القائمة الرئيسية

الصفحات



ما ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم مناسبة إلا و بين فيها مقام و فضل علي بن أبي طالب عليه السلام وبأنه الخليفة والأولى بمقامه من بعده و منها هذه الحادثة التي وردت في كتاب سليم بن قيس الهلالي و التي أراد منها النبي أن  يبين فيها مقام علي بن أبي طالب عليه السلام عند الله سبحانه و تعالى لكي يكون ذلك حجة على الصحابه و قريش فيما بعد .


رواية الشمس تجيب علي عليه السلام في كتاب سليم بن قيس الهلالي :


عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت أبا ذر جندب بن جنادة الغفاري، قال : رأيت السيد محمدا صلى الله عليه وآله وقد قال لأمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة: إذا كان غدا اقصد إلى جبال البقيع وقف على نشز (1) من الأرض، فإذا بزغت الشمس فسلم عليها، فإن الله تعالى قد أمرها أن تجيبك بما فيك.


فلما كان من الغد خرج أمير المؤمنين عليه السلام ومعه أبو بكر وعمر وجماعة من المهاجرين والأنصار، حتى وافى البقيع ووقف على نشز من الأرض. فلما أطلعت الشمس قرنيها قال عليه السلام: (السلام عليك يا خلق الله الجديد المطيع له). فسمعوا دويا من السماء وجواب قائل يقول: (وعليك السلام يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن، يا من هو بكل شئ عليم).


فلما سمع أبو بكر وعمر والمهاجرون والأنصار كلام الشمس صعقوا. ثم أفاقوا بعد ساعات وقد انصرف أمير المؤمنين عليه السلام عن المكان فوافوا رسول الله صلى الله عليه وآله مع الجماعة وقالوا: أنت تقول إن عليا بشر مثلنا وقد خاطبته الشمس بما خاطب به الباري نفسه؟


تفسير كلام الشمس مع علي عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله: وما سمعتموه منها؟ فقالوا: سمعناها تقول: (السلام عليك يا أول) قال: صدقت، هو أول من آمن بي.


فقالوا: سمعناها تقول: (يا آخر). قال: صدقت، هو آخر الناس عهدا بي، يغسلني ويكفنني ويدخلني قبري.
فقالوا: سمعناها تقول: (يا ظاهر). قال: صدقت، ظهر علمي كله له.
قالوا: سمعناها تقول: (يا باطن). قال: صدقت، بطن سري كله.
قالوا: سمعناها تقول: (يا من هو بكل شئ عليم). قال: صدقت، هو العالم بالحلال والحرام والفرائض والسنن وما شاكل ذلك.  فقاموا كلهم وقالوا: (لقد أوقعنا محمد في طخياء) وخرجوا من باب المسجد .

الخاتمة :

يتوضح من ذلك أن الرسول أراد أن يبين لهم مقام و فضل علي عليه السلام وبأنه هو الخليفة والوصي والقائم مقامه من بعده مثل ما فعل النبي سليمان بن داود عندما بين لقومه فضل آصف بن برخيا عندما قال : من يأتيني بعرش بلقيس قبل أن تأتي مسلمة فأحضره آصف في لمح البصر لكي يعرف الناس مقامه وبأنه هو الخليفة و الوصي من بعده . وهذا الفعل بمثابة الحجة عليهم فيما بعد إذا أغتصبوا حقه في يوم من الإيام  فلا يستطيعون النكران و يقولون لا نعلم .

أنت الان في اول موضوع

تعليقات