أن التغير هو التحول من حال الى حال من الافضل الى الأسوء أو العكس قال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ 11) من وال أي من دافع كما قال علي بن براهيم في تفسيره وهذا يدل على أن الله له المشيئة كاملة يفعل ما يشاء إذا أراد بقوم سوء فهو يحل بهم فلا دافع له كما الامام الرضا عليه السلام في الراوية التي تقول
عبد الله بن جعفر الحميري: عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال: سمعته- يعني الرضا (عليه السلام)- يقول ، في قول الله تبارك وتعالى: )إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ) فقال: «إن القدرية يحتجون بأولها ، وليس كما يقولون ، ألا ترى أن الله تعالى يقول: )وإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ) وقال نوح: )ولا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) » - قال- الأمر إلى الله يهدي من يشاء».
لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم :
هناك ذنوب وعادات سيئة تغير النعم وتجعلها تزول من الناس عند قيامهم بها حتى يتوبوا الى الله تعالى ويستغفروه ومنها البغي وكفران النعم وترك الشكر وقد ورد ذلك في الرواية التي تقول عن ابن بابويه ، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال: حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الفضل ، عن أبيه ، قال: سمعت أبا خالد الكابلي يقول: سمعت زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: «الذنوب التي تغير النعم: البغي على الناس ، والزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف ، وكفران النعم ، وترك الشكر ، قال الله عز وجل: )إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ)».
وفي رواية أخرى عن أبي عمروالمدائني ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن أبي كان يقول: إن الله قضى قضاء حتما لا ينعم على عبد بنعمة فيسلبها إياه قبل أن يحدث العبد ذنبا يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة ، وذلك قول الله: )إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ)».
وعن أحمد بن محمد ، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في قول الله: )إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ) «فصار الأمر إلى الله تعالى». فهنا يكون الامر بيد الله تعالى يفعل ما يشاء بحكمته وقضاءه سبحانه
وفي رواية أخرى عن الحسين بن سعيد المكفوف ، كتب إليه (عليه السلام) في كتاب له: جعلت فداك ، يا سيدي ، علم مولاك ما لا يقبل لقائله دعوة ، وما لا يؤخر لفاعله دعوة ، وما حد الاستغفار الذي وعد عليه نوح ، والاستغفار الذي لا يعذب قائله ، وكيف يلفظ بهما؟ ومعنى قوله: )ومَنْ يَتَّقِ اللَّهَ) )ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) وقوله: )فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ) ، )ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) )وإِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ)؟ وكيف يغير القوم ما بأنفسهم؟
فكتب (صلوات الله عليه): «كافأكم الله عني بتضعيف الثواب ، والجزاء الحسن الجميل ، وعليكم جميعا السلام ورحمة الله وبركاته ، الاستغفار ألف ، والتوكل: من توكل على الله فهوحسبه ، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، وأما قوله: )فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ) أي من قال بالأئمة واتبع أمرهم بحسن طاعتهم ، وأما التغير فإنه لا يسيء إليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم ، وارتكابهم ما نهى عنه» وكتب بخطه
وبهذا يتبين بوجه عام ان الذنوب والخطايا والعصيان وعدم الاستغفار والتوبة تغير النعم من حال الى حال في كل الاحوال تقريبا ولكن لله الامر من قبل ومن بعد يفعل ما يشاء بحكمته سبحانه وتعالى لذا على الانسان ان يعمل ما يأمر به الله تعالى فيكون بذلك تقيا ويتبع الهدى الذي بينه لهم وهم الأئمة الهدات عليهم السلام ولا يتولى بالخطايا والذنوب فيتغير حاله الى الأسوء والله الهادي الى سواء السبيل
تعليقات
إرسال تعليق