القائمة الرئيسية

الصفحات

عبادة الاصنام البشرية




الاصنام البشرية : هي التي تعبد  من دون الله تعالى  سواءا كانوا يشعرون أو لا يشعرون . وهذه الاصنام تتكلم وتأمر وتنهي كما تشاء وتدعي أن ذلك من الله تعالى بدون دليل ولا برهان والناس يصدقونهم في كل شئ وبدون مناقشة مع أنهم يعلمون بأنهم غير معصومين وهذه هي الطامة الكبرى عليهم لأن هذه المعلومة التي يعرفونها ستكون حجة عليهم يوم القيامة فقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام قوله ( أياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال ) الكافي ص298

وبهذا فإن تصديق رجل الدين أو الفقية بلا دليل أو أصل ورد عن النبي وآله الطاهرين يعتبر عبادة صنمية له خاصة إذا كان هذا الفقيه يؤمن بالاجتهاد والذي يعني بذل الوسع في تحصيل الحكم الظني القائم على أراء المجتهد الشخصية وبهذا فإن طاعة هذا المجتهد طاعة عمياء يعتبر عبادة له لأن بعض ما يقول من أحكام جاء من أراءه الشخصية .

وكما تعلمون فإن المجتهد لا يضع دليل على ما يقول من أحكام لذلك لا يستطيع الناس أن يفرقوا  بين ماهو من عند الله وما جاء به المجتهد من كيسه ولهذا فإن التقليد لهذا المجتهد في الاحكام بلا دليل من القران والسنة عبادة له لذلك قال : الامام الصادق عليه السلام ( من أجاب ناطقا فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله عز وجل ، وإن كان الناطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان ) والشيطان هو الناطق نفسه لأنه شط عن الحق فأصبح شيطانا وليس أبليس وحده كما يتصور البعض لذلك لا بد من المطالبه بالدليل لكي لا يتحول الدين إلى عبادة لهذا المجتهد فيكون حينها وثن يعبد من دون الله   

عن ابي بصير قال قال ابو عبد الله عليه السلام : لينصرنه الله هذا الأمر بمن لا خلاق له ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو مقيم على عبادة الاوثان ) الغيبة للشيخ الطوسي ص 450 


وقد علق العلامة المجلسي رحمه الله على هذه الرواية فقال : لعل المراد أكثر اعوان الحق وأنصار التشيع في هذا اليوم جماعة لانصيب لهم في الدين ولو ظهر الامر وخرج القائم يخرج من هذا الدين من يعلم الناس انه كان مقيما على عبادة الاوثان حقيقة أو مجازا وكان الناس يحسبونه مؤمنا ) بحار الانوار ج52   ص 392 - 330

والتقليد في الواقع نوع من الصنمية وعبادة لذلك المجتهد عندما يأتي باحكام لا ندري هل هي من القران والسنة أم من كيسه ؟ لأنها مجردة من الدليل فأنه من قلد أمثال هولاء كمن هو عاكف على وثن أو صنم يعبده من دون الله تعالى يصدقه في كل ما قال فإذا جاء الامام المهدي عليه السلام ودعاه إلى الحق تركه وصدق ما هو قائم على عبادته وهو المجتهد 

ورد في زيارة صاحب الزمان عليه السلام : وأقم بسلطانه كل سلطان واقمع به عبدة الاوثان وشرف به أهل القران والايمان ) بحار الانوار ج99  - ص88 .

وعبدة الاوثان هنا مجازا طبعا وليست أوثان حجريه لأن الأوثان الحجريه ليست موجودة على زمن الامام المهدي عليه السلام ولكن الاوثان البشرية موجودة وهم رجال الدين أصحاب الاجتهاد والرأي الذين يقلدهم الناس ويسمعون كلامهم كالانبياء والرسل والائمة عليهم السلام بل أعظم من ذلك لأن الأنبياء والرسل والأئمة لا يأتون بأرائهم ولا يشرعون من تلقاء أنفسهم في الدين قال تعالى ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) صدق الله العلي العظيم  

وفي حديث روى عن قتيبة سأل رجل أبو عبد الله عليه السلام عن مسألة فاجابه فيها فقال الرجل أريت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها ؟ فقال له : مه  ما أجبتك فيه من شئ فهو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسنا من أرأيت في شئ ) الكافي ج1 ص85

وفي حديث آخر جاء عن سماعة عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت له : كل شئ تقول به في كتاب الله وسنة نبيه أو تقولون برأيكم ؟ قال : بل كل شئ نقوله في كتاب الله وسنة نبية ) بحار الانوار ج2  ص173

وبهذا يتبين أن الانبياء والرسل والأئمة عليهم السلام لا يقولون بأرائهم بل من القرآن والسنه فما بال هولاء المجتهدين يقولون بأرائهم وينافسون الله تعالى في التشريع لعباده بل ويطلبون من الناس أن تقلدهم عميانا بلا خجل من الله ورسوله والائمة عليهم السلام .

وما بال هولاء الناس يقلدون أهل الاجتهاد والرأي ويجعلونهم اصناما بشرية يقلدونهم عميانا بلا سؤال عن دليل من الكتاب والسنة وهم يعلمون بأنهم غير معصومين من الخطأ ولا يستطيعون الاحاطه بكل شئ أليست هذه حماقه وأنهم مسئؤلون عن ذلك يوم القيامة قال تعالى ( وقفوهم أنهم مسئؤلون ) وهي في الولاية ومن يقلد اصحاب الاجتهاد والرأي فقد خالف الامام فإين هي الولايه إذأ ؟ هل هي بالكلام فقط !

قال الامام علي عليه السلام ( من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ومن أخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل )  بحار الانوار ج2 ص 105 ) أي من أخذ دينه من أراء الرجال أضلته الرجال عن الحق وهذا ما يفعله أهل الاجتهاد عندما يأتون باحكام لا دليل عليها من الكتاب والسنة . ومن أخذ دينه على بينه من الكتاب والسنة لا يضل عن الحق أبدا ولا يتزحزح كأنه الجبال الراسيات .

والعجيب أيها الاعزاء أن بعض المجتهدين يألف أحكام بناء على الأراء والنظريات الشخصية بدون وجود دليل من الكتاب والسنة وعندما يموت تضل كتبه وأحكامه موجودة يتعبد بها الناس حتى بعد وفاته فيكون بذلك صنما يعبد إلى ما شاء الله ، أما من جاء بالدليل من الكتاب والسنة فهو لا يعد تقليدا له بل هو تقليد للمعصوم عليه السلام وهو مجرد ناقل وموضح فقط كالشيخ الكليني رحمه الله والحر العاملي في الوسائل وغيرهم رحمهم الله جميعا .

ومن هنا فإن العبادة والبيعة لا تكون إلا لله تعالى وحده وليست للاصنام البشرية التي يعكف عليها الناس مقلدين فقد ورد عن المعصوم (عليه السلام) قوله … والاصلع المقتول صبراً في بيعة الاصنام ) والحقيقة انه لا وجود للاصنام الحجرية في عصر ظهور الامام (ع) لكن المقصود في الرواية هي الاصنام البشرية بقرينة قول الامام (عليه السلام) في الرواية ( في بيعة الاصنام ) فان البيعة لا تكون الا للبشر ولا تكون البيعة للحجارة بالتاكيد والله الهادي إلى سواء السبيل .

تعليقات