القائمة الرئيسية

الصفحات



الكثير من الناس يعتقدون بأن خير أمة أخرجت للناس في قوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) نزلت في المسلمين كافة و هذا هو الشائع بين المسلمين جميعا و لكن الحقيقة خلاف ذلك لعدة عوامل وأدلة تدل على ذلك منها .

الأمة واحد فصاعدا :

الأمة واحد فاصاعدا لقوله تعالى ( إنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً لِلّٰهِ ) فأبراهيم رجل واحد كان على الدين الصحيح لذلك سمي أمة لوحده  . والدليل من العترة الطاهرة ( عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)قَالَ: «الْأُمَّةُ وَاحِدٌ فَصَاعِداً،كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً لِلّٰهِ يَقُولُ:مُطِيعاً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ» ) الكافي 5:16/60.


جميع ما عمله اليهود يعمله المسلمون :

جميع ما عمله اليهود يعمله المسلمون فكيف يكونون خير أمة أخرجت للناس ؟ و هم يعملون نفس ما عملته أمة اليهود والدليل  ( في الصحيحين عن أبي سعيد -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ أنه قال: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، - وفي لفظ - شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال فمن ) حديثةمشهور وصحيح على شرط الشيخين .

فهذا توضيح مؤكد من النبي صلى الله عليه وآله بأن المسلمين سوف يسيرون كما سار اليهود والنصارى في دينهم في كل صغيرة و كبيرة ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر  و بأن هذا سيحدث فهو إخبار بالغيب في زمانه صلى الله عليه وآله وسلم .

أن هذه الأمة ستقتل الأوصياء :

وهم علي بن أبي طالب والحسن والحسين وباقي الأوصياء عليهم جميعا السلام وستوافق على قتلهم الكثير والكثير من المسلمين سواءا قتلهم مجازا بإخفاء فضائلهم وعدم مولاتهم أو حقيقة وذلك بالرضا عن قتلهم والترضي على أعدائهم .ولدليل على ذلك ( - عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ،عَنِ ابْنِ سِنَانٍ،قَالَ: قُرِئَتْ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ الْآيَةَ،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«خَيْرَ أُمَّةٍ يَقْتُلُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ابْنَيْ عَلِيٍّ(عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ)؟!».) -تفسير القمّيّ 1:110.


فمن هم خير أمة :

خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر هم النبي محمد صلى الله عليه وآله والأوصياء من بعده هم خير أمة للناس من تبعم نجا و من ابتعد عنهم هلك يأمرون بالدين الصحيح الذي أرتضاه الله لعباده . والدليل من العترة الطاهرة

( عن أَبُي بَصِيرٍ،عَنْهُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ:قَالَ: «إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِيهِ وَ فِي الْأَوْصِيَاءِ خَاصَّةً،فَقَالَ:(كُنْتُمْ خَيْرَ أَئِمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) هَكَذَا وَ اللَّهِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ،وَ مَا عَنَى بِهَا إِلاَّ مُحَمَّداً وَ أَوْصِيَاءَهُ (صَلَوَاتُ الله عليهم ) -تفسير العيّاشي 1:129/195.


وفي حديث آخر يوضح أن دعوة أبراهيم فيهم عليهم السلام ( - عَنْ أَبِي عَمْرٍو الزُّبَيْرِيِّ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ،فِي قَوْلِ اللَّهِ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ .


قَالَ:«يَعْنِي الْأُمَّةَ الَّتِي وَجَبَتْ لَهَا دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ )،فَهُمُ الْأُمَّةُ الَّتِي بَعَثَ اللَّهُ فِيهَا وَ مِنْهَا وَ إِلَيْهَا،وَ هُمُ الْأُمَّةُ الْوُسْطَى،وَ هُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ». والنبي صلى الله عليه وآله و أوصياءة  من بعده يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر  لقول الله تعالى ( رَبَّنَا وَابعَث فِيهِم رَسُولاً مِّنهُم يَتلُو عَلَيهِم آيَاتِكَ و يعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )


أما دليل أن الأوصياء يأمرون بالمعروف ينهون عن المنكر من بعده لقول النبي في حديث الثقلين ( (( تَركتُ فِيكم الثَّقلين، ما إن تمسَّكتُم بهما، لن تضلُّوا: كِتابَ اللهِ، وعِترتي أهلَ بيتي ) فالنبي و هم بعده يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .


وبذلك يتضح جلى مما أوردناه من أدلة من الكتاب والسنة من هم خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهم النبي وعترته الطاهرة من تبعم و والاهم نجا و من ابتعد عنهم أو تنحى هلك والله الهادي إلى سواء السبيل .











تعليقات