القائمة الرئيسية

الصفحات

كل النساء كيدهن عظيم !

أن كيدكن

قال تعالى في سورة يوسف آية 28 ( فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) نحن نعلم أن سورة يوسف عليه السلام هي عبارة عن قصة من أولها إلى آخرها وإن الله سبحانه وتعالى يتكلم على لسان من في القصة قال تعالى ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) .

خاصة وليست عامة

فكيف يدلل بعض الناس أن كيد النساء عظيم لأن الله قال ذلك في القران الكريم ونسوا أن الله سبحانه وتعالى يقول ما قاله الملك لزوجته والنساء اللواتي راودن يوسف عن نفسه ولم يقرر سبحانه وتعالى بأن جميع النساء في الأرض على هذه الشاكلة .

والذي يدل على ذلك تفسير آل محمد عليهم السلام لهذه الآية فقد قالوا ما قاله الله تعالى عن هذه الآية ولو كان الحكم عام بأن جميع النساء كيدهن عظيم لأوضحوه في حديثهم عليهم السلام فهم أعلم الناس بالقران لأنهم الراسخون في العلم وهم المصداق الحقيقي لذلك .

تفسير السجاد عليه السلام للآية

ففي تفسير البرهان للبحراني قال أبو حمزة: فقلت لعلي بن الحسين (عليه السلام): ابن كم كان يوسف يوم ألقوه في الجب؟ فقال: كان ابن تسع سنين». فقلت: كم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر؟ فقال: «مسيرة اثني عشر يوما».

قال: «وكان يوسف من أجمل أهل زمانه ، فلما راهق يوسف راودته امرأة الملك عن نفسه ، فقال لها: معاذ الله ، إنا من أهل بيت لا يزنون ، فغلقت الأبواب عليها وعليه ، وقالت: لا تخف. وألقت نفسها عليه ، فأفلت منها هاربا إلى الباب ففتحه فلحقته ، فجذبت قميصه من خلفه فأخرجته منه ، فأفلت يوسف منها في ثيابه (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ)- قال- فهم الملك بيوسف ليعذبه ، فقال له يوسف: واله يعقوب ، ما أردت بأهلك سوءا ، بل هي راودتني عن نفسي ، فسل هذا الصبي: أينا راود صاحبه عن نفسه؟- قال- وكان عندها من أهلها صبي زائر لها. فأنطق الله الصبي لفصل القضاء ، فقال: أيها الملك انظر إلى قميص يوسف ، فإن كان مقدودا من قدامه فهو الذي راودها ، وإن كان مقدودا من خلفه فهي التي راودته.

فلما سمع الملك كلام الصبي وما اقتصه ، أفزعه ذلك فزعا شديدا ، فجي‏ء بالقميص فنظر إليه ، فلما رآه مقدودا من خلفه ، قال لها: (إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) وقال ليوسف: (أَعْرِضْ عَنْ هذا) ولا يسمعه منك أحد ، واكتمه- قال- فلم يكتمه يوسف ، وأذاعه في المدينة حتى قالت نسوة منهن: (امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ) فبلغها ذلك ، فأرسلت إليهن ، وهيأت لهن طعاما ومجلسا ، ثم أتتهن بأترج وأتت كل واحدة منهن سكينا ، ثم قالت ليوسف: (اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ) ما قلن ، فقالت لهن: (فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ) يعني في حبه.

وخرجت النسوة من عندها ، فأرسلت كل واحدة منهن إلى يوسف سرا من صاحبتها تسأله الزيارة فأبى عليهن ، وقال: (إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ) فصرف الله عنه كيدهن. فلما شاع أمر يوسف وامرأة العزيز والنسوة في مصر ، بدا للملك بعد ما سمع قول الصبي ليسجنن يوسف ، فسجنه في السجن ، ودخل السجن مع يوسف فتيان ، وكان من قصتهما وقصة يوسف ما قصه الله في الكتاب».

الرجال والنساء سواء

إذا الكلام لا يعم جميع النساء وأنما النساء اللواتي كادوا ليوسف عليه السلام فقط وقد ينطبق على بعض النساء كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لبعض نساءه (أنكن صويحبات يوسف) والكيد هي خلق ذميم في بعض الناس سواءا من الرجال أو النساء وتعني الحيلة والتآمر خفية فكما تنطبق على بعض النساء وليس كلهم فهي تنطبق على بعض الرجال وليس كلهم  وقد يكون الرجل أعظم كيدا من المرأة في بعض الأحيان وقد يكون العكس فهي صفه أنسانية ذممية تعم من كانت نفسه شريرة من الجنسين الذكر والأنثى .

فلا داعي أن نظلم جميع النساء ونحمل الآية القرآنية أكثر مما تحتمل لأن عزيز مصر أو الملك قال لزوجته وبعض النساء اللواتي ضايقن يوسف عليه السلام إن كيدكن عظيم فنجتهد من عند أنفسنا ونستشهد بالآية ونقول بأن الكيد العظيم يأتي من جميع النساء فقط وهذا ظلم وتجني على الآية قال تعالى ( أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) فكيف يخص النساء بكيد العظيم فقط والله تعالى يساوي بين الناس جميعا في الخطاب قال تعالى ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) صدق الله العلى العظيم

تعليقات