 1 ) و ( ومن بغض عليا فقد أبغطني )( 2 ) و( و من أحب عليا فقد أحبني )( 3 ) و ( و من حارب عليا فقد حاربني )( 4 ) و ( ومن قاتل عليا فقد قاتلني )( 5 ) فدائما النبي الكريم يربط عليا بنفسه في كل شيء.
5- إن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فهو نفسه بنص القران الكريم ومن خالف القران فقد كفر .
6- إن علي بن أبي طالب أولى الناس بالخلافة لأن النبي أولى الناس من أنفسهم وعلي بعده كذلك اولى الناس بهم بعد وفاة النبي فهو خير الناس حكما و قضاءا وعدلا وفضلا لانه نفس النبي كما وصفه الله تعالى . وقد نص النبي على الولاية له قبل وفاته في حادثة الغدير .
الخلاصة والخاتمة :
بذلك يتبين بأن الشيعة والسنة أتفقوا على أن الله سبحانه وتعالى وصف الامام علي عليه السلام بأنه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما بينا ذلك من كتبهم المشهورة والصحيحة عندهم وأهمها صحيح مسلم أول كتاب ذكرناه فاليراجعوه وغيره من الكتب فمن يتنكر لذلك ويعاند بعد ذلك فهو ناصب العداء لعلي عليه السلام والله الهادي إلى سواء السبيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المنافب للخوارزمي
2- سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ج3 ص32
3- الجامع الصغير وزياداته لجلال الدين الصغير ص 10907
4- الدارقطني ج1 ص 51
5- مسند أحمد بن حنبل ج2 ص440
تعليقات
إرسال تعليق