فمعاوية بن أبي سفيان منع الماء عن الأمام علي عليه السلام وجيشه في صفين لكن الامام تفاوض معه فرفض معاوية أن يخلي الماء فحاربه الامام حتى غلبه و أخذ منه الماء ولكن الامام لم يقابله بالمثل إذ سمح للجميع بشرب الماء من الشريعة لعلمه بأن ذلك ظلم و حرام رغم أنهم جنود ومحاربين وأعداء له عليه السلام فما بالك في من يقطع الماء والطعام عن الأطفال والنساء ليعذبهم . ذكر هذه الحادثة : الكامل في التاريخ: ج 3، ص 167، وسير أعلام النبلاء (سيرة الخلفاء الراشدين): ص 267 مختصراً .
وهناك مثال آخر أهم و هو ما جرى للأمام الحسين عليه السلام وأصحابه في اليوم السابع من المحرم حين كتب ابن زياد إلى ابن سعد: «أنْ حِل بين الحسين وأصحابه وبين الماء، فلا يذوقوا منه قطرة». فبعث عمر بن سعد في الوقت عمرو بن الحجّاج في خمسمئة فارس، فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء، ومنعوهم أن يستقوا منه قطرة. [- الطبري في في تاريخه ج4 / ص311]
أما الدينوري المتوفي سنة 282 قال في كتابه الأخبار الطوال مَّا ذكره الطبري،فقال : (فلمَّا ورد على عمر بن سعد ذلك أمرَ عمرو بن الحجاج أنْ يسير في خمسمائة راكب فيُنيخ على الشريعة ويحولوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء، وذلك قبل مقتله بثلاثة أيام، فمكثَ أصحابُ الحسين عطاشى .(الأخبار الطوال ص255)
لذلك ما يعمله الصهاينة الآن مع الفلسطينيبن في غزة فعله يزيد بن معاوية وأعوانه ومنعوا الماء عن الإمام الحسين عليه السلام وأطفاله وأصحابه في كربلاء حتى استشهد هو و أولاده وأخوته ومن معه من أصحابه عطاشا . لذلك فإن أفكار المجرمين وسلوكهم واحد في كل زمان ومكان مهما كانت أديانهم وجنسياتهم و ألوانهم فمن وقف مع يزيد فإنه منهم أو من هذه الفئة المجرمة
تعليقات
إرسال تعليق