هناك ذنوب يقوم بها الناس تأتي بنتائج سلبية على حياتهم وحياة الآخرين من حولهم قال تعالى في سورة النساء آية 79 ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ۚ ) . كل خير من الله تعالى لأن الأنسان عندما يطيع الله سبحانه وتعالى يأتيه الخير من كل مكان عاجلا أم آجلا قال تعالى : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ )
أما السيئة فهي من الانسان لأن عصيانه لله يأتي بنتائج عكسية وسيئة على نفسه وعلى من حوله من الناس لأن الله سبحانه وتعالى هو الأعلم بصالح الانسان فإذا خالف الانسان ما أمر به الله جائته المصائب عاجلا أم آجلا . وهناك أحاديث كثير عن الأئمة عليهم السلام يتحدثون فيها عن أنواع الذنوب وهي:
أنواع الذنوب التي تجلب المصائب والهموم :
وقد عددها الامام الصادق عليه السلام محذرا من هذه الذنوب وإنها تأتي بنتائج خطيرة ومتعبه وتسبب الكثير من العذاب والظلم بسبب مخالفة ما أمر به الله سبحانه وتعالى :
قال أبو عبد الله (عليه السلام) : «الذنوب التي تغير النعم: البغي ، والذنوب التي تورث الندم: القتل ، والتي تنزل النقم: الظلم ، والتي تهتك الستر: شرب الخمر ، والتي تحبس الرزق: الربا ، والتي تعجل الفناء: قطيعة الرحم ، والتي ترد الدعاء وتظلم الهواء: عقوق الوالدين».
وفي حديث آخر : قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إذا فشت أربعة ، ظهرت أربعة: إذا فشا الزنا ظهرت الزلزلة ، وإذا فشا الجور في الحكم احتبس القطر ، وإذا خفرت الذمة أديل لأهل الشرك من أهل الإسلام ، وإذا منعت الزكاة ظهرت الحاجة ») وهذا ينطبق على الآية في قاله تعالى : في سورة الرعد آية 11: ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) .
وفي رواية ابن بابويه في (معاني الأخبار) ، قال: حدثنا أبي ، قال: حدثنا سعد بن عبد الله ، عن معلى بن محمد ، قال: حدثنا العباس بن العلاء ، عن مجاهد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله ، إلا أن فيه: «والذنوب التي تهتك العصم ، وهي الستور: شرب الخمر».
الذنوب التي تعجل الفناء :
عن إسحاق بن عمار ، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «كان أبي (عليه السلام) يقول: نعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء ، وتقرب الآجال ، وتخلي الديار ، وهي: قطيعة الرحم والعقوق ، وترك البر».
هذا ما قاله الامام الصادق عليه السلام في الذنوب التي تعجل الفناء وتقرب الآجال والتي يستطيع الانسان أن يتجنبها إذا أطاع الله تعالى فلا تعود عليه بأمر سلبي ولكن الكثير من الناس يتكبر على أمر الله ويعتبر مواصلة أقرباءه إهانة له خاصة إذا قاطعوه ولم يهتموا به ولكن الدين يقول عليك أن تصلهم وتبر بوالديك بما تستطيع ولو بالسلام أو الاتصال فتكون بذلك أطعت الله سبحانه وتعالى فتنزل عليك البركات والخير من الله تعالى بعمر مديد . وتزول عن العاصين هذه الخيرات .
الذنوب التي تغير النعم :
عن عبد الله بن الفضل عن أبيه ، قال: سمعت أبا خالد الكابلي يقول: سمعت زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: «الذنوب التي تغير النعم: البغي على الناس ، والزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف ، وكفران النعم ، وترك الشكر ، قال الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ ). هذه هي الذنوب التي تغير النعم وهي أنقطاع عن فعل الخير وعدم القيام بالمعروف والكفر بالنعمة وعدم الشكر لله تعالى على نعمه التي لا تحصى .
الذنوب التي تؤدي إلى الندم :
والذنوب التي تورث الندم: قتل النفس التي حرم الله ، قال الله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ)، وقال عز وجل في قصة قابيل حين قتل هابيل فعجز عن دفنه: (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)[، وترك صلة القرابة حتى يستغنوا ، وترك الصلاة حتى يخرج وقتها ، وترك الوصية ، ورد المظالم ، ومنع الزكاة حتى يحضر الموت وينغلق اللسان.
وهذا تكملة للحديث السابق يوضح فيه الامام عليه السلام الذنوب التي تؤدي إلى الندامة وهي مذكورة في الحديث وهذه الذنوب تجلب الكثير من الخسائر للانسان في حياته الدنيا والكثير من العقاب في الآخرة بينما لو قام بالطاعة لحلى عليه الخير والثواب في الدنيا والآخرة ولكن الكثير من الناس يستولى عليهم الجهل الذي هو عدم الطاعة لله بينما العقل هو الطاعة لله قال تعالى (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ) وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) صدق الله العلى العظيم .
تعليقات
إرسال تعليق