القائمة الرئيسية

الصفحات



يبن الأئمة عليهم السلام في هذه الروايات معنى شرك الرياء وهو الذي يعمله الناس من أنواع العبادة لله تعالى ويطلب به في نفس الوقت محمدة الناس أو أي شئ دنيوي أو في نفسه شئ من ذلك فهو بذلك أشرك دون أن يعلم وحكمها أن الله لا يرضى بذلك فعمله غير مقبول وهذا الشرك أشكال مختلفة تبينها هذه الروايات التالية منقولة من تفسير البرهان الروائي للسيد هاشم البحراني في تفسير آية (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدا) سورة الكهف آية 110

1- روى محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جراح المدايني ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل:(فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدا). قال: «الرجل يعمل شيئا من الثواب ، لا يطلب به وجه الله ، إنما يطلب تزكية الناس ، يشتهي أن يسمع به الناس ، فهذا الذي أشرك بعبادة ربه». ثم قال: «ما من عبد أسر خيرا فذهبت الأيام أبدا ، حتى يظهر الله له خيرا ، وما من عبد أسر شرا فذهبت الأيام أبدا ، حتى يظهر الله له شرا».

2- وعنه: عن علي بن محمد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن الحسن بن علي الوشاء ، قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) وبين يديه إبريق ، يريد أن يتهيأ للصلاة ، فدنوت منه لأصب عليه ، فأبى ذلك ، وقال: «مه ، يا حسن»، فقلت: لم تنهاني ان أصب على يدك ، تكره أن أوجر؟ قال: «تؤجر أنت ، وأوزر أنا». فقلت له: كيف ذلك؟ فقال: «أما سمعت الله عز وجل يقول: (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) . وها أنا ذا أتوضأ للصلاة ، وهي العبادة ، فأكره أن يشركني فيها أحد».

3- علي بن إبراهيم ، قال: في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن تفسير قول الله عز وجل: (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدا). فقال: من صلى مراءاة الناس فهو مشرك ، ومن زكى مراءاة الناس فهو مشرك ، ومن صام مراءاة الناس فهو مشرك ، ومن حج مراءاة الناس فهو مشرك ، ومن عمل عملا مما أمر الله به مراءاة الناس فهو مشرك ، ولا يقبل الله عمل مراء».

4- علي بن إبراهيم ، قال: حدثنا جعفر بن أحمد ، عن عبد الله بن موسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، والحسين بن أبي العلاء ، وعبد الله بن وضاح ، وشعيب العقرقوفي، جميعهم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى:(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) قال:«يعني في الخلق ، أنه مثلهم مخلوق».(يُوحى‏ إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً). قال:«لا يتخذ مع ولاية آل محمد ولاية غيرهم ، وولايتهم العمل الصالح ، فمن أشرك بعبادة ربه أحدا ، فقد أشرك بولايتنا ، وكفر بها ، وجحد أمير المؤمنين (عليه السلام) حقه وولايته».

5- العياشي: عن جراح ، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «أنه ليس من رجل يعمل شيئا من البر ولا يطلب به وجه الله ، إنما يطلب به تزكية الناس ، يشتهي أن يسمع به الناس ، فذاك الذي أشرك بعبادة ربه».

6- عن العلاء بن فضيل ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن تفسير هذه الآية (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً). قال: «من صلى ، أو صام ، أو أعتق ، أو حج يريد محمدة الناس ، فقد أشرك في عمله ، وهو شرك مغفور».

7- عن علي بن سالم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال الله تبارك وتعالى: أنا خير شريك ، من أشرك بي في عمله لن أقبله ، إلا ما كان لي خالصا». وفي رواية اخرى عنه (عليه السلام) قال: «إن الله يقول: أنا خير شريك ، من عمل لي ولغيري ، فهو لمن عمل له دوني». وعن زرارة ، وحمران ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: «لو أن عبدا عمل عملا يطلب به وجه الله ، والدار الآخرة ، ثم أدخل فيه رضا أحد من الناس ، كان مشركا».

8- عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: (فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً). قال: «العمل الصالح: المعرفة بالأئمة ، (وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً): التسليم لعلي (عليه السلام)، لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ، ولا هو من أهله».

وبهذا يتبين خطورة شرك الرياء على الإنسان في عدم قبول الاعمال العبادية فهو كمن ينفخ في قربة مخرومة فقد طيع جهوده وأعمالة بسبب سوء النية فلو كان واعيا ويعلم خطورة نواياه يوم القيامة ما فعل ذلك ولكن الانسان في الاغلب ظلوما جهولا يغتر بالدنيا وملذاتها فيقع في أشراكها لذلك وجب على الانسان أن يفهم ذلك عن أهل البيت عليهم السلام لكي يسلم .

تعليقات