القائمة الرئيسية

الصفحات

مظاهر نصب العداء لأهل االبيت



هناك مظاهر كثيرة من التصب على أهل بيت النبي صلى الله وعليه وآله وسلم سوف نتتطرق لعدد منها في كتب التاريخ والحديث لنبين الظلم الكبير الذي وقع عليهم قال الامام الصادق عليه السلام ( لا يبالي الناصب صلى أم زنى و هذه الآية نزلت فيهم * عاملة ناصبة تصلى نارا حامية . ) الكافي ج8 ص162 .لكن قبل التطرق لمظاهر النصب علينا أن نبين من هم أهل البيت الذين بينهم النبي و وقع عليهم العداء والظلم فيما بعد . 

من هم أهل البيت عليهم السلام في آية التطهير :


1- عن طريق اهل السنة ورد في حديث صحيح مسلم في باب فضائل أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم روى بسنده عن عائشة قالت : خرج النَّبيُّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ غداة ، وعليه مرط مرّحل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء عليّ فأدخله ، ثمّ قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  .
ويذلك يتبين بأن أهل البيت في الآية الكريمة هم  الامام علي و بنت النبي فاطمة و ولداهما الحسن والحسين عليهم السلام .

2- عن طريق الشيعة ورد في كتاب سليم بن قيس ص 298 (.. قال الامام علي عليه السلام لأبي الدرداء وأبو هريرة ومن حوله أيها الناس ، أتعلمون أن الله تبارك وتعالى أنزل في كتابه ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فجمعني رسول الله وفاطمة والحسن والحسين معه في كسائه و قال اللهم هولاء عترتي وخاصتي وأهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فقالت أم سلمة وأنا يا رسول الله ؟  فقال (( إنك على خير )) إنما أنزلت فيَّ و في أخي علي وأبنتي فاطمة وفي أبنيَّ الحسن والحسين وفي تسعة أئمة من ولد الحسين أبني - صلوات الله عليهم - خاصة ليس معنا غيرنا . فقام كلهم قالوا نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك ، فسألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فحدثنا به كما حدثتنا أم سلمة به . ) وهنا يتبين أن اهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة الأوصياء من ذرية الحسين عليهم جميعا السلام .

مظاهر العداء التي أتبعها النواصب :


1- قتال الامام علي بن أبي طالب و محاربته يعتبر من مظاهر النصب لأهل البيت عليهم السلام . ففي الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر  كتاب النساء .... 11587 أخرج الترمذي من حديث زيد بن أرقم : أن رسول الله (ص) ، قال : علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام : أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم .


- و في كتاب البداية و النهاية لابن كثير  ج11 ص191 أورد هذا الحديث.... قال الامام أحمد : حدثنا : تليد بن سليمان ، ثنا : أبو الحجاف ، عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : نظر رسول الله إلى علي وحسن وحسين وفاطمة (ع) ، فقال : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم .


يتبين من ذلك أن من حارب علي وفاطمة والحسن والحسبن كمن حارب النبي فحكم محاربة النبي هو نفس حكم محاربة علي و فا طمة والحسن والحسين عليهم السلام .


2- سب علي وفاطمة والحسن والحسين يعتبر من النصب : عن ابن عباس قال ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سبّ عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله أكبه الله على منخريه في النار ) أخرجه الحاكم في مستدركه وهو صحيح على شرط الشخين .

وروى الحاكم أيضاً (ج2/122) عن ابن أبي مليكة قال: جاء رجل من أهل الشام فسب علياً عند ابن عباس فحصبه ابن عباس فقال: ياعدو الله آذيت رسول الله (ص) (( إنَّ الَّذينَ يؤذونَ اللَّهَ وَرَسولَه لَعَنَهم اللَّه في الدّنيَا وَالآخرَة وَأَعَدَّ لَهم عَذَابًا مّهينًا )) (الاحزاب-57) لو كان رسول الله (ص) حياً لآذيته ثم قال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي بقوله صحيح . ) . وكان معاوية يسب علي عليه السلام ليل نهار بل أمر ولاته في خطبهم خاصة يوم الجمعة بسب علي على المنابر وقد تربت الشام على هذا السب والبغض لعلي عليه السلام  .

3- من خطأهم وجعل الحق مع غيرهم يعتبر من النصب : روى لحاكم في المستدرك على الصحيحين . كتاب معرفة الصحابة : علي مع القران والقران مع علي الجزء الثالث رقم الصفحة ١٢٥  عن أحمد بن كامل القاضي ، ثنا : أبو قلابة ، ثنا : أبو عتاب سهيل بن حماد ، ثنا : المختار بن نافع التميمي ، ثنا : أبو حيان التيمي ، عن أبيه ، عن علي (ر) ، قال : قال رسول الله (ص) رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار ، هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه . .

وقال رسول الله( علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة ) ورد في الامامة والسياسة لابن قتيبة ج١ ص٧٣ ، وفي تاريخ بغداد  للخطيب ج١٤ ص ٣٢١ . ومصادر أخرى ايضا لكن نكتفي بهذا مراعاة للأختصار . وفي الجملة فإن من خطأ علي عليه السلام مع ما قاله النبي في عصمته من الخطأ لقوله الاحاديث التي ذكرناها فهو ناصب إذا كان يعلم و إذا كان لايعلم فهو جاهل

4 - الحسد لعلي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده يعتبر من النصب : قال تعالى :  أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله) سورة النساء آية 54 . وهي تخص أهل البيت فاطمة وعلي عليه السلام والأئمة من ولدهما ورد ذلك في مصادر أهل السنة منها .
- شواهد التنزيل للحسكاني ج١ ص ١٤٣
- مناقب علي بن أبي طالب لأبن المغازلي الشافعي ص ٤٦٧
- ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ١٤٢ و ٣٢٨ و ٣٥٧
- الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص١٥٠
فالمحسودون إذا هم فاطمة وعلي عليه السلام والأوصياء من أولاده وهذا يعتبر من النصب لأن الذين قاموا باغتصاب حقهم في الخلافة والولاية على الناس كان بدافع الحسد . فالذي يأتي فيما بعد ويؤيد هولاء الحاسدين وما قاموا به من أعتداء هو ناصب إذا كان يعلم وإذا لم يكن يعلم فهو جاهل وعليه البحث عن الحقيقية فهو واجب  .

5- الاعتراض على ولاية علي عليه السلام تعتبر من النصب : و هو عدم قبول ولاية الامام علي عليه المنصوصة في الكتاب والسنة  ففي الكتاب وردت في آية التبليغ وفي السنة في حديث الغدير وقد أعتراض أحد الصحابة وطلب من الله أن ينزل عليه عذاب إذا كان ما دعى إليه النبي من ولاية الإمام علي صحيحا فنزلت فيه الآية في قوله نعالى ( سأل سائل بعذاب واقع )  هو النعمان بن الحارث أو النضر بن الحارث وكان هذا بمجرد تعيين الإمام علي (عليه السلام) خليفة ووليا في (غدير خم) وانتشار هذا الخبر في البلاد ، حيث رجع مغتاظا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: هل هذا منك أم من عند الله؟ فأجابه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مصرحا: " من عند الله "، فإزداد غيظة وقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ، فرماه الله بحجارة من السماء فقتله.

موجودة في عدد من المصادر السنية منها :
شواهد التنزيل للحسكاني ج٢ ص٢٨٦
تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص٣٠
تفسير القرطبي ص٢٧٨
شرح الجامع الصغير للسيوطي ج٢ ص٣٨٧
فرائد السمطين للحمويني ج١ ص٨٢
السراج المنير للشربيني الشافعي ج٤ ص٣٦٤

وغيرهم من المصادر تركناها مراعاة للأختصار ومن أراد التأكد فاليراجع . على أي حال يتبين أن الاعتراض على ولاية علي عليه السلام من النصب وهذا أقل ما يقال فيه . لأنه قد يكون من الكفر كما في قوله تعالى سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع . ) فقد وصف الله تعالى المعترض على ولاية علي التي بلغها النبي في غدير خم بأنه من الكافرين . فمن ظل معترضا إلى يومنا هذا فقد بشره الله بقوله ( للكافرين ليس له دافع ) خاصة للذي يعلم و يعرض عن ذلك عنادا أما الجاهل فعليه أن يبحث لكي يعلم و أمره الى الله إذا لم يكن يعلم ولا معادي لأهل البيت عليهم السلام .


6- تضعيف أحاديث فضائل أهل البيت : وبالأخص الامام علي عليه السلام و تحريف معانيها الواضحة عن محتواها الحقيقي بدون مسوغ سوى الهوى والتعصب أو الانتصار لرموز تعادي أهل البيت عليهم السلام فيجعل الحق معهم رغم أنهم مأمورون بالمودة لأهل البيت في قوله تعالى : قل لأسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى .) ولكنهم رموا ذلك وراء ظهورهم  و وقفوا مع من عادى آل محمد عليهم السلام بل واتبعوهم وترضوا عليهم رغم أن النبي قال ( (تَركتُ فِيكم الثَّقلين، ما إن تمسَّكتُم بهما، لن تضلُّوا: كِتابَ اللهِ، وعِترتي أهلَ بيتي ) ومعروف من هم أهل البيت فقد تم ذكرهم في حديث الكساء الذي روته أم المؤمنين أم سلمة وعائشة وقد كتبناه في بداية المقال . في تفسير قوله تعالى ( أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويظهركم تطهيرا ) وهم علي و فاطمة والحسن والحسين و تسعة أئمة من ولد الحسين عليهم جميعا السلام  فهولاء أولى بالأتباع لا غيرهم لأن الله والرسوله أمروا بذلك .


7- بغض علي عليه السلام وفاطمة وأبنائها يعتبر من التصب :  عن أبى أيّوب الأنصارى اعرضو حبّ علىّ علي أولادكم ; فمن أحبّه فهو منكم ، ومن لم يحبّه فاسألوا اُمّه من أين جاءت به ; فإنّى سمعت رسول الله( صلى الله عليه وأله وسلم ) يقول لعلىّ بن أبى طالب ( عليه الصلاة والسلام ) : لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق ، أو ولد زنية ، أو حملته اُمّه وهى طامث .


 وعن بريدة الأسلمي : بَعَثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلِيًّا إلى خَالِدٍ لِيَقْبِضَ الخُمُسَ، وكُنْتُ أُبْغِضُ عَلِيًّا، وقَدِ اغْتَسَلَ، فَقُلتُ لِخَالِدٍ: ألَا تَرَى إلى هذا! فَلَمَّا قَدِمْنَا علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرْتُ ذلكَ له، فَقالَ: يا بُرَيْدَةُ، أتُبْغِضُ عَلِيًّا؟ فَقُلتُ: نَعَمْ، قالَ: لا تُبْغِضْهُ؛ فإنَّ له في الخُمُسِ أكْثَرَ مِن ذلكَ. ) المصدر صحيح البخاري ص أو الرقم 4350 حكمه صحيح و أخرجه أحمد في مسنده 23036 و غيرهم .


وعن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه - إنه لا يُحبُّكَ إلا المؤمنُ ، و لا يُبغِضُك إلا منافقٌ) المصدر صحيح الجامع للألباني ص أو الرقم 2422 و حكمه صحيح كما قال الألباني


8- معاداة الشيعة لأنهم موالين لعلي عليه السلام  : وليس لأمر آخر و يعتبر هذه من النصب ، فقد عادى معاوية الشيعة لأنهم موالين لعلي عليه السلام وينشرون فضائله التي ذكرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومما عمله معاويه وسار عليه كله أو  بعضه ممن أتى بعده نورده في الآتي :

فقد كتب إلى عماله في جميع الآفاق: ألاّ يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة، ثمّ كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البيّنة انّه يحب علياً وأهل بيته، فامحوه من الديوان وأسقطوا رزقه وعطاءه.

وقد استخلف زياد الذي ولي الكوفة ستة أشهر والبصرة كذلك تناوباً سمرة بن جندب على البصرة في غيابه فقتل ثمانية آلاف من الناس، فقال له زياد: هل تخاف أن تكون قتلت بريئاً؟ فرد عليه قائلاً: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت . وقال بن  ابن أبي الحديد العالم السنّي الشهير: قتلت الشيعة بكلّ بلدة، وقطع بنو أمية أرجلهم وأيديهم على الظنّة، وكان كلّ من يذكر ويعرف بحب أهل البيت والانقطاع إليهم سجن أو نهب ماله أو هدمت داره، وقد بلغ الاضطهاد حدّاً جعل الرجل يقال له زنديق أو كافر أحب إليه أن يقال من شيعة علي، و كان أشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي ـ عليه السَّلام ـ، فاستعمل معاوية عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف، لأنّه كان منهم أيّام علي ـ عليه السَّلام ـ، فقتلهم تحت كلّ حجر ومدر، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشردهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم. ) كتاب تاريخ الأمم والملوك للبلاذري ج٦ ص٩٥

ومعروف المعادة لعلي عليه السلام من النصب فعندما تضهد شيعته لأنهم يوالونه ويحبونه فهذا دليل على أن عداءه لهم من النصب لعلي عليه السلام فلو لم يكونوا يحبونه ويوالونه لما اضطهدهم .


الخاتمة :


هذه بعض مظاهر النصب التي جمعناها من الاحاديث والتاريخ وهي قتاله و شن الحروب عليه بمختلف الوسائل ، القيام بسبه والتقليل من شأنه و هو نفس رسول الله كما قال تعالى في آية المباهلة : وانفسنا وأنفسكم ) ، النظر بعين الحسد رغم فضائله الكثيرة حتى فضلوا عليه بعض الصحابة بدون وجه حق ، تخطأته في بعض المواقف مع أن النبي قال ( علي مع الحق والحق مع علي ) ولكنهم عنادا جعلوا ذلك وراء ظهورهم  و منها كذلك الاعتراض على ولايته رغم الأدلة والأحاديث التي تبين حقه في ذلك ، حتى وصل الأمر إلى هجمات شرسة تشن على هذه الأحاديث و محاولات مستميته لتضعيفها أو تحريفها عن معانيها الحقيقية عنادا للحق الجلي والواضح ، وفي النهاية شن الهجمات الشرسة على الشيعة وقتلهم واضطهادهم بمختلف الأساليب الإجرامية بدون ذنب سوى موالاتهم لعلي عليه السلام و ذكرهم له و لمظلوميته فقط والله الهادي الى سواء السبيل

تعليقات