القائمة الرئيسية

الصفحات

تحية الإسلام من فقه آل محمد (ع )


 لكل شعب في العالم تحية خاصة به وتختلف هذه التحية من شعب الى اخر من ناحية الجمل التي تقال فيها ومن ناحية الحركات أيضا ولكنها كلها تهدف إلى الود والاحترام للطرف الاخر وهذا مما يقوي العلاقات الانسانية الطيبة . وكان العرب في الجاهلية عندهم تحيات مثل عمت صباحا وعمت مساءا ولكن الله تعالى أمرنا بأفضل من هذه التحية وهي تحية أهل الجنة فقال تعالى:( وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ حَسِيبا )86  وقد وضح لنا النبي واهل بيته الطيبين الطاهرين ماهي هذه التحية وماهو الفعل الذي معها ومتى نقولها كل ذلك عن طريق  أحاديثهم ورواياتهم الشريفة .

أهمية تحية الإسلام وردها :


إلقاء السلام تطوع إذا لم يقله لا اثم عليه ورده واجب على من سمع وقد ورد في ذلك روايات ومنها عن الطبرسي ، قال: ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره عن الصادقين (عليهما السلام): «أن المراد بالتحية في الآية السلام  وغيره من البر )

وعن  محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه  وآله): السلام تطوع ،  والرد فريضة».

وعنه: بهذا الإسناد ، قال: «من بدأ بالكلام فلا تجيبوه». و قال: «ابدأوا بالسلام قبل الكلام ، فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه».

 وعنه: عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «إن الله عز  وجل قال: إن البخيل من يبخل بالسلام».

 وعنه: عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «إذا سلم أحدكم فليجهر بسلامه ،  ولا يقول: سلمت فلم يردوا علي ،  ولعله يكون قد سلم  ولم يسمعهم ، فإذا رد أحدكم فليجهر برده ،  ولا يقول المسلم: سلمت فلم يردوا علي».

ثم قال: «كان علي (عليه السلام) يقول: لا تغضبوا  ولا تغضبوا ، أفشوا السلام ،  وأطيبوا الكلام ،  وصلوا بالليل  والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» ثم تلا (عليه السلام) عليهم قول الله عز  وجل: (السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ)

ثواب تحية الاسلام وردها :

ثواب تحية السلام درجات حسب تمامه أو نقصانه فعن أبان ، عن الحسن بن المنذر ، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «من قال: السلام عليكم فهي عشر حسنات ،  ومن قال: السلام عليكم  ورحمة الله فهي عشرون حسنة ،  ومن قال: السلام عليكم  ورحمة الله  وبركاته فهي ثلاثون حسنة».

وعنه: عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «ثلاثة ترد عليهم رد الجماعة  وإن كان واحدا: عند العطاس ، يقال: يرحمكم الله ،  وإن لم يكن معه غيره ،  والرجل يسلم على الرجل فيقول: السلام عليكم ،  والرجل يدعو للرجل فيقول: عافاكم الله ،  وإن كان واحدا فإن معه غيره».[279

آداب تحية الاسلام :


تحية السلام لها آداب وليست مجرد اجتهادات قال بها النبي والائمة من أهل بيته عليهم السلام ومنها مارود في هذه الروايات عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «يسلم الصغير على الكبير ،  والمار على القاعد ،  والقليل على الكثير».

و عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «القليل يبدأون الكثير بالسلام ،  والراكب يبدأ الماشي ،  وأصحاب البغال يبدأون أصحاب الحمير ،  وأصحاب الخيل يبدأون أصحاب البغال».

 وعنه: عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن ابن بكير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: سمعته يقول: «يسلم الراكب على الماشي ،  والماشي على القاعد ،  وإذا لقيت [جماعة] جماعة سلم الأقل على الأكثر ،  وإذا لقي واحد جماعة سلم الواحد على الجماعة».

 وعنه: عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «إذا كان قوم في مجلس ثم سبق قوم فدخلوا ، فعلى الداخل أخيرا- إذا دخل- أن يسلم عليهم».

 وعنه: عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن ابن بكير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «إذا مرت الجماعة بقوم أجزأهم أن يسلم واحد منهم ،  وإذا سلم على القوم  وهم جماعة أجزأهم أن يرد واحد منهم».

وعنه: عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال: إذا سلم الرجل من الجماعة أجزأ عنهم.

وعنه: عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «إن من تمام التحية للمقيم المصافحة ،  وتمام التسليم على المسافر المعانقة».

وعنه: عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يكره للرجل أن يقول: حياك الله ، ثم يسكت حتى يتبعها بالسلام».

حكم رد تحية الإسلام في الصلاة :

ورد عن النبي واهل بيته الطاهرين احكام رد السلام في الصلاة مفصلة وهي عبارة عن أسئلة سئلها اصحاب الأئمة للأئمة عليهم السلام يستفسروا فيها عن إجابة تحية السلام في الصلاة ومنها .

وعنه: عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: سألته عن الرجل يسلم عليه  وهو في الصلاة.

قال: «يرد: سلام عليكم ،  ولا يقول:  وعليكم السلام ، فإن رسول الله (صلى الله عليه  وآله) كان قائما يصلي ، فمر به عمار بن ياسر فسلم عليه عمار ، فرد عليه النبي (صلى الله عليه  وآله) هكذا».

الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن علي بن النعمان ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «إذا سلم عليك الرجل  وأنت تصلي- قال- ترد عليه خفيا كما قال».

وعنه: بإسناده عن سعد ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار الساباطي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: سألته عن السلام على المصلي.

فقال: «إذا سلم عليك رجل من المسلمين  وأنت في الصلاة ، فرد عليه فيما بينك  وبين نفسك ،  ولا ترفع صوتك».

وعنه: بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن محمد ابن مسلم ، قال: دخلت علي أبي جعفر (عليه السلام)  وهو في الصلاة ، فقلت: السلام عليك ، فقال: «السلام عليك».

قلت: كيف أصبحت؟ فسكت ، فلما انصرف قلت له: أ يرد السلام  وهو في الصلاة؟ قال: «نعم ، مثل ما قيل له».

وعن عبد الله بن جعفر الحميري: بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال: «كنت أسمع أبي يقول: إذا دخلت المسجد  والقوم يصلون فلا تسلم عليهم ،  وسلم على رسول الله (صلى الله عليه  وآله) ثم أقبل على صلاتك ،  وإذا دخلت على قوم جلوس يتحدثون فسلم عليهم».


لا تجوز تحية الإسلام لهولاء :


طبعا الاسلام دين التسامح والسلام ولكن النهي هو لهذه التحية فقط وهي تحية اهل الجنة الخاصة بالمسلمين فقط ولكن تستطيع ان تحييهم بتحيتهم وإذا كانوا عربا غير مسلمين وبداوا بالسلام فسلم عليهم ولكن لا تبدأهم بتحية المسلمين وإنما أبداهم بتحيتهم فالتواصل والتسامح من صفات الاسلام 

ففي رواية عن ابن بابويه ، قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه) ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه (عليهما السلام) ، قال: «لا تسلموا على اليهود ، و لا على النصارى ،  ولا على المجوس ،  ولا على عبدة الأوثان ،  ولا على موائد شرب الخمر ،  ولا على صاحب الشطرنج  والنرد ،  ولا على المخنث ،  ولا على الشاعر الذي يقذف المحصنات ،  ولا على المصلي ، لأن المصلي لا يستطيع أن يرد السلام ، لأن التسليم من المسلم تطوع ،  والرد عليه فريضة ،  ولا على آكل الربا ،  ولا على رجل جالس على غائط ،  ولا على الذي في الحمام ،  ولا على الفاسق المعلن بفسقه».

الخاتمة :

وبهذا البيان الواضح الذي بينه النبي واهل بيته الطاهرين لقوله تعالى ( وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ حَسِيبا )من سورة النساء نكون قد بينا احكام تحية الاسلام التي وردت عن النبي واهل بيته الطاهرين لذا علينا الاقتداء بهم فيما قالوا وفعلوا لأن ذلك من الدين الذي أرتضاه الله لنا وما ذكرت ذلك إلا من أجل المعرفة وتطبيق ما قالوا من أحكام والله الهادي الى سواء السبيل .

تعليقات