آية ( لكل قوم هاد ) سورة الرعد الآية السابعة :
آية في القران الكريم تدل على أن لكل زمان هادي يهدي الناس فيه إلى تبيين القرآن الكربم و سنة النبي صلى الله عليه وآله ، ولهادي بعد النبي كما تدل الروايات المستفيضة هو علي بن أبي طالب عليه السلام و بعده الأوصياء من ولده و صيّ بعد و صي يهديون الناس إلى الله سبحانه و تعالى و رسوله إلى يوم القيامة . هذا هو الأصل في الدين فمن أبي غير ذلك من الناس فهو ضال سواءا كان الهادي ظاهرا للعيان أو مخفيا لأسباب لا يعلمها إلا الله سبحانه و تعالى والدليل على ذلك روايات كثيرة من الشيعة والسنة على حدٍ سواء .
الروايات من المصادر الشيعية :
عن مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ،عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ،قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)يَقُولُ: «دَعَا رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِطَهُورٍ فَلَمَّا فَرَغَ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَأَلْزَمَهَا يَدَهُ،ثُمَّ قَالَ : إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ ثُمَّ ضَمَّ يَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ،وَ قَالَ: وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ،أَنْتَ أَصْلُ الدِّينِ،وَ مَنَارُ الْإِيمَانِ،وَ غَايَةُ الْهُدَى ، وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ،أَشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ ( بصائر الدرجات:8/50 )
ومن ذلك أيضا ما يدل على أن لكل زمان هادي سواءا كان ظاهرا أو مخفيا الحديث عن عَلِيُّ بن إِبْرَاهِيمَ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنْ حَمَّادٍ،عَنْ أَبِي بَصِيرٍ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)قَالَ: «الْمُنْذِرُ:رَسُولُ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ الْهَادِي:أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ بَعْدَهُ الْأَئِمَّةُ(عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ)،وَ هُوَ قَوْلُهُ: وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ أَيْ فِي كُلِّ زَمَانٍ إِمَامُ هُدًى مُبِينٌ» فَهُوَ رَدٌّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ أَنَّ فِي كُلِّ عَصْرٍ وَ زَمَانٍ إِمَاماً ، وَ أَنَّهُ لاَ تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ حُجَّةٍ،كَمَا قَالَ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«لاَ تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ إِمَامٍ قَائِمٍ بِحُجَّةِ اللَّهِ،إِمَّا ظَاهِرٍ مَشْهُورٍ ، وَ إِمَّا خَائِفٍ مَغْمُورٍ،لِئَلاَّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَ بَيِّنَاتُهُ» تفسير القمي 359 / 1ج
وفي أن النبي نذير ليس قبله ولا بعده أحد من الأنبياء لأنه نذير لكل البشر إلى يوم القيامة عن طريق الهادين بعده من الأوصياء والدليل على ذلك ما نقله الشَّيْخُ فِي(مَجَالِسِهِ) : بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ،عَنِ الْمُفَضَّلِ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ : «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً أَكْرَمَ مِنْ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ لاَ خَلَقَ قَبْلَهُ أَحَداً، وَ لاَ أَنْذَرَ اللَّهُ خَلْقَهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ قَبْلَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: هٰذٰا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولىٰ .وَ قَالَ : إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ فَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مُطَاعٌ فِي الْخَلْقِ،وَ لاَ يَكُونُ بَعْدَهُ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ،فِي كُلِّ قَرْنٍ،إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْهَا».
وفي أن الهادي إلى يوم القيامة - حديث عن الْعَيَّاشِيُّ:عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ،عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ جَدِّهِ،قَالَ:قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «فِينَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ .فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):أَنَا الْمُنْذِرُ وَ أَنْتَ الْهَادِي-يَا عَلِيُّ-فَمِنَّا الْهَادِي وَ النَّجَاةُ وَ السَّعَادَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». تفسير العياشي 203 / 5: 2
آية لكل قوم هاد تجري كم يجري القران وفي كل زمان والدليل هذه الرواية ( عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ،قَالَ: كُنْتُ يَوْماً مِنَ الْأَيَّامِ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فَقَالَ:«يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ» قُلْتُ:لَبَّيْكَ:قَالَ:«قَوْلُ اللَّهِ: إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):أَنَا الْمُنْذِرُ وَ عَلِيٌّ الْهَادِي،فَمَنِ الْهَادِي الْيَوْمَ؟»قَالَ:فَسَكَتُّ طَوِيلاً،ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي،فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاكَ،هِيَ فِيكُمْ،تَوَارَثُونَهَا رَجُلٌ فَرَجُلٌ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْكَ،فَأَنْتَ-جُعِلْتُ فِدَاكَ-اَلْهَادِي،قَالَ:«صَدَقْتَ-يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ-إِنَّ الْقُرْآنَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ،وَ الْآيَةُ حَيَّةٌ لاَ تَمُوتُ،فَلَوْ كَانَتِ الْآيَةُ إِذَا نَزَلَتْ فِي أَقْوَامٍ فَمَاتُوا؛مَاتَ الْقُرْآنُ،وَ لَكِنْ هِيَ جَارِيَةٌ فِي الْبَاقِينَ كَمَا جَرَتْ فِي الْمَاضِينَ». نفس التفسير
وَ قَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ:قَالَ:أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«إِنَّ الْقُرْآنَ حَيٌّ لَمْ يَمُتْ،وَ إِنَّهُ يَجْرِي كَمَا يَجْرِي اللَّيْلُ وَ النَّهَارِ، وَ كَمَا تَجْرِي الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ،وَ يَجْرِي عَلَى آخِرِنَا كَمَا يَجْرِي عَلَى أَوَّلِنَا» تفسير العيّاشي 2:6/203 - و هناك الكثير من الروايات عن العترة الطاهرة من المصادر الشيعية ولكن أكتفينا بهذا مراعاة للإختصار فقط .
الروايات من المصادر السنية :
عن سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ،فَقَالَ لِي « هَادِي هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ» ( المناقب 3:84 )
و عن الثَّعْلَبِيُّ، عَنِ السُّدِّيِّ،عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ،عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: « الْمُنْذِرُ: اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ الْهَادِي: رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ».يَعْنِي نَفْسَهُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ( في المناقب 3:84،مسند أحمد بن حنبل 1:126،شواهد التنزيل 1:410/299 و:412/300، ينابيع المودّة: 99 )
وعن -ابن عبّاس و الضحّاك و الزجاج: إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله) وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام). قلت:و الرواية عن ابن عبّاس في هذه الآية بهذا المعنى مستفيضة من طرق الخاصّة و العامّة ، يطول الكتاب بذكرها . ( المناقب 3:83،تفسير الحبري:38/281.)
قال الرازي في تفسيره : المُنْذِرُ النَّبِيُّ، والهادِي عَلِيٌّ، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: «وضَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدَهُ عَلى صَدْرِهِ، فَقالَ: ”أنا المُنْذِرُ“، ثُمَّ أوْمَأ إلى مَنكِبِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وقالَ: ”أنْتَ الهادِي يا عَلِيُّ، بِكَ يَهْتَدِي المُهْتَدُونَ مِن بَعْدِي“ ( تفسير فخر الدين الرازي ج5 ص271 طباهة دار العامرة بمصر .)
وفي رواية أخرى عن ابن يحيى الصوفي، حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري، حدثنا معاذ بن مسلم، بياع الهروي عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال لما نزلت { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } قال وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدره، وقال "أنا المنذر، ولذلك قوم هاد" وأومأ بيده إلى منكب علي، فقال "أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي" ( تفسير أبن كثير ج2 ص502
وفي المستدرك أخبرنا : أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك ، ثنا : عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ، ثنا : حسين بن حسن الأشقر ، ثنا : منصور بن أبي الأسود ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد الله الأسدي ، عن علي : { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ( الرعد : 7 ) } قال علي : رسول الله (ص) المنذر ، وأنا الهادي ، هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه ( المستدرك على الصحيحين للنيسابوري كتاب معرفة الصحابة . كان علي أمام البررة : ج3 ص130
و عن ابن عباس قال: لما نزلتإِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: أنا المنذر، و علي الهادي، بك يا علي يهتدي المهتدون ( مختصر تاريخ دمشق لإبن عساكر ج18 ص9 . ط دار الفكر .
وفي كتاب التسهيل في علوم التنزيل ذكر ثلاثة أقول ومنهم قوله : روي أنها لما نزلت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أنا المنذر و أنت يا علي الهادي . ( «التسهيل لعلوم التنزيل» (ج 2 ص 131 ط دار الفكر )
تعليقات
إرسال تعليق