الكسل:هو التثاقل والعجز عن القيام بالعمل الدنيوي أو الأخروي الذي يستطيع الانسان عن طريقه الوصول لما يريد سواءا في الدنيا أو الآخرة قال تعالى :هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) فبالكسل والخمول لايحصل الانسان على رزقه لأن الله قال فمشوا في مناكبها أي أعملوا لكي تحصلوا على الرزق .عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ عَدُوُّ الْعَمَلِ الْكَسَلُ. الكافي باب كراهية الكسل
أما بالنسبة للآخرة قال تعالى ( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ) أي من عمل للأخرة من الطاعة لله سبحانه وتعالى فإن الله يجازيهم خيرا وهذا لايكون بالكسل طبعا بل لا بد من العمل والصبر. عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ إِنِّي لأبْغِضُ الرَّجُلَ أَوْ أُبْغِضُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ كَسْلاناً [كَسْلانَ] عَنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ وَمَنْ كَسِلَ عَنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ فَهُوَ عَنْ أَمْرِ آخِرَتِهِ أَكْسَلُ. الكافي
سلبيات الكسل :
الاول : الكسل يجلب الفقر : لأن الرزق لا يأتي للانسان إلا بسبب هو العمل والحركة والسعي في الأرض وبدونه يكون الفقر والحاجة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلام) إِنَّ الأشْيَاءَ لَمَّا ازْدَوَجَتْ ازْدَوَجَ الْكَسَلُ وَالْعَجْزُ فَنُتِجَا بَيْنَهُمَا الْفَقْرَ. الكافي
عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ كَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَمَّا بَعْدُ فَلا تُجَادِلِ الْعُلَمَاءَ وَلا تُمَارِ السُّفَهَاءَ فَيُبْغِضَكَ الْعُلَمَاءُ وَيَشْتِمَكَ السُّفَهَاءُ وَلا تَكْسَلْ عَنْ مَعِيشَتِكَ فَتَكُونَ كَلا عَلَى غَيْرِكَ أَوْ قَالَ عَلَى أَهْلِكَ. الكافي
ثانيا : الكسل يمنع الوصول للحقيقة : يحتاح الوصول للحقيقة للبحث والحركة والعمل والرجل الكسلان لايحب ذلك فهو دائما ضجور و يريد كل شئ جاهز على طبق من ذهب ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ إِيَّاكَ وَالْكَسَلَ وَالضَّجَرَ فَإِنَّكَ إِنْ كَسِلْتَ لَمْ تَعْمَلْ وَإِنْ ضَجِرْتَ لَمْ تُعْطِ الْحَقَّ.
ثالثا : الكسلان كثير الاماني والحسرات : فهو يتمنى أن يكون كذا وعنده كذا ولكنه لا يسعى ولا يتحرك فتمضي عليه السنون وهو على ذلك حتى يتحسر على ما فات من حياته دون عمل ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) يَقُولُ تَجَنَّبُوا الْمُنَى فَإِنَّهَا تُذْهِبُ بَهْجَةَ مَا خُوِّلْتُمْ وَتَسْتَصْغِرُونَ بِهَا مَوَاهِبَ اللهِ تَعَالَى عِنْدَكُمْ وَ تُعْقِبُكُمُ الْحَسَرَاتُ فِيمَا وَهَّمْتُمْ بِهِ أَنْفُسَكُمْ.
رابعا : الكسلان عالة على غيره : الكسلان دائما يعتمد على غيرة في كل شئ تقريبا لذلك فأهله والناس لا تحترمه ويصبح مهانا ذليلا بينهم لأنه يستطيع أن يعمل ولا يعمل بل يفضل الكسل والخمول على العمل عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ كَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَمَّا بَعْدُ… لا تَكْسَلْ عَنْ مَعِيشَتِكَ فَتَكُونَ كَلا عَلَى غَيْرِكَ أَوْ قَالَ عَلَى أَهْلِكَ.
خامسا : لا تستعن بكسول : لأن الكسول لم ينفع نفسه فكيف سينفعك أو تستعين به ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ لا تَسْتَعِنْ بِكَسْلانَ وَلا تَسْتَشِيرَنَّ عَاجِزاً. الكافي
وفي النهاية الكسل يؤدي إلى العجز وهو درجات متفاوتة قد تتحقق هذه النتائج كلها أو بعضها كل حسب الدرجة التي وصل إليها في الكسل لذلك وجب علينا ان نجتهد في العمل الدنيوي الذي يحقق لنا الحياة الكريمة وكذلك العمل الاخروي الذي يقربنا من الله سبحانه وتعالى وقد قال في كتابه الكريم ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ ) صدق الله العلى العظيم .
تعليقات
إرسال تعليق