القائمة الرئيسية

الصفحات


أرذل العمر عندما يصل الانسان إلى سن ينسى فهيا كل ما تعلمه تقريبا حسب حالته الصحية والظروف المحيطه به والتي تؤثر عليه سلبا أو إيجابا لذلك يختلف النسيان من شخص الى آخر ومن سن إلى آخر ولكن يبدأ النسيان إذا كان مستعدا لذلك حسب قوته العقليه من سن الخامسة والسبعين فما فوق وكل بحسبه واستعداه لذلك فهناك من ينسى أسرع من غيره ولديه الاستعداد لذلك بسبب عدة ظروف سواء صحية أو أجتماعية أو غير ذلك فهذا بداية أرذل العمر عنده في خامسة والسبعين ويعد مبكرا وذاك في الثمانين وغيره في المائة عام وهذا يعد متأخرا قال الله تعالى ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)

وقد فسر أهل البيت عليهم الصلاة والسلام هذه الآيه فقالوا ان أرذل العمر يبدأ من الخامسة والسبيعين فعن الطبرسي: روي عن علي (عليه السلام): «إن أرذل العمر خمس وسبعون سنة». وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) مثل ذلك ) من كتاب البرهان للبحراني تفسير آية 70 من سورة النحل . وهذا يدل على إن أرذل العمر لمن لديه الاستعداد السريع بسبب ما يحيط به من مؤثرات سلبيه يبدأ من هذا السن ومن صفاته النسيان والضعف فلا يعلم ما كان يعلم سابقا وهذا ما يطلق عليه الخرف 

وفي رواية أخرى عن علي بن إبراهيم ، قال: حدثنا محمد بن جعفر ، قال: حدثنا محمد بن أحمد ، عن العباس ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن القاسم ، عن علي بن المغيرة ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا بلغ العبد مائة سنة فذلك أرذل العمر». من كتاب البرهان تفسير نفس الآيه من سورة النحل ، ففي هذا العمر وهو المائه عام غاية ما يصل إليه الانسان من الضعف والنسيان وقد لا يذكر أي شئ في أغلب كبار السن إلا القليل منهم قد يذكر بنسب معينة حسب حالته الصحية وطريقة حياته والظروف التي صادفته على مر الزمان .

وبذلك لا يكون هناك تضارب بين الحديثين سواءا ما روي عن النبي والامام علي عليهما أفضل الصلاة والسلام أو ما روي عن الامام جعفر الصادق عليه السلام فالحديث الثاني تكملة للأول هذا من جهة ومن جهة أخرى قد يكون في عهد النبي إلى الامام علي عليهما السلام غالبية ما يصيبهم الخرف والنسيان في عمر الخامسة والسبعين وفي عهد الامام الصادق أصبح أكثرية الذين ينسون ولا يعلمون بعد علم شيئا في عمر المائة سنة  

لكن على ما يبدو من الحياة أن هناك من يستطيع أن يتذكر بنسب معينة حسب قدرة الانسان وما يتمتع به من صحة من سن الخامسة والسبعين وما فوق وقد يصل الى التسيعين وهو يتمتع بشئ من الذاكرة ولكن إذا وصل الى المائة السنة يفقد غالبية ذاكرته بنسبة كبيرة تصل إلى 95% ويصبح كالطفل لا يدرك شيئا وفي النهاية نحن نأخذ بالحديثين من باب التسليم بسبب ما وضحناه سابقا وبسبب ما روي عن سماعة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن رجل اختلف عليه رجلان من أهل دينه في أمر كلاهما يرويه: أحدهما يأمر بأخذه والآخر ينهاه عنه، كيف يصنع؟ فقال: يرجئه حتى يلقي من يخبره، فهو في سعة حتي يلقاه، وفي رواية اخرى بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك ) الكافي ج1 ص67

ولكن لو أردنا أن نرجح حديث على آخر لرجحنا حديث المائة عام لقول المعلى بن خنيس ، قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : إذا جاء حديث عن أولكم وحديث عن آخركم ، بأيهما نأخذ ؟ فقال : خذوا به حتى يبلغكم عن الحي ، فإن بلغكم عن الحي فخذوا بقوله ، قال : ثم قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنا ـ والله ـ لا ندخلكم إلا فيما يسعكم ) وسائل الشيعة ص109 باب الجمع بين الاحاديث

وعن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : أرأيتك لو حدثتك بحديث العام ، ثم جئتني من قابل فحدثتك بخلافه ، بأيهما كنت تأخذ ؟ قال : كنت آخذ بالأخير ، فقال لي : رحمك الله ) نفس المصدر السابق , وهذا الحديث يبين أن الاخذ بالأخير هو الأفضل والأصح والله الهادي إلى سواء السبيل 

تعليقات