العبادة على حرف : أي العبادة على شك في النبي محمد صلى الله عليه وآله وما جاء به في الوصية التي وصى فيها بأتباع عترته الأوصياء عليهم الصلاة والسلام وهم الذين يمثلونه ويقومون مقامه بعد وفاته ما عدا النبوة فمن شك فيهم فقد عبد الله على حرف أيضا لأنهم يقومون مقامه بأمر الله عز وجل قال تعالى ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم ) وأولي الامر هم أهل البيت المعصومين عليهم السلام لأن طاعتهم مقرونة بطاعة لله ورسوله وهذا دليل على عصمتهم فطاعتهم طاعة لله ورسوله .
علم الاصول العقلية والعبادة على حرف :
قال تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ .
عن محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن بكير ، عن ضريس ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ) ، قال: «إن الآية
تنزل في الرجل ، ثم تكون في أتباعه». ثم قلت: كل من نصب دونكم شيئا فهو ممن يعبد الله على حرف؟ فقال: «نعم ، وقد يكون محضا». ) من كتاب الكافي 2: 292/ 4.
نستشف من هذه الرواية ما يدل على أن من نصب دون الأئمة عليهم السلام شيئا كعلم الاصول العقلية المبتدعة التي نصبها الفقهاء الاصوليون لتأليف الاحكام داخلة في من يعبد الله على حرف .
وعنه: عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن الفضيل وزرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ). قال زرارة: سألت عنها أبا جعفر (عليه السلام) ، فقال: «هؤلاء قوم عبدوا الله ، وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله ، وشكوا في محمد (صلى الله عليه وآله) وما جاء به ، فتكلموا في الإسلام ، وشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأقروا بالقرآن ، وهم في ذلك شاكون في محمد (صلى الله عليه وآله) وما جاء به ، وليسوا شكاكا في الله عز وجل ، قال الله عز وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ) يعني على شك في محمد (صلى الله عليه وآله) وما جاء به (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ) يعني عافية في بدنه وماله وولده (اطْمَأَنَّ بِهِ) ورضي به (وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ) يعني بلاء في جسده وماله ، تطير وكره المقام على الإقرار بالنبي (صلى الله عليه وآله) ، فرجع إلى الوقوف والشك ، ونصب العداوة لله ولرسوله ، والجحود بالنبي (صلى الله عليه وآله) وما جاء به ) من كتاب الكافي 2: 303/ 1.
وكذلك من شك في أهل البيت و حارب تراثهم بحجة علم الرجال ونفى الكثير من أحاديثهم ولم يعتمد عليها في الأحكام ولجأ إلى علم الاصول العقلية عوضا عن ذلك فهو شاك في أهل البيت عليهم السلام والشاك فيهم شاك في محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
الخلاصة :
وبذلك يتضح أن أتخاذ شئ أو تنصيب شئ دون النبي والأئمة عليهم الصلاة والسلام من ضمن العبادة على حرف لأن ذلك يعتبر شك في النبي والأئمة وأنهم لم يبلغوا الرسالة على أكمل وجه لذلك جاءوا بعلم الاصول العقلية لكي يكمل الدين الناقص من وجهة نظرهم والله الهادي إلى سواء السبيل .
تعليقات
إرسال تعليق