قال بعض الجهلة والنواصب يجب أزالة مشاهد أهل البيت عليهم السلام في العراق مدعيا بأن ذلك يخالف الشريعة الإسلامية كأن الشريعة الإسلامية في إقامت المشاهد الشريفة لا تنطبق إلا على أهل البيت عليهم السلام ، و غيرهم يجوز له ذلك حتى لو لم يكن من أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطيرا . ومن الأحاديث التي يحتجون بها ( عن جابر أن قبر النبي صلى الله عليه وآله رفع قدر شبر ) و عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : " يُدعى للميت حين يدخل حفرته ويرفع القبر فوق الأرض أربع أصابع" [فروع الكافي: 3/201،
و عن جعفر عن أبيه عن علي عليها لسلام أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع من الأرض قدر شبر وأربع أصابع ورش عليه الماء وقال: " والسنة أن يُرش على القبر ماء ) (وسائل الشيعة: 2/858)
و عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام : " يا علي ، ادفنيِّ في هذا المكان وارفع قبري من الأرض أربع أصابع ورشّ عليه الماء" [أصول الكافي : 1/450-451
الجواب على ذلك :
أما البناء الذي حول القبر كالغرفة أو المسجد فليس من القبر بدليل وجود غرفة و شباك ومسجد حول قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فلا مانع من وجودها أيضا حول قبر الامام الحسين عليه السلام في العراق والسيدة زينب في سوريا والإمام الرضا في إيران وغيرها من الامصار . كما نجد ذلك أيضا موجود عند أهل السنة والجماعة كقبر النبي في المدينة وقبر ابو حنيفة في العراق والشافعي في مصر و ابن حنبل في العراق وخالد بن الوليد في سوريا وغيرهم .
ما يستشف من ذلك والخاتمة :
فالمسألة هنا ليست البناء على القبور بل المسألة مسألة نصب و عداء لأهل بيت النبي الكرام فهم لا يريدون من الناس تعظيمهم و زيارتهم والاقتداء بهم ، و إنما يريدون طمسهم و إخفائهم من عقل الأمة الإسلامية ولكن هيهات لهم ذلك فقد قالت السيدة زينب عليها السلام ليزيد لعنه الله ( كِدْ كيدك ، واسْعَ سعيك ، وناصِبْ جُهدَك ، فوالله لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحْيَنا ، وهل رأيك الا فَنَد وأيَّامك الا عدد ، وجمعُكَ الا بَدَد ) و قال تعالى يبين ذلك في كتابه الكريم ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )
تعليقات
إرسال تعليق