الاجتهاد في الحقيقة لا يجوز النقاش فيه عند الناس جميعهم إلا القليل من المتنورين فكأن الاجتهاد وأدوته أله لا يجوز النقاش فيه وتوضيح حقيقته فهي خط أحمر عندهم لذلك بعض المجموعات طردوني لانني تكلمت في ذلك و وضحت أن الاجتهاد في الواقع مجرد أراء يتوصل إليها المجتهد بناءا على أدله يتوهم بأنها عقلية كالقياس وسيرة العقلاء وسيرة المتشرعة والتذوق الفقهي والاستحسان وغيرها من أدوات الاجتهاد وهي في الواقع مأخوذة من المخالفين لاهل البيت عليهم السلام وقد يزيدون عليها أويغيرون بعض الألفاظ وتبقى كما هي عمليا .
وقد وضح أهل البيت عليهم السلام بان من يسلك هذا المسلك ليس من الصالحين لأنهم لا يحكمون بأحكام الله تعالى تماما بل عندما لا يعلمون يجتهدون بأدلة وضعيه أوعقلية كما يتوهمون فيصلون إلى أحكام يظنون أنها حكم الله عز وجل وهم ليسوا مستيقنين من ذلك لذلك تراهم يغيرون فتاويهم من وقت الى آخر ثم بعد ذلك يجبرون الناس على تقليدهم فيما حكموا به من أراء ظنية وقياسات شيطانية والعياذ بالله .
قال الامام الصادق عليه السلام في الحكم والانتماء إلى الصالحين في قوله تعالى : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) يعني بالصالحين الذين لا يحكمون إلا بحكم الله عز وجل ، ولا يحكمون بالآراء والمقاييس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق ، بيان ذلك في قوله: (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) أراد في هذه الامة الفاضلة ، فأجابه الله ، وجعل له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين ، وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وذلك قوله عز وجل (وجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا)». البرهان للبحراني تفسير سورة مريم من آية 42 - 50
فالحكم بالأراء والمقاييس فساد في الارض يتمخض عنه الكثير من المشاكل والاحزان والظلم قال تعالي : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا 103 الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً 104) في رواية أبى الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «هم النصارى ، والقسيسون ، والرهبان ، وأهل الشبهات والأهواء من أهل القبلة ، والحرورية ، وأهل البدع». البرهان للبحراني تفسير سورة الكهف آية 103 و 104
وأهل الشبهات والبدع هم أهل الاجتهاد فهم لا يتورعون عن الخوض في الشبهات والافتاء فيها سواء توصلوا الى الحكم الحقيقي أم لا المهم عندهم الافتاء وعدم الوقوف في شئ أبدا لذلك أنتشرت بينهم البدع والاهواء وأشياء ما انزل الله بها من سلطان فأصبح الدين بعد أن كان واحد تشعبات وسبل مختلفة بسببهم فكيف يكونوا من الصالحين وانما يمثلون ويتلبسون بلباس الصالحين ما عدا القليل منهم وهم من لا يرى الاجتهاد والتقليد الاعمي في الدين . والله الهادي الى سواء السبيل .
تعليقات
إرسال تعليق