القائمة الرئيسية

الصفحات

الشيخ البهبهاني تحت المجهر


وجدت الكثير من رجال الدين يمدحون ويبجلون الشيخ وحيد البهبهاني رائد الحركة الاصولية الحديثة فقرأت عنه ثم كتبت هذه المقالة متجردا من أي ميول سوى ميلي للقران الكريم والنبي وأهل بيته الطيبين الطاهرين وقد أوردت بعض ما قاله رجال الدين حول هذه الشخصية وعلقت عليه بما يوافق منهج أهل البيت عليهم السلام من القرآن والعترة .

 البهبهاني مجدد علم الاصول الحديث :

يقول المحقق السبحاني في أواخر القرن الثاني عشر ظهر الضعف في المدرسة الأخبارية بسبب قوّة احتجاجات المحقق البهبهاني (ت:1206هـ) على نحو أقنع رئيس الأخباريين أعني المحدّث البحراني(ت1185هـ) بأنّ النزاع في كثير من المسائل لفظي لا حقيقي وفي قسم منها الحق مع الأُصوليين وقد اعترف بأكثر ما ذكره ذلك المحدّث فانقلب الأمر وبزغ من جديد نجم علم الأُصول، فعند ذلك قام المحقق البهبهاني وجملة من تلاميذه أو تلاميذهم بابداعات وابتكارات لم يكن لها وجود في كتب السابقين من السنة أو الشيعة ولذلك توصف هذه المرحلة بمرحلة الابداع التي كانت ثمرة ناضجة لجهود ذلك الأُستاذ الكبير وتلاميذه كالشيخ جعفر كاشف الغطاء(ت:1228هـ) والمحقق القمّي(ت:1231هـ) صاحب قوانين الأُصول، والسيد علي صاحب الرياض(ت:1231هـ)، فصار علم الأُصول عند الشيعة علماً متكامل الأركان، شاملاً لمسائل جديدة لم تسبق إليها أفكار المتقدمين من السنّة والشيعة. ( بحث للسبحاني ) انتهى .

واضح هنا الافتخار بمنهج علم الأصول والمعروف أن المنهج الأوصولي الذي جدده البهبهاني وأضاف عليه من عقله أبتكارات وأبداعات منشأه سني وأول من ألف فيه هو الشافعي المتوفى سنة 204 هـ . والسبب في ذلك انقطاع الحكم اليقيني بعد وفاة النبي صلى الله عليه وأله فلم يجدوا لهم ملجأ إلا علم الاصول الظني لأستنباط الاحكام الشرعية خاصة في المسائل الجديدة  . وسار على نهجم الشيعة بعد أنقطاع السفارة ولكن ببطأ شديد حتى تمكن منهم شيئا فشيئا عبر الدهور والأيام . قال تعالى في الحكم الظني المعتمد على علم الاصول ( ما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئأ ) وبذلك فالحكم الظني الذي يعتمد الاصول العقلية ليس بعلم  فلا طائلة منه ، وإنما هو عبارة عن ظنون وأوهام لسد الفراغ فقط أي تمشية حال زي ما يقولوا ، كما أن هذا العلم يأصل في الناس عدم الحاجة للامام المهدي عجل الله فرجة الشريف فالأحكام  كلها متوفرة من تأليف علماء الأصول فبأي أخذتم أهتديتم فلا حاجة للإمام . ولو سألت أي عالم أصولي مجتهد هل أنت متأكد أن هذا هو حكم الله الواقعي ، خاصة في المسائل الجديدة سيجيب لا وإنما هو ظني ولكن يلعبون عليك ويقولون ظني معتبر ، طبعا كلمة معتبر من الألاعيب الخاصة بعلم الاصول لكي يضللوا بها الناس حتى يقبلوا قولهم وأحكامهم فلا يوجد ظن معتبر فليس هناك إلا أثنين يقيني أو ظني أو قل يا حق أو باطل  .

علم الأصول من مراكب العامة :

علم الاصول الذي جدده وابتكر فيه البهبهاني من عقله فألف به أحكام من كيسه الخاص هو مركب من مراكب العامة أي هو سني الأصل وقد خالف بذلك كلام الائمة عليهم السلام : قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): ((أَمَّا مَنْ كَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ: صَائِنًا لِنَفْسِهِ، حَافِظًا لِدِينِهِ، مُخَالِفًا عَلَى هَوَاهُ، مُطِيعًا لأَمْرِ مَوْلاهُ، فَلِلْعَوَامِّ أَنْ يُقَلِّدُوهُ وَذَلِكَ لا يَكُونُ إلا بَعْضُ فُقَهَآءِ الشِّيعَةِ لا جَمِيعَهُمْ فَإنَّهُ مَنْ رَكِبَ مِنَ الْقَبَائِحِ وَالْفَوَاحِشِ مَرَاكِبَ علماء الْعَامَّةِ فَلا تَقْبَلُوا مِنَّهم عَنْا شَيْئًا وَلا كَرَامَةَ )) أي من سار على نهجهم ، ويعتبرعلم الأصول هو نهج فقهاء العامة فلا كرامة ولا طاعة لأي كان مجتهدا أو مشهورا أو سيدا الخ مادام تمسك بنهجهم وخالف منهج أهل البيت عليهم السلام   .

وفي حديث آخر في بحار الانوار ج2 ص 81 قال الامام الصادق عليه السلام  : كذب من زعم أنه يعرفنا وهو مستمسك بعروة غيرنا ) أي نهج غيرنا وطريقتهم .  وفي حديث يحمل نفس المعنى في وسائل الشيعة ج18 ص84 قال الصادق عليه السلام ( كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو مستمسك بعروة غيرينا ) وفي كتاب الكافي ج1 ص7 قال عليه السلام ( دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلافهم ) والاحاديث في ذلك كثيرة ومتواترة تنهى عن الأخذ من العامة . وفي النهاية ياتي البهبهاني ويجدد هذا العلم الذي أسسه الشافعي ويضرب بكلام الائمة عرض الحائط .

البهبهاني يقول أنا حجة الله على العباد:

أنا استغرب كيف مر رجال الدين على هذه الكلمة مرور الكرام دون أدنى أنتقاد كل هذا لأنه مجدد علم الاصول الذي جعل لهم  صولات وجولات في دين أهل البيت عليهم السلام  واستطاع ببطشه القضاء على الأخباريين .

يقول المامقاني في رجاله مترجما له: ولد (قده) سنة ثمانية عشر أو سبع عشر بعد المائة والألف باصبهان وقطن مدة بهبهان، فلما استكمل على يده والده انتقل إلى العراق فورد النجف الأشرف وحضر مجلس بحث مدرسي ذلك الوقت فلم يجده كاملاً فانتقل إلى العراق فورد النجف الأشرف وحضر مجلس بحث مدرسي ذلك الوقت فلم يجده كاملاً فانتقل إلى كربلاء المشرفة وهي يومئذ مجمع الإخباريين ورئيسهم يومئذ الشيخ يوسف صاحب الحدائق فحضر بحثه أياماُ ثم وقف يوماً في الصحن الشريف ونادى بأعلى صوته: أنا حجة الله عليكم فاجتمعوا عليه وقالوا ما تريد؟ فقال: أريد أن الشيخ يوسف يمكنني من منبره ويأمر تلامذته أن يحضروا تحت منبري فأخبروا الشيخ يوسف بذلك ...

أليست هذه كبيرة تدل على أن هذا الرجل في عقله لوثة كيف تجرأ وأدعى مقام الامام المهدي عليه السلام وهذا المقام لا يجوز إلا لامام معصوم مفطرض الطاعة ، قال أبوالحسن عليه السلام ( إن الارض لا تخلو من حجة وأنا والله ذلك الحجة.) الكافي ص179 ج2 . فالبهبهاني حضرته يساوي نفسه بالائمة عليهم السلام وإلا كيف تجرأ وقال هذه الكلمة 

حملاته العنيفة على الاخباريين :


استخدم العنف بمتخلف أشكاله ضد الاخباريين لأنه لم يستطيع هزيمتهم في المناظرة فلجأ إلى السلطان و وشى بالشيخ يوسف البحراني فوضعت تحت تصرفه قوة عسكرية أستطاع بها القضاء على الاخباريين مستخدما القتل والتكفير والتضيق والتسقيط وبث الاشاعات والمطاردة والارهاب لأي أخباري فقام بمنع شيخ الاخباريين يوسف البحراني من الصلاة في مسجده وأفتي بعدم الصلاة خلفه ومنعه من ألقاء دروسه في الحرم الحسيني وضيق عليه الخناق حتى أجبره على الرحيل إلى قرية المسيب حتى أنه لم يذهب للنجف أو سامراء خوفا من تجدد حملات العنف ضد الاخباريين . 

يقول سعد الأنصاري في كتابه (الفقهاء حكام على الملوك ) : أستخدم العلامة البهبهاني سلاح العنف والعلم والتوعية في مطاردة فلول الأخباريين ولا سيما بعد أن أفتى بتكفيرهم ، وكان يرافقه حرس خاص خلال تنقلاته من مدينة إلى أخرى لمطاردتهم وتصفيتهم إذا تطلب الأمر ذلك . وهذا ما ذكره أحد تلامذته وهو الشيخ جعفر النجفي أو الشيخ جعفر كاشف الغطاء مؤلف كتاب ( كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ) في الرد على مزاعم الأخبارية وتفنيد آرائهم الذي صار من كتب الفقه المتداولة في كل من العراق وايران خلال العهد القاجاري . إن تصدي العلامة البهبهاني ....) با لله عليكم إلا يدل أستخدام العنف هذا أنه رجل ضعيف ليس لديه حجة و لا برهان وأنه مهزوم فلجأ إلى الطرق السريعة للقضاء على الاخباريين مستعينا بالقوة العسكرية حتى يحتل مكان زعيمهم الشيخ يوسف البحراني .

الخلاصة :


العجيب أن رجال الدين يقدسونه ويثنون عليه ويطلقون عليه الألقاب الفخمة ويصفونه بالمجدد والمنقذ الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور وهلم جر من هذه الالقاب فهم موافقون له ويتسترون على الجرائم التي أقترفتها يداه ضد الاخباريين فهم بذلك شركاء فيما فعل كما أنهم يكذبون ويحاولون بشتى الوسائل تلميع صورته فلا يذكرون الجانب المظلم من حياته في محاضراتهم لأنه مجدد علم الاصول ورئيسهم المبجل فلا حول ولا قوة إلا با لله .





تعليقات